بسم الله الرحمان الرحيم
يقول داود في تذكرته :
الحرمل : نبت معروف وهو نوعان ، ابيض وهو العربي ، واحمر وهو العامي المعروف ويسمى بالفارسية إسفند . والعامة تدعوه غلقة الديب او حرمل ، وهو نبات يرتفع ثلث ذرع ويفرع كثيرا ، وله ورق كورق الصفصاف ، ومنه مستدير وزهره أبيض يخلف ظروفآ مستديرة مثلثة داخلها بزر أسود كالخردل سريع التفرك ثقيل الراثحة ، يدرك أواثل حزيران وتبقى قوته أربع سنين ، وهو حار في آخر الثانية يابس في الثالثة ، يذهب الباردين وأمراضهما كالصداع والفالج واللقوة والخدر والكزاز وعرق النسا والجنون ونحوه والصرع ووجع الوركين والمغص والإعياء والقولنج واليرقان والسدد والإستسقاء والنسيان ويحسن الألوان ويزيل الترهل والتهيج شربا وطلاء .
إذا غسل الحرمل بالماء العذب ثم سحق وضرب بالماء الحار والشيرج والعسل وشرب نقى المعدة والصدر والرأس وأعالي البدن من البلغم واللزوجات الخبيثة بالقيء تنقية لا يعدله فيها غيره ، وإن طبخ بالعصير أو الشراب وشرب ثلاثين يومآ أبرأ من الصداع العتيق والصرع المزمن وأعاد الحمل بعد منعه ، وعلامة صلاحه القيء آخرا ، وإذا شرب أثني عشر يومآ متوالية قطع عرق النسا ، وإذا تسعط بعصارته أوما طبخ فيه نقى حمرة العين وقطع النوازل ، وإذا غلي في ماء الفجل والزيت وقطر أزال الصمم ودوى الأذن وقوى السمع ويجلو البياض كحلآ والرمد ووجع الأسنان بخورآ ، وإذا خلط مع البزر وعجن بالعسل ولوزم استعماله أذهب ضيق النفس ، فإن أضيف إليه الزجاج المحرق فتت الحصى وأدر الطمث والبول وغزر اللبن ، ومع ماء الرازيانج والزعفران والعسل والشراب ومرارة الدجاج يزيل ضعف الكاثن عن الامتلاء ويحبس البخار شربآ وطلاء ، وإذا طبخ بالخل ونطلت به الأعضاء قواها وسود الشعر وأزال الخدر، أو بالماء والدهن بالغا وتمودي على شربه أزال السل وأمراض الكبد .
وهو يورث الغثيان والصداع ويصلحه الرمان المز والتفاح أو السكنجبين وشربته إلى مثقال وشربه إلى أوقية ، قيل : وبدله القردمانا وقيل : إن شرط ثربه للنساء غير مسحوق ، وأن يدعك بالماء الحار بعد غله وتجفيفه ويصفى ويشرب للقيء وأن المعمول منه للصرع جزء في عثرين جزءا من الشراب أو العصير والمأخوذ كل يوم أوقيتان .