من المسائل المحيرة لبعض الأسر ظاهرة تكرر الإجهاض لا سيما وأن حوالي 25% من هذه الحالات تعاني من تأخر الحمل ويتم الحمل فيها بعد العلاج بإذن الله. ويسمى الإجهاض المتكرر عندما يحدث ثلاث مرات متتالية. وقد لوحظ أن 1% من النساء يعانين من الإجهاض المتكرر، أما الإجهاض العفوي فيحدث لكل واحدة من سبع من الحوامل حوالي 10% وعادة الإجهاض العفوي لا يستوجب فحوصات مكثفة لمعرفة سبب الإجهاض خصوصاً ما يحدث في الأسابيع الأولى للحمل لان السبب غالباً ما يكون أن تكوّن الجنين غير سليم مما يؤدي إلى نزوله لا سمح الله، لكن الإجهاض الذي يتم بعد حوالي 10أسابيع يستوجب الفحص للأجسام المضادة للشحوم الفسفورية Antiphospholipid Antibadies (APS) ويلاحظ أن نسبة الإجهاض تزيد عند النساء عندما يقتربن من سن الأربعين حيث تزيد نسبة الأمراض الوراثية.
أسباب الإجهاضات المتكررة وعلاجها :
هناك سبب وراثي في 3- 5% من الحالات حيث يكون أحد الزوجين يحمل جينات وراثية إلى تكرر الإجهاض لذا يجب فحص الجينات وإعطاء النصح المناسب لاسيما لو تمكن الطبيب من فحص الجينات للجنين المجهض.
من أسباب الإجهاضات المتكررة تشوهات الرحم الخلقية، وفي هذه الحالات عادة يتم الإجهاض في الشهرين الرابع والخامس أو تتم ولادة مبكرة ومن هذه التشوهات ضعف عنق الرحم ذي القرنين مع وجود حاجز كامل أو غير كامل يقسم الرحم إلى قسمين ويضاف إلى ذلك وجود ورم ليفي تحت بطانة الرحم. ويمكن تشخيص اغلب هذه الحالات عن طريق الموجات الصوتية لا سيما الجهاز ثلاثي أو رباعي الأبعاد أو عن طريق الأشعة وأيضاً عن طريق منظار الرحم والذي يمكن استخدامه تشخيصياً وجراحياً لعلاج مثل هذه الحالات كإزالة الورم الليفي أو الغشاء المقسم للرحم. أما حالات تكرر الإجهاض نتيجة لضعف عنق الرحم فيمكن علاجها عن طريق ربط عنق الرحم ولكن بعض الحالات النادرة تحتاج لربط من نوع خاص وربما ربط عنق الرحم عن طريق فتح البطن.
قد ينتج الإجهاض المتكرر عن مرض البول السكري ومرض السكري أو ضعف إفرازات الغدة الدرقية ولكن في مثل هذه الحالات يكون المرض المسبب واضح كل الوضوح ويتم علاجه بالاشتراك مع استشاري باطنية والغدد الصماء هذا ولم تؤكد علميا الفائدة من استعمال مثبتات الحمل مثل مشتقات البر جيسترون ولكن لا ضرر من استعمالها.
من حالات الإجهاض المتكرر التي تستجيب للعلاج وجود متلازمة الأجسام المضادة للشحوم الفسفورية Antiphospholipid Antibadies والتي يمكن فحصها عن طريق الدم ويتم العلاج وتستجيب مثل هذه الحالات استجابة عالية لعقار الأسبرين مع عقار الهيبارين أو الاستيرون في بعض الاحيان وذلك لمنع التجلط الذي يحدث بالمشيمة ويؤدي إلى وفاة الجنين والإجهاض.
وقد أثبتت الدراسات انه لا جدوى من المعالجة المناعية والتي عادة تكون بإعطاء بعض مشتقات الدم من الزوج أو غيره للمرأة الحامل غير أن هذا النوع من العلاج لا ينصح به الآن إذ قد يتسبب في نقل بعض المكروبات إلى الأم الحامل.
قد تتسبب الالتهابات المهبلية الجرثومية في تكرار الإجهاض لذا يجب أخذ مسحة مهبلية واعطاء العلاج اللازم في حالة حدوث التهاب إلا أن هناك بعض الالتهابات الشائعة مثل التوكسو بلازما Toxoplasma "جرثومة القطط" وهناك حالات كثيرة من الإجهاض غير المعلل وعادة ما توقف في إكمال الحمل بعد شرح الحالة ومتابعة الحمل تحت الإشراف الطبي.
الله يثبت حمل كل حامل يا رب