تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فصل عجائب الكون

فصل عجائب الكون 2024.

فصل عجائب الكون


فصل عجائب الكون

عرض لي في طريق الحج خوف من العرب فسرنا على طريق خيبر فرأيت من الجبال الهائلة والطرق العجيبة ما أذهلني وزادت عظمة الخالق عز وجل في صدري فصار يعرض لي عند فصحت بالنفس‏:‏ ويحك اعبري إلى البحر وانظري إليه وإلى عجائبه بعين الفكر تشاهدي أهوالاً هي أعظم من هذه ثم اخرجي عن الكون والتفتي إليه فإنك ترينه بالإضافة إلى السموات والأفلاك كذرة في فلاة‏.‏

ثم جولي في الأفلاك وطوفي حول العرش وتلمحي ما في الجنان والنيران‏.‏

ثم اخرجي عن الكل والتفتي إليه فإن تشاهدين العالم في قبضة القادر الذي لا تقف قدرته عند حد‏.‏

ثم التفتي إليك فتلمحي بدايتك ونهايتك وتفكري فيما قبل البداية وليس إلا العدم وفيما بعد البلى وليس إلا التراب‏.‏

فكيف يأنس بهذا الوجود من نظر بعين فكره المبدأ والمنتهى‏.‏

وكيف يغفل فعل القلوب عن ذكر هذا الإله العظيم‏.‏

بالله لو صحت النفوس عن سكر هواها لذابت من خوفه أو لغابت في حبه‏.‏

غير أن الحس غلب فعظمت قدرة الخالق عند رؤية جبل وإن الفطنة لو تلمحت المعاني لدلت القدرة عليه أو في من دليل الجبل‏.‏

سبحان من شغل أكثر الخلق بما هم فيه عما خلقوا له سبحانه‏.‏

للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل‏.‏

فلا بد للمبتلي من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء‏.‏

فإن تقلقل قبل الوقت لم ينفع التقلقل كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو فإنها لن ترجع فلا بد من الصبر إلى حين البطالة‏.‏

فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع‏.‏

فالواجب الصبر وإن كن الدعاء مشروعاً ولا ينفع إلا به إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم‏.‏

ويقطع المواد التي كانت سبباً للبلاء فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة‏.‏

فأما المستعجل فمزاحم للمدبر وليس هذا مقام العبودية وإنما المقام الأعلى هو الرضى والصبر هو اللازم‏.‏

والتلاحي بكثرة الدعاء نعم المعتمد والاعتراض حرام والاستعجال مزاحمة للتدبير فافهم هذه الأشياء فإنها تهون البلاء‏ منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.