تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اللهم ارنا الحق حقآ وأرزقنا – الشريعة الاسلامية

اللهم ارنا الحق حقآ وأرزقنا – الشريعة الاسلامية 2024.

اللهم ارنا الحق حقآ وأرزقنا

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

بسم الله والحمد لله
وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه
ومن اهتدى بهداه

قف وتأمل مع هذا الدعاء المجمل

من الأدعية المأثورة والجميلة التي كثيراً ما نرددها"

( اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ) "

وكم من المعاني العظيمة التي تحملها تلك الكلمات والتي تجبرنا على الوقوف عندها والتأمل فيها

الشطر الأول
" اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه "

المعنى الأول
( الحق)

إن من الأسس والبديهيات التي قامت عليها الحياة أن يكون هناك حق وباطل ،
وكلاهما بين واضح جلي ، ولكل منهما صفات ودلائل ولكل منهما تبعات ،
والإنسان مخير بين الطريقين أيهما يشاء يتخذه سبيلا ،
فالذي أختار سبيل الحق فهو من أهله والذي تركه
فهو من أهل الباطل ذلك أنه ليس بينهما سبيل

( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُم )ْ
(محمد : 3 )

وما اتبع الحق إلا المؤمنين الذين آمنوا أن محمد عبد الله ونبيه ورسوله حق ،
وأن عيسى عبد الله ونبيه ورسوله حق ، وأن الكتب والرسل والملائكة حق ،
وأن الموت حق ، وأن البعث حق، وأن الجنة حق ، وأن النار حق.

المعنى الثاني
أرنا الحق حقاً

لا يكفي أن يكون هناك حق لتحصل النجاة ، وإنما تحصل النجاة
لو أرانا الله ذلك الحق أنه حقاً ، فكم من الناس والأمم جاءهم الحق
من ربهم ولكن ٌطمست قلوبهم وعميت أبصارهم عنه فما رأوه حقاً
واعتبروه باطلاً فنكروه بالكلية وحاربوه وعاندوا واستكبروا ،
( وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ) (الزخرف : 30 ) )

ولك في قصص وسير الأنبياء جميعاً أكبر الدليل على ذلك ،
فما من نبي ٌأرسل من الله إلا عاده قومه وردوه وأنكروا
ما جاء به وهو الحق من ربه .. ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ )
(السجدة :3 )

وإنها لدرجة كريمة ومنة عظيمة من الله على عبده لما يريه الحق حقاً ،
فحري بالعبد آنذاك أن يحمد ربه ويقول الحمد لله الذي عافنا مما
أبتلى به غيرنا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

المعنى الثالث
وارزقنا إتباعه

يا لحظ وسعادة من أراه الله الحق حقاً ثم رزقه إتباعه ،
ولنا القدوة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فما جاءهم الحق من ربهم إلا آمنوا به وصدقوا النبي واتبعوه ،
إتباع المستسلم المسلم لأمر الله ورسوله ، لا إتباع العقلانيين!!!

فكان إتباعهم في القول والفعل ، وفي الشكل والمضمون ،
وفي الجوهر والمظهر وفي كل صغير وكبير ولم يكن من النبي شيء صغير ،
أما غيرهم مما عرفوا الحق من ربهم ورأوه حقاً ولكن لم يوفقوا
لإتباعه فكان إتباعهم للهوى أكبر ومن اتبع الهوى هوى …

(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )
( ص : 26 )

الشطر الثاني
" وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه "

المعنى الأول
الباطل

إن الله هو الحق ، ومن سننه كما سبق وقلنا أنه وفي كل أمر
كما يوجد الحق يوجد الباطل فالضد بالضد يعرف ، والحق قوي
والباطل ضعيف لذا ما دخل الحق على باطلاُ إلا زهقه …
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون )َ
(الأنبياء : 18 )

وكما أن للحق أئمة يدعون له فإن للباطل دعاة وأئمة نسأل الله أن يحفظنا من شرورهم …
( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ)
(القصص ( 41 ).

المعنى الثاني
وأرنا الباطل باطلاً

كم من باطل زينه الشيطان عند بعض القوم وألبس عليهم فتعاملوا معه وكأنه الحق ويظنون أنهم يرضون ربهم بإتباعه او يفكروا فى الامر كذلك

المعنى الثالث
وارزقنا اجتنابه

كل نبي أرسل جاء لقومه بالآيات من الله ، وكلما رأوا آية
وعلموا أن الله هو الحق وما هم عليه باطلاً ما ازدادوا إلا تمسكاً به ،
فمنهم من كانت علته في ذلك إتباع الآباء
( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )
(الزخرف : 22 )

___ يتبــــــــــــــــــــــع __

ومنهم من خاف على ضياع جاهه وماله وملكه
إن ترك ما هو عليه من الباطل فآثر الحياة الدنيا على الآخرة فهلك ،

ومنهم من حالت نزعته القِبلية وحمية الجاهلية دون اجتنابه للباطل
مع علمه به ومثل ذلك قوم مسيلمة الكذاب ، لما خرج فيهم وادعى النبوة
قالوا له إن محمداً يتلو آيات ويقول أنها من وحي ربه فقل لنا
مثل ما يقول ، فألف بعض الخزعبلات من الأقوال وادعى أنها
من وحي الله له ، وتعالى الله سبحانه أن يكون ذلك من كلامه ،

فما أن سمعه قومه وعرفوا كذبه إلا أن قالوا : والله إنا لنعلم
إنك لكذاب ولكن أن يكون لنا نبي نتبعه من قومنا خير لنا من أن
نتبع نبي من قريش!! ،
ومن الناس وما أكثرهم في زماننا هذا :
من عرفوا الباطل وأوغلوا فيه لما عظّموا عقولهم ، يأتيهم الدليل
من الشرع واضح بين على ما هم فيه من الضلالة فيستكبروا ويعاندوا
ويردوه بعد احتكامهم لعقولهم الخاوية وقلوبهم المريضة ولهم في ذلك
أسوة في معلمهم الأول إبليس لعنة الله عليه لما أبى الامتثال
لأمر ذي الإكرام والجلال حسدا من عند نفسه
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين)
( الأعراف : 12 )

اللهم أرنا الحق وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بارك الله فيك
وجزاك الخير على الطرح المهم

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بارك الله فيك وجزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.