بسم الله الرحمن الرحيم
حال السماوات يوم القيامة:
يبين الله عز و جل حال السماوات يوم القيامة في قوله (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ)،فقول الله بأن السماء تنفطر يدل على أن السماوات تتألف من نسيج يشقه الله يوم القيامة و يمكن معرفة ماهية هذا النسيج عن طريق التفكر في كيفية اتزان الكواكب في السماء الآن، فنجد على سبيل المثال في المجموعة الشمسية بأن الشمس تحفظ أماكن الكواكب في مجالها عن طريق مجال الجاذبية التي تولده بحيث أن قوة جذب الشمس للكوكب تساوي في المقدار و تعاكس في الاتجاه القوة الطاردة المركزية المتولدة من دوران الكوكب حول الشمس.
ويعلمنا المولى أيضا ماهية مجال الجاذبية للنجوم في الآية السابعة من سورة الذاريات (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ)،حيث يعلمنا الله بأن السماء تتألف من حبك (أي حبال منسوجة على هيئة نسيج) و بالتالي فإن مجال الجاذبية للنجوم يتألف من حبال على هيئة نسيج تقوم بالشد على الأجسام التي تقع في مجال جاذبية النجمة و يوم القيامة يطمس الله النجوم كما يصف ذلك الحق في آية
8 من سورة المرسلات (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ)
و بالتالي ينتهي مجال الجاذبية المؤثر على الكواكب و ينفطر نسيج الطاقة في السماء و بالتالي تتبعثر الكواكب في السماء وتصبح مثل الحجارة المبعثرة وهذا يفسر قول الحق(وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ).
حال الأرض يوم القيامة:
يعلمنا المولى أيضا حال الأرض يوم القيامة في قوله (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)،حيث أنه يوجد الآن براكين تحت البحار والمحيطات ويوم القيامة يفجر المولى هذه البراكين وبالتالي يخرج الحمم البركاني منها والذي يتألف من صخور، معادن، تربة، وغيرها. و بما أن درجة حرارة هذا الحمم كبيرة جداً فإنها ترفع درجة حرارة المحيطات و يبدأ ماء المحيطات بالتبخر و يتحول إلى غمام في سماء الأرض. وبالتالي تختفي المحيطات و البحار يوم القيامة و تصبح يابسة وأرض مستوية بفعل تبخر ماءها وخروج الحمم البركاني من تحتها لتكون مكان لحشر الناس وحسابهم، ومن هنا يفهم
قول الحق في آية 48 من سورة إبراهيم (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).حيث تبدل الأرض إلى أرض كلها يابسة غريبة عن معرفة الإنسان للأرض الآن لتكون مكانا لحشر الناس للحساب.