استئصال الرحم لا يعني نهاية العلاقة الزوجية!
ساهم التقدم العلمي الهائل في السنوات الأخيرة -خاصة في مجال الصحة الجنسية- في مساعدة الكثير من الحالات التي كان يعتقد سابقاً أن علاجها أمر مستحيل؛ مما أدى إلى حدوث حالات الطلاق التي كان من الممكن تفاديها إذا ما تم تشخيصها، وبالتالي علاجها بصورة علمية، ولعل من أكثر تلك المشكلات شيوعاً بين النساء ما يتعلق بموضوع العلاقة الجنسية، وانخفاض أو عدم القدرة على حدوث الإثارة الجنسية لدى المرأة، ما جعل بعض الأزواج يشكون من أن الزوجة «باردة جنسيا».
هذة بعض الحقائق التي توضح هذا الأمر
1- حدوث نزف من الرحم أثناء الولادة يعتبر من الحالات الحرجة، والتي تستوجب اتخاذ إجراء سريع لوقفه؛ نظراً لما يشكله من خطورة على حياة الأم، ويكون قرار إزالة الرحم أمراً مرتبطاً بالحالة أثناء الولادة، ويعتمد على قرار الفريق المعالج بعد مناقشة الأمر مع الأهل والزوج بصفة خاصة، وقد ينتج عنه شعور بتأنيب الضمير لدى الزوج أو الزوجة فيما بعد خاصة أنه يتعلق بعدم القدرة على الإنجاب مستقبلاً، وهنا تؤكد البحوث العلمية أن مثل هذا الإجراء يكون حتمياً إذا ما كان يشكل خطورة على حياة الأم؛ لذا يجب طرح هذا الموضوع للنقاش بينكما؛ لأن استئصال الرحم هنا قرار طارئ، وليس اختيارياً.
2- تتم عادة إزالة الرحم فقط عند السيدات الصغيرات في العمر مع المحافظة على المبيضين؛ لما لهما من أهمية في الهورمونات لدى السيدة، أما في الحالات التي تتم فيها إزالة الرحم بعد انقطاع الطمث فقد يلجأ الطبيب إلى إزالة المبايض، ويتم إعطاء المرأة الهورمونات على حسب حالتها، وهو أمر يستوجب المتابعة المستمرة، والمنتظمة مع طبيب النساء المختص، وبالنسبة لك لكون المبيضين لايزالان يعملان فهو أمر جيد؛ للمحافظة على مرونة الجهاز التناسلي، وعملية الترطيب، والتي تحتاج إلى إفرازات مهبلية؛ حتى يتم الجماع بصورة جيدة، أما إذا كنت تعانين من حدوث جفاف مزعج لك، أو للزوج فهناك بعض الأدوية الموضعية المساعدة.
3- بعض السيدات قد يتعرضن لحالات من الاكتئاب بعد عمليات استئصال الرحم أو الثدي، خاصة إذا كان لديهن تاريخ عائلي لمرض الاكتئاب، وتشمل الأعراض الشعور بالضيق والكآبة مع اضطرابات فسيولوجية مثل فقدان الشهية للطعام، واضطرابات النوم، بالإضافة إلى فقدان الرغبة الجنسية، ويكون علاج مثل هذه الحالات بعلاج الاكتئاب مع الاهتمام بالتثقيف الصحي حول العلاقة الجنسية للزوجين.
4- في بعض الأحيان، وعند حدوث انخفاض في الرغبة الجنسية، قد يفيد استخدام بعض أنواع الأدوية التي تساعد على زيادة ضخ الدم لمنطقة الحوض، وبالتالي تساعد على حدوث الإثارة، ومثل هذه الأدوية توصف كثيراً للرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي، وحديثاً أثبتت التجارب العلمية أنها أيضاً تساعد بعض النساء اللاتي يعانين من نفس المشكلة، وتؤخذ عند الحاجة، وتحت إرشاد طبي.
5- من أهم الأمور التي تساعد على الشفاء والخروج من الأزمة بعد عملية استئصال الرحم: الدعم النفسي الذي تتلقاه الزوجة، خاصة من قبل الزوج، والمشاركة العاطفية، ولذلك يكون وجوده مهماً معك في المراجعات الطبية. نصيحة قرار إزالة الرحم لظروف طبية طارئة يجب أن يتخذ بعد مناقشة الأمر، وشرح أبعاده مع المريضة وزوجها؛ حتى لا يشعرا بأن إزالته تعني إزالة الأنوثة، أو فقد المرأة القدرة على الاستمتاع بالحياة الجنسية الإيجابية.
سلمت يداك اختي
لا تحرمينا جديدك المتميز