يحكى أن رجلاً من هواة تسلق الجبال,قرر تحقيق حلمه في تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها,وبعد سنين طويله من التحضير وطمعاً في تحقيق أكبر قدر من الشهرة والتميز قرر القيام بهذه المهمة وحده..
وبدأت الرحلة كما خطط لها ومعه كل مايلزمه لتحقيق حلمه.
مرت الساعات طويله ومن دون أن يشعر,فاجأهُ الليل بظلامه وكان قد وصل تقريباً إلى نصف الطريق حيث لامجال للتراجع..
ربما يكون الرجوع أكثر صعوبة وخطورة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ماعاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس ولا يعلم مايخبأه هذا الطريق من مفاجأآت
وبعد ساعات أُخرى أكثر جهداً وقبل أن يصل إلى القمة….
إذ بالرجل يفقد توازنه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد أن كان على بعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات!
وكانت أهم لحظات حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخره من صخور الجبل…
وفي أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحله ولحسن الحظ كان الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل,
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء,لاشيْ تحت قدميه سوى فضاء لاحدود له ,ويديه المملوءه بالدم,ممسكة بالحبل بكل ماتبقى له من عزم وإصرار…
وسط هذا الليل وقسوته,التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح ,يمسك بالحبل باحثاً عن أي أمل في النجاة.
وفي يأس لا أمل فيه,صرخ الرجل:
إلاهـــــــي إلاهــــــــــي..تعال أعني…
فأخترق هذا الهدوء صوت بحبيبه::ماذا تريدني أن أفعل؟؟؟
(أنقذني يارب)!!
فأجابه الصوت:
أتؤمن حقاً أني قادر على إنقاذك؟؟
بكل تأكيد أؤمن ياإلاهي ومن غيرك يقدر أن ينقذني!!
إذن إقطع الحبل الذي أنت ممسك به!! وبعد لحظة من التردد التي لم تطل
,تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر وفي اليوم التالي…..
عثر فريق الإنقاذ على جثة الرجل على إرتفاع متر واحد من سطح الأرض, ممسك بيده حبل وقد جمده البرد تماماً.
متر واحد بس عن سطح الأرض!!!!
وماذا عنك؟؟؟؟؟
هل قطعت الحبل؟؟؟
هل مازلت تظن أن حبالك سوف تنقذك؟؟إن كنت وسط آلامك ومشاكلك,تتكل على حكمتك وذكائك,
فأعلم أنه ينقصك الكثير كي تعلم معنى
الإيمان
وصلي الله وسلم علي الحبيب المصطفي واّله وصحبه أجمعين
شكرا أختي الحلم اليتيم
جزاك الله خيرا
ووفقك الي مايحب ويرضي