أختاه إنّ الدرب صعب
بلغت يا ذات الحجاب منـاك ……. وحباك ربك عـزة ورعـاك
لبيت صوت الحق دون تلعثم ……. وعصيت صوت الفاجر الأفاك
جانبت أخلاق العدو تكـرماً ……. وتـبعت خلـقاً سنّة مـولاك
وزهدت في أزيائهم وعروضهم ……. وجعلت مطلبك الشهي أخراك
أختاه إن خسر العـدو بجـولة ……. سيعاود الأخرى ولن ينـساك
ألقى أختك في الحبائل فانثنت …….. تدني الفـساد لقومـها بحماك
فتأهبي دوماً وكـوني حـرة …….. لا يخـدعنك الكـاذب المتباك
زعم الدعارة والخـنا حريـة …….. هتكاً لعرضك فاحـذري إياك
أختاه قد تلقين ضيـماً أو أذى …….. فثـقي بربك واثـبتي لعداك
فالابتلاء يزيد ديـنك قـوة ……… والمؤمنات صبرن قبـل لـذاك
فلأم عـمار وأم عـمـارة ……… أسمى المواقف من ذوي الإشراك
وكذاك أسماء وإن تسـتخبري ………. عـنهن تاريـخ العلا أنـباك
أختاه من للنشء يصقل فكرهم ………. ويريهم السنن القويم سـواك
يا بنت صلاح لقنيهم في الصبا ……… تاريخ مجـد كان للأتـراك
شهدت به الدنيا وذل لسيفه ……… كل الملوك زكان فيه عـلاك
أضحى به صرح الشريعة شامخاً ……… وهوت لديه معاقل الإشراك
أختاه إن الدرب صعب مجهد ………. يحتاج زاداً والتقى هـي ذاك
قومي إذا جن الظلام ورتلي ……….. آيات ربّك ولتشد عيناك
فالله حرم أن تمس جهنـم ………… عيناً بكت فلتسعدي ببكاك
ولتذكري بظلامه قبراً غداً …………. يمسي من الدنيا به مثـواك
صومي نهارك ما استطعت فإنه ………… يطفي به يوم الحساب ظماك
ولتحسن الأخلاق منك يكن بها ………… حب النبي وقربه وكفـاك
من كتاب اللآلئ المكنونة إلى الدرّة المصونة للشيخ محمد بن رياض الأحمد (ص58-60)