تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دماء الاميرة -قصة قصيرة

دماء الاميرة -قصة قصيرة 2024.

دماء الاميرة

خليجية

مقدمة

حياتي ليست كحياتك أو كحياة أي شخص تعرفه ..
حياتي هي أوراق متناثرة في عصور مختلفة , و في كل ورقة قصة تنتظر أن أحكيها لك ..
قصة حدثت و لم يذكرها التاريخ لك كاملة , لذا سأقدمها لك كاملة بكل ما تحويه من أهوال ..
قصة تحمل رائحة الرعب و مذاقه ..
حياتي ليست كحياتك أو كحياة أي شخص تعرفه ..
حياتي هي لحظات تمضي بين هذه القصص و هذا قدري الذي لم أختره و لا أعرف له بديلاً ..
و اليوم سأحكي لك واحدة من هذه القصص التي رأيتها و عشتها ..
عبر الزمن ..

تلك الأشياء ..

" متى إذن ستكف عن عنادك يا ( نادر ) ؟ .. أتريد أن تقضي عمرك وحيدًا ؟ "
تقولها ( سوسن ) , ثم ترشف المزيد من العصير من كوبها , لتواصل بذات الحماس :
أنت تعرف أننا كلنا لا نوّد أن نتركك هكذا .. لكن كل واحد لديه مشاكله الخاصة , و لا يمكننا أن نقلق عليك إلى الأبد ..
يمكنني أن أردّ عليها بأنني لم أطلب منها شيئًا , لكن هذا لن يوقفها ..
ثم إنك لم تعد طفلاً لا يتحمل المسئولية .. إن لم تتزوج الآن , فستقل فرصك مع الوقت ..
لكنني تزوجت و فشلت .. و هو شيء آخر لن أكرره أيضًا بل سأحتفظ بصمتي ..
كلنا نمرّ بتجارب فاشلة , لكنها تعلمنا كيف ننجح فيما هو قادم .. من الصعب أن تفشل زيجتك القادمة إلا لو أردت أنت هذا ..
ترشف ( سوسن ) المزيد من العصير , لتواصل بصوتها الذي لابدّ أنه جذب انتباه كل من في الكافتريا :
ثم إنني أحمل لك خبرًا سعيدًا .. أنت تذكر ( مي ) التي كانت تزورنا قبل أن تسافر مع أسرتها إلى ( المجر ) .. لقد عادت إلى مصر و لم تتزوج حتى الآن .. أنت تذكر كم كانت جميلة في صباها , و لقد رأيتها منذ يومين .. صدقني .. كل هذه السنوات لم تنقص من جمالها شيء ..

هل تحسب الحمقاء أن هذه النقطة تهمني حقًا ؟!
تمدّ ( سوسن ) يدها لتقبض على يدي :
أنا أختك الكبيرة يا ( نادر ) لذا اصغ لي جيدًا .. ما تحتاجه الآن هو زوجة ترعاك و تمنحنا نحن بعض الطمأنينة عليك .. إن مجرد فكرة أنك تعيش بمفردك تؤرقني ..
لكن هذا ما أبغيه حقًا .. سنوات عمري علمتني أن الوحدة هي ما أبغيه دون غيرها ..
فقط لو يتركوني هم حالي دون تدخل !
و تقول ( سوسن ) :
– عدني أنك ستفكر في الموضوع .. على الأقل عدني بهذا ..
فأهز رأسي موافقًا , و أنا أحلم في عقلي باللحظة التي ستنتبه فيها لأنها تأخرت عن عملها , لتتركني أحتسي قهوتي في هدوء ..
و متى سترد عليّ إذن ؟
قريبًا .. سأرد عليك قريبًا جدًا ..
أقولها مضطرًا , فتأخذ هي حقيبتها و تهبّ واقفة :
عظيم .. سأرحل أنا الآن , فلقد تأخرت عن عملي .. سأتصل بك غدًا ..
و أنا سأنتزع سلك الهاتف , لكنني لن أخبرها بهذا .. فقط أمنحها ابتسامة وداع , لترحل هي أخيرًا ..
الآن يمكنني أن أرتشف قهوتي في هدوء .. الآن يمكنني أن أراقب تلك الفتاة التي تقف في ركن الكافتريا ..
إنها ترتدي ثوبًا باليًا تغطيه الدماء و في رسغيها ثقبين قبيحين جفت حولهما الدماء , و من وجهها الشاحب شحوب الموتى , ترمقني عينان لا تطرفان كأنها تنتظرني .. و أنا أعرف لماذا ؟
مادمت أرى شبحهها فهذا يعني أن هناك عملاً ينتظرني حين أعود لداري .. أمّا الآن – وبما أنها ماتت فعلاً – فيمكنها أن تنتظر حتى أنهي قهوتي ..
لن يضيرها هذا في شيء !
* * *

