إن الحفاظ على صحة الأسنان اللبنية هو المفتاح لصحة الأسنان الدائمة، حيث إنها تحفظ مكان الأسنان الدائمة بالفكين. فإذا فقد سن من الأسنان اللبنية بسبب التسوس فمن الممكن أن يظهر السن الدائم مائلاً بزاوية تسبب ازدحام وتراكم الأسنان الدائمة. وقد يؤثر هذا على طريقة النطق، المضغ، واستخدام اللسان عند الأطفال.
الطبقة الجرثومية (البلاك)
وهي عبارة عن ترسبات لزجة ولاصقة لا لون لها، وتنتج من امتزاج الجراثيم (البكتيريا) باللعاب وبقايا الطعام والسوائل التي تتجمع على الأسنان وخاصة في مناطق التقاء اللثة مع الأسنان. تبدأ هذه الطبقة بالترسب على الأسنان خلال عشرين دقيقة بعد استخدام فرشاة الأسنان، ومن هنا تأتي أهمية تنظيف الأسنان مرتين يومياً على الأقل وكذلك استخدام الخيط السني مرة واحدة على الأقل وذلك لإزالة هذه الطبقة حال تشكلها. وفي حالة عدم إزالة طبقة البلاك فمن الممكن أن تتصلب (تتكلس) وتتحول إلى ما يسمى بالجير، وعندها تصبح هذه الترسبات متماسكة جداً وملتصقة بقوة على سطح السن ولا يمكن إزالتها إلا بواسطة أدوات خاصة عند طبيب الأسنان أو اخصائي صحة الفم والأسنان. إن تشكل الجير يزيد من سرعة ترسب البكتريا ويعيق إزالتها بواسطة الفرشاة والخيط السني.
تسوس أسنان الأطفال الرضع:
إن من أخطر أنواع التسوس هو ذلك التسوس الذي يصيب الطفل الرضيع الذي تلجأ أمه إلى إرضاعه بواسطة الزجاجة، حيث تتعرض أسنان الطفل للسوائل الحاوية على السكر لفترات طويلة ومتكررة في اليوم ويكون الخطر على أشده حين تضع الأم طفلها في سريره لينام أثناء الليل أو النهار مع بقاء الزجاجة في فمه، ففي هذه الحالة فإن الأم تعطي للجراثيم الفرصة المناسبة لمهاجمة أسنان طفلها من كل الجهات لأن هذه الأسنان تكون محاطة بشكل كامل بالسوائل السكرية. ويعتبر هذا النوع من التسوس سريع التطور ويؤدي إلى تلف جميع الأسنان عامة والأسنان العلوية الأمامية خاصة بسرعة كبيرة إذا لم يتم اكتشاف الحالة وتقديم العلاج المناسب بأقصى سرعة ممكنة.
تسوس الأسنان عند الأطفال
يعتبر تسوس الأسنان من أكثر أمراض العصر انتشاراً بين الأطفال، ويرجع ذلك إلى عدم إزالة الترسبات البكتيرية المتواجدة في فم الإنسان بشكل طبيعي، حيث إن هذه البكتيريا تتغذى على السكريات الموجودة في الطعام، وتقوم بإفراز أحماض تؤدي إلى تحلل أو تآكل سطح الأسنان، وفي المرحلة الثانية، تبدأ البكتريا بالتغلغل في الجزء العضوي من السن وتقوم بإتلافه، وفي هذه المرحلة يظهر تسوس الأسنان على شكل نخر صغير يستمر في التغلغل حتى الوصول إلى لب السن مما يؤدي إلى التهاب العصب وما يرافقه من آلام حادة، وبعدها يظهر خراج سني على شكل انتفاخ في اللثة.
أسباب ألم الأسنان عند الطفل:
1- التسوس عندما يقترب من الأعصاب.
2- ظهور الأسنان في الفم (التسنين):
أعراضه
٭ ارتفاع درجة الحرارة.
٭ احمرار الخدين.
٭ انتفاخ (تضخم) اللثة.
٭ زيادة سيلان اللعاب في الفم.
٭ قد تسبب الإحساس بالألم في اللثة. يخف الألم بالعض على جسم بارد وناعم.
علاجه:
٭ استخدام علاج مخفف للألم بدون سكر.
٭ استخدام مرهم ظهور الأسنان.
٭ إذا لم يخف الألم يراجع طبيب الأسنان.
العناية اليومية لأسنان الطفل:
لتقليل الخطر من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، ولتقليل الإصابة من تسوس الطفولة المبكرة بجب علينا اتباع التالي:
1- الحفاظ على صحة الفم والأسنان للأم أو الشخص الذي يقوم بالعناية بالطفل، لتقليل احتمال انتقال البكتيريا المسببة للتسوس إلى الطفل.
2- اتبع التالي في تنظيف أسنان الطفل:
٭ مسح فم الرضيع بقطعة من القماش أو الشاش النظيف والمبلل بالماء بعد كل رضعه.
٭ عند ظهور الأسنان بالفم يمكن تنظيف فم الطفل بعد الرضاعة بالقماش أو الشاش كما ذكر، أو باستعمال فرشاة مخصصة للأطفال الرضع ولا يستخدم معجون الأسنان معها.
