أعرف مدى شوقكى إلى الله..
إلى مناجاته..
إلى الطواف حول بيته..
إلى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم..
أعلم مدى حرقة القلب شوقاً إليه، إلى الحديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأشاهد في عينيكى بريق الدموع تحن حباً إليه صلى الله عليه وسلم، وأسمع نبضات قلبكى تتسارع حنيناً لرحمة الله ومغفرته، وارتعاشة يدكى لأن فريضة الحج فاتتكى وربما لا تعود….
ولكن قدر الله هو خير، فماذا تفعلى لتقر عينك ويهدأ قلبكى وتثبت يداكى؟
لقد سافر من سافر وكتب الله لهم الفريضة.. وأنتى !!
إليكى البشرى..
قال صلى الله عليه وسلم: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام. (10 ذي الحجة) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ». رواه البخاري.
10 أيام من العبادة تكون أفضل من الجهاد.. تخيّلى!
إلا رجل ضحّى بنفسه وماله في سبيل الله ولم يتبقى منهم شيء، وذلك فقط هو من يكافئك في الثواب..
معادلة صعبة جداً!!
ولكنها في صالحنا؛ فالله تعالى أراد ألا يحزن من لم يحج، فأهدانا هذه الهدية.. فهل تقبيلها أم ستضيعها ؟!
"يا خيل الله اركبي"
كان خالد بن الوليد عندما يخرج للجهاد يهتف ويقول: "يا خيل الله اركبي"؛ معلناً الجهاد والحماسة، وأنت تحتاج إلى هذه الصيحة الآن!
اهتف "يا خيل الله اركبي"، وكن أنت فارس السباق العشر الأوائل الذي تخوضه الآن..
ولا تعد عيناك عن المركز الأول أبداً، ولا تركن إلى النوم والدعة..
نفسكى حصانك
نعم أنتى فارسه تقودى نفسكى التي بين جنبيكى، تمتطيها وتركضى بها في السباق..
لا تتركيها تقودك..
هل رأيت حصان يقود فارسه؟
أبداًى؟؟
أنا رأيت!!
نعم رأيت حصان يقود فارسه إلى الطريق الخطأ ويصطدم في الحواجز، ويسقط في الحفر ثم ينتهي بلا رجعة، وينكسر ظهر الفارس، فلا يقوى على السير بعد ذلك.
هل فهمتى قصدي؟
فربما تقودكى نفسك عكس اتجاه السباق؛ تقودك في الاتجاه الخطأ.. ، نظر حرام، ، أو ترك صلاة، هجر قرآن، خلع حجاب، زنا، ..
أو ربما تقودك نفسكِ يا أختي إلى طريق غريب، فترتدي ملابس تظهر عورتك وجسدك..
ربما… أنا أقول ربما!
قبل بدء السباق
اخلُى بنفسكى.. حدّثيها واسأليها: هل حقاً تحتاجى إلى تلك الأيام العشر؟ هل تحتاجى إلى عفو الله، إلى مغفرة الله؟ أم أنها في غنى عن ذلك !! أو تكون في الاتجاه الخطأ.
روّضيها لو كانت عاصية، وضع على ظهرها سرج الطاعة حتى تمتطيها؛ فقد حان الوقت..
وإن أبت فامتطيها عنوة، وقدها بكل قوة في الطريق الصحيح؛ فهذه الأيام هي طوق نجاتك فلا تدعها تمر.
منقوووووووووول أخوات طريق الإسلام
للأمانة العلمية
جزانا وإياكم حبيبتى المشتاقة للفردوس الأعلى
وجمعنى وإياك والموحدين بالله جل وعلا
من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فى الفردوس الاعلى تحت عرش الرحمن
برفقة النبيين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
اللهم آمين
أشهد الله جل وعلا أنى أحبك فيه