و داري قد لا تختلف عن دارك إلا في غرفة واحدة ..
ستجد طاولة الطعام الكئيبة التي يحيط بها ست مقاعد , و ستجد عدة أرائك متناثرة هنا و هناك يغيطهم الغبار مهما حاولت تنظيفهم , و ستجد الثريا المعلقة من السقف و التي لا أستخدمها إلا نادرًا .. ستجد الثلاجة ببقايا الطعام التي تحتاج لمن يتخلص منها , و ستجد تلك الرائحة التي تميز الدار عمّا سواه ..
لكل منزل رائحته الخاصة التي لا تجدها في مطعم أو شركة أو في أي منزل آخر , و أنا أعرف هذه الرائحة و أحبها ..

فقط ستجد أن غرفتي الخاصة مختلفة تمامًا عن أي غرفة في أي منزل عشت أنت فيه , و ستعرف الآن لماذا .. فقط سألفت انتبهاك أولاً أن شبح هذه الفتاة التي تغطيها الدماء تبعني إلى المنزل دون أن يبادلني حرفًا ..
هي تعرف أنني أراها كما تراني هي , و هي تعرف – تقريبًا – ما سيحدث الآن لذا فهي لا تملك سوى الإنتظار الصامت , و أنا لا أنوي أن أطيل انتظارها على أية حال ..
أعيش وحيدًا كما ترى لذا تشعر بأن هذا الصمت المطبق مريب نوعًا ما , لكن هذا معتاد في منازل من يعيشون بمفردهم .. لن تسمع صوت آنية في المطبخ و لا نداء أطفال و لا صراخ زوجة , و حتى الجيران في هذا الحي الهاديء , لا يصدر عنهم صوت , إلا حين يخرجون للعمل صباحًا ..
أما الآن ..
أما الآن فسيبدو لك الأمر و كأنني آخر رجل على وجه الأرض , و لا يوجد سواي ..
صمت .. ظلام .. وحدة ..
في ظلام المنزل أتجه إلى غرفتي الخاصة , لأدخلها و لأحكم إغلاق الباب خلفي .. لترى معي محتويات الغرفة و تتعجب ..
مقعد عملاق في منتصف الغرفة تمامًا , تحيط به على الأرض رسوم و نقوش عجيبة تحمل رائحة السحر و مذاقه .. و أمام المقعد ترى تلك المرآة الهائلة ذات الإطار الخشبي العتيق ..
متابعة القراءة موضوع
أن شاء الله
ان شاء الله التكملة الان
فقط ستجد أن غرفتي الخاصة مختلفة تمامًا عن أي غرفة في أي منزل عشت أنت فيه , و ستعرف الآن لماذا .. فقط سألفت انتبهاك أولاً أن شبح هذه الفتاة التي تغطيها الدماء تبعني إلى المنزل دون أن يبادلني حرفًا ..
هي تعرف أنني أراها كما تراني هي , و هي تعرف – تقريبًا – ما سيحدث الآن لذا فهي لا تملك سوى الإنتظار الصامت , و أنا لا أنوي أن أطيل انتظارها على أية حال ..
أعيش وحيدًا كما ترى لذا تشعر بأن هذا الصمت المطبق مريب نوعًا ما , لكن هذا معتاد في منازل من يعيشون بمفردهم .. لن تسمع صوت آنية في المطبخ و لا نداء أطفال و لا صراخ زوجة , و حتى الجيران في هذا الحي الهاديء , لا يصدر عنهم صوت , إلا حين يخرجون للعمل صباحًا ..
أما الآن ..
أما الآن فسيبدو لك الأمر و كأنني آخر رجل على وجه الأرض , و لا يوجد سواي ..
صمت .. ظلام .. وحدة ..
في ظلام المنزل أتجه إلى غرفتي الخاصة , لأدخلها و لأحكم إغلاق الباب خلفي .. لترى معي محتويات الغرفة و تتعجب ..
مقعد عملاق في منتصف الغرفة تمامًا , تحيط به على الأرض رسوم و نقوش عجيبة تحمل رائحة السحر و مذاقه .. و أمام المقعد ترى تلك المرآة الهائلة ذات الإطار الخشبي العتيق ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.