3- يجب عدم إعطاء الطفل العصائر أو المشروبات التي تحتوي على مواد سكرية بالرضاعة. (يمكن إعطاء الرضيع ماء بالرضاعة عند وقت النوم بدلاً من الحليب أو العصير).
4- التقليل من عدد الرضعات الليلية.
5- تأكد من استخدام النوع الجيد من حلمة الرضاعة، التي تشبه حلمة الثدي وتحافظ على شفتي الرضيع مغلقة، لتساعد على التنفس بصورة طبيعية.
6- عدم غمس حلمة الرضاعة في مواد سكرية (عسل أو مربى). أو إضافة السكر للرضاعة.
7- يجب تنظيف فم وأسنان الرضيع بالفرشاة والماء، عند إعطاء الرضيع الدواء في رضعته (الذي يكون عادة محلى).
8- يجب على الوالدين القيام بفحص أسنان الطفل باستمرار، وذلك برفع الشفة. فإذا لوحظت بقع بيضاء على الأسنان (كالطباشير)، فهذا يدل على بداية التسويس عند الطفل، أما إذا كان لون البقع بنياً أو اسود فهذا يعني وجود التسوس.
9- ابدأ بتقديم الفواكه والخضار تدريجياً في وجبة الطفل، حيث إنها تساعد على زيادة اللعاب لأنها تحتاج لمضغ أكثر. زيادة اللعب مفيدة للأسنان لأنها تخلص الفم من الأحماض وتزيد من ترسب الكالسيوم على الأسنان.
10- يجب زيارة طبيب الأسنان للمرة الأولى عند إكمال عامه الأول.
11- يجب على الوالدين منع الطفل من مص الأصابع التي قد تؤدي إلى تراكم الأسنان مما يستدعي علاج تقويم الأسنان.
العناية بصحة الفم والأسنان في الأعمار المختلفة للأطفال:
12 – 24 شهراً:
٭ يقوم الوالدان بتنظيف الفم والأسنان للأطفال.
٭ تعليم الأطفال كيفية الإمساك بالفرشاة.
٭ تشجيعهم على مراقبة الكبار عند استخدامهم للفرشاة.
٭ يبدأ الوالدان باستخدام الخيط السني لتنظيف ما بين أسنان الأطفال عند بلوغهم الثانية من العمر.
كيفية التنظيف
٭ يوضع الطفل في الحجر مع ثني رأسه للخلف قليلاً.
٭ استخدام فرشاة صغيرة بشعيرات نايلون ناعمة.
٭ ينظف ويدلك بلطف حول اللثة والأسنان.
2 – 5 سنوات:
٭ تعليم الأطفال استخدام معجون الأسنان (بوضع كمية بحجم حبة البازلاء)، تأكد أنهم لا يبلعون المعجون.
٭ الاستمرار بتنظيف أسنانهم بواسطة الوالدين، وباستخدام الفرشاة والخيط السني.
٭ تعليم الطفل كيفية المضمضمة وبصق كل المعجون المتبقي في فمه.
٭ تركيز التنظيف على أسطح الأسنان لأنه المكان الذي يبدأ ظهور التسوس فيه.
الفرشاة:
٭ فرشاة أسنان ناعمة، مصنوعة من النايلون، وبرأس صغير.
٭ اختيار الشكل الذي يفضله الطفل.
٭ اختيار الحجم المناسب لعمره.
٭ لا تشرك الأطفال في فرشاة واحدة.
٭ استخدام الفرشاة الكهربائية للأطفال:
– تعطي تنظيفاً جيداً وفعّالاً وآمناً.
– يستمتع الطفل باستعمالها مما يشجعه على التنظيف الجيد.
معجون الأسنان:
معظم المعاجين للأطفال تأتي بنكهات مختلفة، اختر النكهة التي تعجب طفلك.
يستخدم معجون الأسنان بتركيز مخفف من الفلورايد.
القاعدة العامة في كمية المعجون هي: إلى سن الخامسة تستخدم مسحة بسيطة من معجون الأسنان، من سن 5 – 7 أقل بقليل من حجم حبة البازلاء، من 7 فأعلى بحجم حبة البازلاء.
6 – 8 سنوات:
٭ يبدأ الأطفال استخدام الفرشاة بأنفسهم.
٭ تشجيعهم على استخدام الخيط السني بأنفسهم.
٭ يراقب الوالدان طريقة استخدام الأطفال للفرشاة والخيط السني.
٭ تدوين حوادث السقوط أو الكدمات المؤثرة على الوجه، حيث إنها قد تؤثر على الأسنان الدائمة.
وجود أسنان كبيرة بجانب الأسنان اللبنية الصغيرة في فم الطفل وعدم التساوي يؤدي إلى الكثير من الفراغات التي تتجمع فيها بقايا الطعام والطبقة الجرثومية. فيجب متابعتهم بعناية أثناء التنظيف.
يمكن تشجيع الأطفال على استخدام الفرشاة والخيط السني:
1 – وضع جدول يومي يسجل فيه مواعيد التنظيف.
2- إعطاؤهم مكافآت على حُسن عملهم في كل شهر.