أختي فإنه الان يسأل -المراة المسلمة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم ,
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد :

اختي الحبيبة .. ان فقيدكم الذي واريتموه التراب الان يسأل كما أخبر بذلك الرسول صلي الله عليه و سلم بعدمادفن أحد الصحابة فقال:(( استغفروا لاخيكم و سلوا لـه التثبت فإنه الان يسأل))
يسأل عن ماذا ?? يسأل عن دينه وعن علمه و عن كل شيء عمله في هده الدنيا فما أبسطها من أسئلة ، و ما أحلاها من اجوبة، لكن في ذلك المكان [ القبر ] لا يمكن إلا لمن وفقه الله لذلك
و القبر اختي الحبيبة هو منازل الاخيرة،فمن نجا منه فما بعده أيسر منه ،و من لم ينج منه فما بعده أشد منه

اختي الحبيبة.. عندما يدفن الميت يسمع قرع نعال الناس الذين دفنه يتركونه و يدهبون عنه ، فعن أنس – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
((إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم))
اختي الحبيبة هل فكرتِ بحالك واستشعرت لو أنكي هذا الميت الذي دفن ، ماذا و الله تتمني
لذلك اعلمي اختي الحبيبة أن هذه الذنيا زائلة فانية ، قال تعالى :(( كل من عليها فان ، و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الإكرام )) و الله سبحانه و تعالى خلقنا للابتلاء و الامتحان.

و اعلمي اختي الحبيبة …أن منا إلا و غافل – و ما فينا إلا وسائر – و ما بيننا إلا و من أشغلته شهواته عن الاستعداد للقاء ربه فمتي نستيقظ ? و متي نستعد ?و متي نقف للمحاسبة ?يوم أن نرى ميتًا أمام أعيننا !! يوم أن نرى حادثًا يتمزق فيه شاب أمام أبصارنا !! يوم أن نصاب بفقد حبيب ثم نبكي سويعات حتي نواريه في التراب ثم ننساه !! يوم أن يبتلي أحدنا ببلية في ماله أو دنياه !! يقف لحضة ليتأمل ثم يعود لحظات إلي غفلته.
فبادري اختي الحبيبة بالتوبة قبل فوات الاوان و ابدأ صفحة جديدة من الان ، جدد العهد مع الله سبحانه و تعالى ، ناجه و اعترفي له بالخطأ ، و بكي علي خطيئتك ،جرب لذة المناجاة و عترفي بالذل و العبودية لله . تب إلي الله بحق و ناجي ربك و قولي ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً و لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم فاغفرلي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
قال تعالى ( أفلا يتوبون إلي الله و يستغفرونه و الله غفور رحيم )

اختي احدر الموت في هذه الدار من قبل أن تصير إلي دار تتمني الموت فيها فلا يوجد ويطلب فيها فلا يدرك ، فاسكبي أختي دمعات الندم علي ما فات، و حافضي علي الصلاة طهر بيتكي من الاجهزة المحرمة مثل الاغاني و غيرها إن كنتِي ممن ابتلي بذالك ، و جعلي بيتك بيتاً إسلاميّا، فيه الملائكة و الرحمة و الانس مع الله عز و جل – ربَّ أولادك و ماتحت يدك بما يحب الله و يرضي من الاعمال الصالحة باختيار الرفقة الصالحة لهم.
كوني عاملة لدينك ليلا و نهار ، ادعو إلي الله بالكتاب و الكليمة الصادقة ،انشر الخير في حياتك و حيك و مع جيرانك و ذلك بالتواصي علي الأعمال الصالحة و الدعوة إلي ما يحب الله و يرضي
و كل هده الاعمال ستجدِهَا في قبرك الذي ستوضعين فيه يوم من الأيام.

أختي الحبيبة .. إن في قلوب بني البشر الذين هم المسلمين لرحمة و شفقة ترق و تفيق عند أي حادث لكن تلك الأنفس ضعيفة جداً لما يزاحمه من حجب المعاصي و الاثام فيكون انقلبها أسرع (نسأل الله العافية).

اختي الحبيبة ..فكم ستعيش في هذه الذنيا ? ستين سنة … ثمانين سنة … مائة سنة … ثم ماذا ?
ثم موت .. ثم حساب .. فجنة او نار .
قال حامد اللفاف : ويح ابن اَدم إن أمامه ثلاثة أشياء :موت كريه المذاق و نار أليمة العذاب و جنة عظيمة الثواب.

اختي الحبيبة .. تيقني أن ملك الموت في الطريق إليك و إن تخطاكي فلن ينساكي . و علمِ أن هذه الدار حياتها عناء ، و نعيمها ابتلاء ، جديدها يبلي ، ملكها يفني و دها ينقطع ، خيرها ينتزع ، المتعلقون بها علي وجل ، إما في نعم زائلة ، أو بلايا نازلة ، أو منايا قاضية.
العمر فيها قصير ، و الخطر المحدق كبير ، و المرء بين حالين : حال قد مضي لا يدري ما الله صانع فيه و أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه .
روى الإمام أحمد بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له و لها يجمع من لا عقل له))
بادري أختي بالتوبة قبل دخولكِ القبر.

نسأل الله تعالى أن تكون قبورنا روضة من رياض الجنة و لا تكون حفرة من حفر النار….. اللهم إنا نعود بك من عذاب القبر ، اللهم إنا نعود بك من عذاب القبر
اسأل الله أن يرحم أموات المسلمين و يغفر لهم و أن يفسح لهم في قبرهم و ينوره لهم فيه ، أن يدخلهم برحمته فسيح جناته ، إنه سميع مجيب ،
لا تغفلي اختي الحبيبة عن الدعاء لميتك فهو بحاجة إليه ، و هو اعضم ماتهديه إليه