خطرٌ عظيم !! نعم خطر عظيم!!!
طبعاً تريدون أن تعرفوا ما هو هذا الخطر؟؟
قبل كل شئ أريد منكم الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنه خطر تغافل عنه كثير من الناس
وما أقل من يعي فى عصرنا
خطرُ الكلمة!!
فبكلمة تدخلون دين الله, وبكلمة تنالون رضا الله, وبكلمة تنالون سخط الله, ومن الكلمات كلماتُ كالنور, ومن الكلمات كلماتُ مظلمة كالقبور.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ”إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلُغ ما بلغت فيكتُبُ الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلمُ بالكلمة من سخط الله ما يظنُّ أن تبلُغ ما بلغت فيكتُب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه."
الراوي: علقمة بن وقاص الليثي المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 3220
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
الكلمة أمانة عظيمة وخطرها كبير, ربما تشتعل فتنة بسبب كلمة, وربما تُقطع أواصر الاخوة بسبب كلمة, وربما تُقتل مؤمنة عفيفة بسبب كلمة, وتُهدم أسرة بسبب كلمة.
أتعلمون إخوانى أننا محاسبون على كل لفظةِ نتلفظ بها, يقول الله تعالى: " مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ق 18.
كل لفظة يتلفظ بها لسانكم ستسألون عليها يوم القيامة. فالمؤمن لا يحتقر لفظاً أو كلمة يعلم أنها من سخط الله. لابد إخوانى أن نفكر ألف مرة قبل أن ننطق مرة .
فاللسان نعمةُ عظيمة من نعم الله الكثيرة علينا, إذا استخدم فى طاعة الله كقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, وإن استخدم فى طاعة الشيطان وتفريق جماعة المسلمين والكذب والغيبة, وإنتهاك أعراض المسلمين فهذا لا شك كفراناً لهذه النعمة العظيمة.
ألا تعلمون أنه يمكن أن يكون لساننا سبباً فى دخولنا النار؟
نعم إخواني يقول رسولنا الكريم: عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) في حديثه الطويل (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: ”كف عليك هذا“ قلت يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ”ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 2616
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.
ألا تعلمون ماذا يحدث لكم إذا أصبحتم كل يوم؟ الأعضاء كلها تُكفر اللسان, يقول رسولنا الكريم -ألا تصلون عليه؟-
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا،
وإن اعوججت اعوججنا"
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/24
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
ومن أخطار اللسان
الغيبة!!
والغيبة أفة خطيرة عرفها لنا النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ”أتدرون ما الغيبة“؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ”ذكرك أخاك بما يكره“ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول: قال: ”إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته“
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2589
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وهذا انتشر كثيراً بيننا ولا نلقى له بالاً, إن ترك ألسنتنا تقول ما تشاء وقت ما تشاء, هذا سيؤدى بنا إلى الهلاك. إن لنا ديناً يضبط أفعالنا وأقوالنا, والغيبة خطيرة وعذابها عظيم.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لّمّا عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل: قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم“
الراوي: أنس المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/12
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
تااابع
يوم القيامة يوم عظيم نسيناه جميعا وانهمكنا في الدنيا
إن الذي يغتاب أحداً يعلم أن حسناته يؤخذ منها يوم القيامة لمن إغتابه بدلاً عما استباح من عرضه, فإن لم تكن له حسنات نقل إليه سيئاته فالأمر جد خطيررررر
فللمسلم حقُ على أخيه المسلم
نعم إخواني
ويبين لنا هذه الحقوق نبينا ورسولنا الحبيب المصطفى
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”المسلم أخو المسلم لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: عرضه، وماله، ودمه، التقوى ههنا، بحسب امرئٍ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم“
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 1927
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب.
أما أننا تكلمنا عن خطر الكلمة, وخطر الغيبة وحق المسلم على المسلم
سأسألكم إخوانى سؤال؟
اذا جاءكم أي شخص يقول لكم سمعت أن فلاناً قال كذا وكذا عنكم وعن فلانة وفلانة
كيف سيكون رد فعلكم ؟؟؟؟
كما قلت لكِ سابقاً إن لنا ديناً يضبط أفعالنا وأقوالنا
أولاً يقول ربى وأحق القول قول ربى:
هكذا إخواني يطهر كلام ربنا القلوب من الشك والريب
ويجعل القلوب نقية طاهرة, فيجب علينا إخواني أن نحسن الظن بالمسلمين, ولا نظن بأحد شراً وأن نتأكد قبل أن نحكم.
