يعاني بعض الأشخاص من الإحساس بالدوار (الدوخة) خلال حياتهم، وقديصاب بهذا المرض أشخاص أصحاء لم يعرفوا المرض طوال حياتهم.
ولا يعتبر الدوار مرضاً خطيراً. ولا يسبب أي مشاكل في وظائف الجسم، إلا أن الشعور الذي يرافق الشخص المصاب به مزعج جداً ويسبب القلق.
وينتج الدوار عن:
خلل مفاجئ في المعلومات الواردة للمخ عن وضعية الجسم على الأرض،ويستغرق المخ في الأحوال الطبيعية أجزاء من الثانية لاستقبال المعلومات الواردة إليه من الأعضاء الخاصة بالحفاظ على التوازن، ليقوم بتحليلها وإصدار الأوامر الخاصة إلى الأعضاء المرتبطة بهذه الوظيفة،
فيقوم مثلا :- بإرسال أوامر لعضلات القدم اليسرىبالتحرك بسرعة بالغة وبالثبات،
– ولعضلات القدم اليمنى لتتلاءم مع الوضع المطلوب،
– وللذراع الأيمن للتحرك بعيداً عن الجسم،
– وكذلك يصدر وفي الوقت نفسه أوامر لعضلات الجسم بالتصرف حسب الحاجة،
– ولا يلبث المخ أن يقوم بتعديل هذه الأوامر فوراً حسبالحاجة لتعديل وضع الجسم مجدداً، وهكذا.
ويقوم المخ :
– بتلقي هذه المعلومات وإرسالها بشكل مزدوج من الأعضاء في طرفي الجسم الأيمن والأيسر،
– وفي الوقت نفسه الذي تقوم به الأذن اليمنى بإرسال معلومات إيجابية،
– تقوم الأذن اليسرى بإرسال معلومات سلبية معاكسة ومتساوية في الشدة والسرعة،
– ويقومالمخ بناء على هذه المعلومات بإصدار أوامر إلى الجهة اليمنى واليسرى للجسم بشكل يخدم البقاء على الوضعية المطلوبة،
– وقد تكون هذه المعلومات سلبية أو إيجابية حسب تحليل المخ للحاجة المطلوبة للشخص،
– ويتم هذا كله خلال جزء من الألف من الثانية، دون أن نشعر به وبشكل لا تستطيع الحاسبات الآلية أن تقوم به مهما كان حجمها وسرعتها. سبحان الله العظيم إن سرعة ورود هذه المعلومات وتحليلها وإصدار الأوامر وظيفة مستمرة طوال العمر،وتهدأ هذه التأشيرات خلال:
– فترة النوم ولكنها لا تختفي،
– وتزداد سرعتها بشكل كبير عندالحاجة للحفاظ على التوازن كما هو الحال عند لاعبي الجمباز والألعاب البهلوانية.
بمجرد حصول اختلاف في سرعة الإشارات الواردة إلى المخ وتضارب المعلومات الدالة على وضعية الجسم، يقوم المخ بمسح سريع لكل الأعضاء المسؤولة عن هذه المعلومات،
ويمكنه معرفة المصدر المسبب للخلل في جزء من الثانية،
إلا أن هذا المسح ينتج عنه مايسمى:
– بالدوار
– وقد يترافق باضطراب التوازن حيث يفقد المخ القدرة على إرسال المعلوماتالصحيحة لأعضاء الجسم المتعددة للحفاظ على الوضعية الجديدة،
– وذلك أن المخ يحتاج إلى بعض الوقت ليتعلم التناسق الجديد بين ورود المعلومات وإصدار الأوامر.
ويحدث شئ مشابه لهذا عند ركوب البحر،
فاهتزاز المركب يرسل معلومات مستمرة إلى المخ عن طريق اهتزاز سوائل التوازن في الأذن، وهذه الاهتزازات لا تتوافق مع المعلومات الواردة من الأعضاء الأخرى، وبذلك يحدث ما يسمى بدوار البحر.ويجب أن نعرف أن برمجة الذاكرة في المخ للحفاظ على الوضع والحركة تتم خلال السنين الأولى من العمر،
ويحتاج المخ بعد حدوث الدوار إلى عدة أيام فقط ليعيد برمجة نفسه لتحليل المعلومات الجديدة وإصدار الأوامر الصحيحة حسب معرفته بالمعلومات المخزنة في الذاكرة.
إن الإصابة بهذا المرض تشكل خوفاً وهاجساً كبيراً لدى المرضى بأن لديهم إصابة خطيرة، وهذا شئ مبرر بسبب :
– شدة الأعراض
– وإصابة أشخاص أصحاء في الغالب.
يحتاج الشخص المصاب إلى مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وينصح بعدم تناول أيدواء مسكن، إلا في الحالات الضرورية جداً لمعالجة الغثيان أو الإقياء وتحت إشراف الطبيب.
إن عدم تناول الأدوية يفسح المجال للمخ للتعود على الإشارات الكهربائية الجديدة وتحليلها وتنسيق حركة أعضاء الجسم مجدداً
حيث أن تناول الأدوية قد يسبب :
– حجب المعلومات المضطربة عن المخ
– والبطء في التأقلم على الوضع الجديد،
والمثال الذي يحتذى به هو أن الطفل يحتاج لأن يترك له العنان لمحاولة السير رغم معرفتنا بأنه قديقع وذلك لترك المخ يبني معلومات يحتاجها للحفاظ على التوازن طوال العمر،
والطفل الذي لا يحاول السير مخافة الوقوع لن يتعلم السير أبداً.
إذاً لابد من عدم البقاءفي السرير لعدة أيام بعد حدوث الدوار بل يجب على الشخص أن يتحرك ليستعيد توازن هويتخلص من الدوار بشكل سريع،
وللوصول إلى التشخيص الصحيح،:
لا بد من التأكيد بأنه يجب أن يذكر المريض لطبيبه كل الأعراض المصاحبة للدوار عند حدوثها من:
– فقد السمع
– أوالغثيان- أو الطنين في الأذن
أو فقدان الوعي
لأن التشخيص الدقيق يعتمد في الغالب على القصة التي يرويها المريض دون الحاجة للجوء إلى أي فحص مخبري أو شعاعي.
اسأل الله سبحانه وتعالى للجميع الصحة والعافية