بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الغاليات إليكن هذه الكلمات التي تخرج من القلب وأتمنى أن تصل إلى قلوبكن قبل أسماعكن .
نحن في هذه السنوات الأخيرة قد انشغلنا عن طاعة الله ورسوله وأن أول المنشغلات اسأل الله التوبة والغفران لنا ولكم
أشغلتنا هذه الدنيا الفانية بكل ملذاتها من مال وبنين وملاهي وغير ذلك ونسينا ما هو أعظم منها وأهم ألا وهي الآخرة .
قرأت أمس سورة التكاثر وكأنني أقرائها لأول مره وذاك لأني تدبرت آياتها فوقعت على قلبي فذهبت إلى مكتبتي المتواضعة لأبحث عن كتاب التفسير ووجدت تفسيرها حقاً أنها سورة عظيمة وإليكن هذه السورة وتفسيرها
نفع الله بها من قرأها
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }
هذا خطاب الله تعالى للمنشغلين بجمع المال وتكثيره للمباهاة والتفاخر الأمر الذي ألهاهم عن طاعة الله ورسوله فماتوا ولم يقدموا لأنفسهم خيراً فقال الله تعالى ألهاكم أي أشغلكم التكاثر أي في الأموال للتفاخر بها والمباهاة بكثرتها
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ }
أي بعد موتكم تفلتم إليها لتبقوا فيها إلى أن تخرجوا منها للحساب والجزاء أي يوم القيامة وقوله لهم
{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ }
وقوله لهم كلا أي ماهكذا ينبغي أن تفعلوا فارتدعوا عن هذا السلوك المضي بكم إلى الهلاك والخسران . سوف تعلمون عاقبة تشاغلكم عن طاعة الله وطاعة رسوله والتزود للدار الآخرة
{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ }
كرر الوعيد والتهديد .
{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ }
أي حقاً لو تعلمون ما تجدونه في قبوركم ويوم بعثكم ونشوركم لما تشاغلتم بالأموال وتكاثرتم فيها .
{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ }{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } هذا جواب قسم نحو وعزتنا لترون الجحيم أي النار وذالك يوم القيامة المشترك يراها ويصلاها والمؤمن يراها وينجيه الله تعالى منها . ثم لترونها عين اليقين أي الأمر الذي لاشك فيه إذ يؤتي بجهنم فيراها أهل الموقف أجمعون
(ثمَ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ )
أي يوم ترون الجحيم عين اليقين
{ عَنِ النَّعِيمِ } الذي كان لكم في الدنيا من صحة وفراغ وأمن وشراب . فمن أدى شكره نجا , ومن لم يؤد شكره أخذ به ولا يعفى عن ثوب يستر العورة وكسرة خبز تسد الجوعة وجحر يكن من الحر والبرد وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمرو ابن التيهان ( هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة يشير إلى بسر ورطب وماء بارد )
وصح أيضا ( إنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
من هداية الآيات :-
1)التحذير من جمع المال وتكثيره مع عدم شكره وترك طاعة الله ورسوله من أجله .
2)إثبات عذاب القبر وتأكيده بقوله حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون أي في القبر .
3)تقرير عقيدة البعث وحتمية الجزاء بعد الحساب والاستقطاب والاستجواب .
4)حتمية سؤال العبد عن النعيم التي أنعم الله تعالى عليه بها في الدنيا فإن كان شاكراً لها فاز وإن كان كافراً لها أخذ والعياذ بالله .
بارك الله فيكي
لاينطق عن الهوى
قران مجيد
الحمد لله على القران والاسلام