تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ""سجينة الوحدة قد تحررت اخيرا -قصة جميلة

""سجينة الوحدة قد تحررت اخيرا -قصة جميلة 2024.

""سجينة الوحدة..قد تحررت اخيرا

خليجية

"..في يوم الاحد من احاد نيسان(1973)…دقت الساعة الرابعة عصرا..انتهى عملها..وحان وقت العودة الى المنزل..سرعان ماتلاشت ابتسامتها الجميلة..التي لم تفارقها طول اليوم..وهي تنزل السلالم بتثاقل شديد..مودعة زملائها…كان الجو باردا وممطرا..بدت خطواتها اثقل وهي تسير في ذلك الطريق..الترابي الموحل…التفتت الى الوراء بنظرة خاطفة الى مبنى عملها وهي تقول:
_سحقا لقد انتهى وقت العمل!!..اكملت طريقها منحنية الراس خجلا من كرات الطين..التي التصقت باطراف ثيابها السفلى..حياءا ممن حولها..الا ان عزائها كان..(الجميع مثلي..متسخون بالطين..مبتلون بالمطر..ويرتجفون من البرد..)..لم تكن المسافة بين مكان عملها وبين منزلها قصيرة..مع برودة الطقص وغزارة المطر..المختلط برذاذ السيارات المارة..بجانبها..فقد تمنت لو لم ينتهي الطريق ابدا..(فهي لاتجد في بيتها شيئا من الدفء..في هذا الجو البارد)..ابتلت ملابسها بالمطر تماما..فقد نست ان تحضر مضلتها في الصباح عند خروجها..لم يبقى بينها وبين منزلها سوى مسافة قصيرة..عندما اقتربت منها تلك السيارة السوداء..وقد انزل ذلك الشاب النافذة..وهو يعرض عليها ايصالها الى البيت..في ذلك اليوم الماطر..لم تعر كلماته تلك اي اهمية وهي تواصل طريقها سوى نظرة ساخرة منه..(فقد كان ذلك الرجل مألوفا لديها وهو يتبعها بتعمد وهي لاتعلم بعد من يكون..)
وصلت منزلها وكعادة كل يوم..بل كل مساء..وكل صباح..تلاحقها نظرات الاخرين..اينما دارت وسارت في المنزل..فهي في نظرهم قد باتت عبئا ثقيلا..متى الخلاص منه)..دخلت غرفتها..للحظات قبل ان تطرق باب الغرفة عليها..وهي تستعيد منظر ذلك الرجل الذي تجهل مايريد منها..بخطوات متعبة فتحت الباب..لتجد ان اختها..بهدوء تطلب منها ان تغير ملابسها وتعتني بنفسها..لتقابل الضيوف..لعل القادم يكون سبب خلاصهم منها..)..لم تكن مستعدة لذلك اللقاء ككل مرة..بل اجابت بسخرية:
_تريدين ان اقابلهم؟؟..لكي يقلبوا البضاعة يمينا وشمالا..ثم يختم الامر بنظرة خاطفة على مدة الصلاحية..واخيرا يكتشفون بغباء ان هذا ليس طلبهم؟!..ثم ببتسامة شفافة لاصلاح الموقف المحرج..يقولون:
_لقد تشرفنا بزيارتكم….(اذهبي واهمسي في اذن امه..انني متعبة واريد النوم..اكتفي بذلك فهي ستعرف مابين السطور)…اغلقت الباب بقدمها بحزن شديد..وهي تتمتم بكلمات..يال سخرية الاقدار ان ياتي مراهق للزواج مني..انتهت بها قدماها الى النافذة حيث قطرات المطر لازالت تداعب..نافذتها دون توقف..لم تكن تفكر في تلك اللحظة..سوي بالزمن الذي مر بين يديها..بسرعة35 عاما مرت؟؟….وهي تلتقط انفاسها باسى والم سيطرا على قلبها..الذي لايسبر غوره..مرت امامها..اثار الذكريات العابثة..ممتزجه باحساس الوحده التي كانت تلف خطواتها المتعثرة..وهي تمضي ساعات طوال في غرفتها..منكفئة على الذات دون ان يمنحها..احد بسؤال لطيف عما لو احبت الجلوس معهم..لاسترجاع العواطف العاثلية التي غفت طويلا..رغم ذلك..فهي لازلت تدعو وتصلي ان لايبارحها الامل..فتسقط..في مستنقع اليأس والكآبة..)حل صباح اليوم التالي..مشمسا دافئا..مانحا قلبها الطمانيتة والتفاؤل..تناولت حقيبتها ومضت..تسير في ذات الطريق المؤديه الى مكان عملها..والرجل لازال في مكانه..ينتظر ان يراها مجددا..وبنفس الكلمات الساخرة منة كان جوابها..لقد احست في داخلها برغبة شديده في لكمه على وجهه في تلك اللحظه..لكن لم تظهر امارة الغضب على محياها..وهي تحاول جهدها ان تحتفظ بهدوء شكلي ليس اكثر..وصلت الى عملها وذهنها تدور فيه دوامة متلاحقه من الصور والكلمات والاسئلة المرهقة..من ذلك؟..ولماذا لايقول شيئا سوى انه يريد ايصالي؟؟ تبا له من اين ظهر لي..) انتهى عملها..وهي تخرج من البمنى باتجاه الشارع الرئيسي..دون ان تلتفت وتقول كلمتها تلك..سحقا لقد انتهى وقت العمل!!…مضت..في طريقها..ولكن بتفاجئ فذلك الغريب لم يظهر لملاحقتها..احست عندها وهي تلتفت يمينا ويسارا انها تفقد شيئا ما وتبحث الان عنه(وكانه ليس الشخص الذي كان يزعجها ويقلق هدوئها!!..اقتربت من البيت..وهي تقول في قرارة نفسها..(يالهي لم ياتي اليوم؟؟ لم تكن تعلم منذ متى بدت تتساءل عن وجوده او تهتم له..قطع عليها ذلك الرجل المسن سلسلة افكارها..وهو يسلمها ظرف رسالة تخصها..اخذتها بابتسامة تشكر له معروفه بايصالها لها..دخلت المنزل على عجل مستغربة من امر الرسالة منذ زمن بعيد لم تتلقى رسالة ممماثلة..فتحتها والدهشة ارتسمت على وجهها وهي ترفع صوتها بتلك الكلمات…
_يال الرجل الغريب لم يترك لي سوى اربع كلمات…(سأعود بعد اسبوع لخطبتك..)….كان الاسبوع كافيا لجعل القلب الحزين يترقب بلهفة..كما لم يخلف الرجل بوعده لها وكأن القدر قد انصف صبرها..ووحدتها..وغربتها وسط من يسمون انفسهم خطأ (ذويها)..وماكانت لترفض طلبه للزواج على الفور..وهي لاتعلم بعد سر انجذابها له..وفي نفسها كلمات..صامتة..لم تبوح بها(محبة بعد عداوة..وهي تبتسم من كلماتها تلك)…تمت مراسيم الزواج…وبعد انقضاء اجازة زواجها تلك..خرجت ذلك الصباح تستانف عملها..وهي تتمتم…سحقا لقد بدأ وقت العمل..!!! بقلمي

برافو عبير..قصتك ذات حبكة رائعة و قوية..
يسعدني ان اكون اول من يقرؤها و يسبح بين ثنايا سطورها..
رائعة انت و مبدعة في كل الزوايا..
لك مني تحية شكر و تقدير..
و لك احلى تقييم..

يسلمواااا اختي قلوب ع الرد الطيب..كطيبة قلبك…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.