ألا تعلمون إخواني أن الله نهانا عن سوء الظن يقول الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات 12.
فيجب علينا إخواني أن لا نصدق كل ما نسمع, فالله نهانا عن هذا لأن هذا من سوء الظن, ثم أنكم كيف تثقون فى أى شخص ينقل لكم هذا.
عليكم بالآتى!!
عدم تصديق هؤلاء الأشخاص ونصيحتهم بالتوبة
تعلموا إخواني أن هذا من عمل الشيطان يقول الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) المائدة 91.
فينبغي الحفاظ على هذه الأخوة، ورعاية هذه المودة والمحبة، حتى لا يكدّر صفوها ظن لا يغني من الحق شيئا, فيجب علينا أن نحسن الظن بإخواننا, والحقيقة إخواني لقد انتشرت بيننا الشائعات والأخبار الكاذبة التي ليس لها قدمٌ ولا ساق, وقد نصدق كثيراً وهذا نهانا الله عنه.
وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله قال: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث))
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6724
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
كما حذر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان والنميمة بين الناس، وهل الشائعة إلا كذلك؟!
وتوعّد محبّي رواج الشائعات بالعذاب الأليم: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ) النور 19
فيجب علينا إخواني أن لا نصدق كل هذا الكذب والباطل, وننساق وراء كل ناعق فاسد ليس له هدف إلا الإفساد بين المسلمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: ((ألا أخبركم بشراركم؟!)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت))
الراوي: أسماء بنت يزيد المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الأدب المفرد – الصفحة أو الرقم: 246
خلاصة حكم المحدث: حسن
خطرٌ عظيم !! نعم خطر عظيم!!!
تااابع
وهؤلاء الناس ذنبهم عظيم عند الله ومعرضون لعذاب القب
عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم من بعض حيطان المدينة, فسمع صوت إنسانين يعذبان، في قبريهما فقال: ”يعذبان وما يعذبان في كبيرة، وإنه لكبير: كان أحدهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يمشي بالنميمة"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6055
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
يبقى سؤال ؟؟؟
ماذا يجب علينا عند سماع هذه الأخبار عن إخواننا وأخواتنا؟؟؟؟
أولا: لا نصدق ونحسن الظن بإخواننا وأخواتنا
ثانيا: يجب علينا إخوانى الفضلاء أن نرد غيبة إخواننا وأخواتنا
جابر بن عبد الله وأبي طلحة (رضي الله عنهم) قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”ما من مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته. وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته"
الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري و أبو طلحة المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 3/201
خلاصة حكم المحدث: [لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما].
هل تعلمون إخواني أن من رد غيبة أخيه المسلم رد الله عن وجهه النار يوم القيامة؟؟
اسمعوا لكلام رسولنا الكريم: عن أبي الدرداء (رضي الله عنه) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 1931
خلاصة حكم المحدث: حسن.
نعم إخواني فليس شئُ خير وأحبُ إلى الله من الكلمة الطيبة, وقد ضرب الله لنا مثلا فاستمعوا له
قال تعالى: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴿٢٤﴾تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴿٢٥﴾وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴿٢٦﴾ يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖوَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ﴿٢٧﴾ " إبراهيم.
إخواني أخواتي فلنعاهد ربنا ألا نتكلم إلا في الخير
لماذا الغيبة؟ لماذا القول بالباطل؟
لماذا إتهام الناس فى أعراضهم؟؟؟
فهيا إخواني من الآن!!
أن لا نقول إلا الكلمة الطيبة, ولنحسن الظن بإخواننا وأخواتنا, فما أحلى الحب وحسن الظن بيننا وبين بعضنا, هيا إخواني لنحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب.
أسأل الله العظيم أن يطهرنا من كل شئ لا يرضيه عنا.
بارك الله فيكي