مضينا اقداما في واد كبير قاحل,يتغنى باصوات الضفادع و العصافير ,يغطي سماؤه القصب الاخضر, وكانه جسر من جسور الجنة, انعطفنا يمينا,الى ان وصلنا الى قدمي جبل كبير,قاعدته كالبحر شساعة,وقمته اشبه براس ابرة منكسرة,يزين راسها مربع صغير ,خشيت ان يسقط من كثر ضيق القمة. قالت احدى النساء: انه ضريح "سيدي الغازي" همست لنفسي بفضول: ومن يكون"سيدي الغازي هذا? اجابت وكانها قرات افكاري: انه من اعظم الشرفاء, كان شديد التقوى والايمان بالله.ويقال ان من يطلب بركته يستجيب الله له الدعاء, على كل حال انا لا اؤمن بالاضرحة وخزعبلات من هذا النوع,اردنا ان ناتي برفقتهن انا وصديقتي حبا للاستطلاع والاستكشاف لا اكثر, ااتممنا سيرنا نحو علبة عود الثقاب تلك. متسلقات الجبل, اثار اشمازازي وتقززي حشرات ممزوج لونها بالاحمر والاسود ومؤخرة على شكل ابرة. واخيرا وصلنا , دخلت النساء ثم انا وصديقتي, واذا بي اندهش بضريح كبير مغطى بثوب اخضر منقوش, الى جانبه ضريح اخر اصغر حجما. تعجبت لوجود الاخر,راود ذهني كم هائل من علامات التعجب و الاستفهام, وذالك كان واضحا على وجه صديقتي ايضا فقالت: ارى ان هنا ضريحين اثنين?! اجابت احدى النساء: الثاني لزوجته ,اسمها:"صوفية" .طلبنا انا ورفيقتي الاذن بالخروج للجوار. القينا نظرة من القمة على المنطقة المجاورة فانبهر ناظرنا;مياه تتلؤلؤ تحت اشعة الشمس الذهبية,استهوانا فضول رهيب نحو استطلاع المكان, سرنا في سبيل الوصول الى ذالك الماء اللؤلؤي.صادف طريقنا غلام فاردنا سؤاله عن المكان, لكن للاسف ;انه اصم,لا باس سنلتقي بشخص اخر يدلنا, بالفعل التقينا و امراة غريبة المظهر, اخذت اسالها ,لاحظت بوضوح على وجهها ادراكها ما اعني,الحمد لله تاكدت من صحة اذنيها, لكن لم تجبني;انها بكمى لا تتكلم. رحنا انا وصديقتي نجر وراءنا ااذيال الخيبة. قلت بغضب: الا يوجد هنا بشر طبيعيون كالبشر ,لمحت العشب يتحرك, اقتربت واذا بثلاثة سلاحف صغيرة تتوسط العشب, اعجبتني كثيرا, اخذتها ثم وضعتها في حقيبتي, سمعت صراخ صديقتي التي سبقتني ممزوج بضحكة عالية كلها تحدي: تعادلنا انظري انه سلحفاة ضخم, حجمه يعادل سلاحفتكي الثلاثة! ضحكنا من كبر هذا الكائن العجوز, وصلنا الى اللؤلؤ;وادي كبير خلته جنة الخلد على سطح الارض, شربنا من ماؤها الحلو, التقطنا صورا,ملانا القارورات ثم عدنا ادراجنا متجهات نحو تلك العلبة التي يتوسطها ذاك المجهول المسمى"سيدي الغازي" النساء لا يزلن مقرفصات قرب الضريح يطلبن البركة!!! وكانه يسمعهن, وكانه سيلبي طلبهن ,يا ل السخافة, ما ادراهن ان الدفون هناك حقا سيدهن الغازي وليس حيوانا مدفونا او ما شابه! لنفترض انه هو حقا, وما ادراهن ما اذا كان في حياته انسانا متدينا حقا! لان نفس الانسان لا يعلم بها الا خالقها,او لنفترض جدلا انه كان فعلا كذالك,وبعد? اذا كان متدينا فذالك سيفيد به نفسه لا غيره.لا افهم حقا بشرا يتخذون وسيطا بينهم وبين ربهم لدعائه, في حين انه كان عليهم تحقيق دعائهم بطريقة اخرى الا وهي ;التوضا ,استحضار النية,استقبال القبلة بقلب صاف, ثم الدعاء.