عندما يُهديك أحد هدية..تشكره..وإن لم تُعجبك الهدية ..ولم تكن مثلما اردت..فهل ستقول لمن أهداها لك ..لماذا لم تُحضر هدية افضل ..أغلى ؟؟أجمل..؟؟ أهذا ما جادت به نفسك؟؟؟يالك من بخيل..؟؟
بالطبع لا..فالأخلاق و الأدب ..يمنعك من ذلك.. وكذلك الأمر إن طلبت من الله شيئاً فأعطاك إياه أقل مما تمنيت.. وربما يكون مختلفاً تماماً عما اردت ..فهل ستقول له يارب لا أريد هذا بل أريد ذاك..؟؟ بالطبع لا ..فلن تتنكر لعطاء ربك ..بل سترضى وتقنع بما اعطاك الله.. وتشكره على ما آتاك ..وتعود لتطلب منه الأفضل..بطريقة أفضل.. هذا الأدب الذي يتحدث عنه القرآن الكريم ويُعلمنا إياه في سياق آياته الكريمة..لأن إحساسنا بعدم الرضى بقضاء الله وعطائه ولو كتمناه في قلوبنا سيعلمه الله الذي يعلم السر وأخفى..فالله لا يحتاج ان تتكلم ليعلم مافي قلبك ويجول في خاطرك..وسيكون سخطك في قلبك طريقاً يتسلل به النفاق إلى قلبك ..فيوجب غضب الله عليك..
فقد كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يُقسم الصدقات فجاءه رجل سخط على الله فتسلل النفاق إلى قلبه..فقال للرسول الكريم :اعدل فأنت لم تعدل .فرد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام :ويلك فمن يعدل عليك بعدي؟؟؟
وهنا نزلت الآية الكريمةلِتُعلم ذاك المنافق ومثله كثيرون..يتصرفون مثله الادب في الطلب من الله ورسوله..:
"ومنهم من يلمِزُكَ في الصدقاتِ فإن أُعطوا منها رضوا وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون*ولو انهم رضوا بما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون*"التوبة5859
تضمنت الآية ادباً عظيماً مرفوقاً بسر شريف بين كلماتها ومعانيها حيثُ جمعت بين الرضى بعطاء الله والتوكل عليه وطلب المزيد بالرغبة إليه وحده..وهي بمثابة دعاء عظيم الفضل عند الله يُستحب الدعاء به عند الحاجة والطلب به من الله تعالى..
فيا لعظمة هذا القرآن الذي يُعلمنا كيف نُفكر..وكيف نطلب..وكيف نرضى بما آتانا الله وكيف نتأدب بالطلب..خصوصاً مع الله عز وجل..ومن تادب مع الله تادب مع عباده..
رؤية
ندى السمان
رائع ما طرحته اختي الكريمة