يُِحكى أن أحدَهٌم ْ كان ، في زَمَن ما وفي مَكَانٍ مَا ، يعيشُ في كَهْفٍ يَغْمُرهُ ظَلامٌ دَامِسٌ حَالكُ السوَادِ لايَعْرف النورُ إليه سَبِيلاًًًَ… وعاشَرَ الرجُل تلكَ الظلماتِ الرهِيبةَََ زمنًا مديدًا حَتى ألِفَهَا … وأَلٍفتْهُ ، وعَشِقَهَا… وعَشِقتْهُ . كَانَ الرجلُ مَفْتُونــا بالظُلُمَاتِ إلى دَ رجَةٍ أَغْرَبَ مِنَ الْخَيَالِ .. يُُنَاجِيهَا … وَتُناجِيهِ … يَسْتهْوِيهَا … وَتَسْتَهْوِيهِ … يُطْرِيهَا … فَتُطْرِيِهِ … ومَا عَلِمَ الرجُلُ ، لَحْظَةً ، أَن فِي الكوْنِ نوٌرًا مُتألقا مُشِعًا يُُنِيرُ الأبْصَارَ و البَصَائر… فَيُرْشِدهَا و َيَهْدِيهَا َ…وَمِنَ آفَاتِ التِيهِ و الضيَاعِ يَحْفَظُهَا… ويرْعَاها …ويَحْمِيهَا …
وَحَدَثَ ، يَوْمًا ، دُونَ سَابِقِ عَلْمٍ أَوْ رَغْبَةٍ أَوْ تَصْمِيمٍ ، أن بَصِيصًا مِنَ النُورِ تَسربَ إلَى ذَلِكَ الكَهْفِ….فََذهِلَ الرجُلُ …وفََزِعَ … واكْتَشَفَ ، أََخيِرًا، أن فِي الكََوْنِ حَقِيقَةً أُخْرَى غَيْرَ الظُلُمَاتِ … إِنهُ النورُ … حَبَا نَحْوَهُ مُتعَثرًا… مُرْتَبِكًا…وَهْوَ لا يَفْقَهُ شَيْئًا مِمًا يَحْدُثُ أَمَامَ نَاظِريْهِ … كََانَ الرجُل ، وَقَدْ فَاجَأهُ النورُ، يفْرُكُ عَيْنَيهِ ، وَقَدِ تَعَودَتا بِالظُلُمَاتِ ، عَسَاهُمَا تُدْرِكَانِ حَقِيقَةُ هَذا الضيْفِ الغَريبِ…
وَحَالَََمَا وَصَلَ الرجُلُ ، بَعْدَِعَنَاءٍ وَمَشَقَةِ عَظِيمَيْنِ ،إلَى عَتَبَةٍ الكَََهْفِ هَالَهُ مَا اكْتَشَفَ … لَقَدْ رأى ضِيَاءً سَاطَعًا جَذابًا يَغْمُرُ الْمَكَانَ … وَفَجْاَةً خَطَرَ لَهُ خَاطِرٌ غَريبٌ وَسَولَت لَهُ نَفْسُهُ أَمْرا عَجَبًا… قَالَ فِي نَفْسِهِ ، وَكَانَ ، فِي كَهْفِهِ ، لا يَعْرِفُ غيْرَهاَ وََلا يَعْتَرِفُ بِسِوَاهَا : " لِمَاذَا لا أَسْتَاْثِرُ بِهَذَا النورِ لِنَفْسِي … فَيَكُونَ مِلْكيةً خَاصةً لِي لا يُنَازِِعُنِي فِيها أحَد ؟ …
وَسُرْعَانَ ما بَدأَ الرجُلُ، عَشِيرُ الظلُمَاتِ السابِقُ وَحَبِيبُهَا الوَلْهَانُ ، فِي تَنْفيذ خُطتِهِِ العًجيبَةِ … فَقرَرأنْ يَضَعَ ، في كُل مَكانٍَ ، حَواجزََ تَفْتيشٍ تُوقِفُ كل من تَاقَتْ نَفْسه إلى مُعَانَقَة النورِ… وَأوُكَلَ إَلَى نَفْسِهِ ، حَصْريــا ،مُهِمةَ تَحْديدِ مَنْ هُوَ جَدير ٌبالانْتِسَابِ إلى عَالَمِ النورِفَيُعْطيهٍ " شَهادةً " في ذَلِكَ … وَمَنْ سَيُحْرِمُ مِنْ تِلْكَ النعْمَةِ… فَيَمْنَعُ حصُولَهُ عَليْهَا مُعْتَقِدًا، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَلا حَوْل وَلا قُوَةَ إِلاَ باللهِ ، أنهُ هُوَ"المُعطي .. والمانِعُ " ..؟؟؟؟؟
. وَبِمَا أن الغُرُورَ وَسُوءَ التقْديرِ قَدْ أَخَذَا الرجُلُ كُل مأخذٍ .. وسَيْطرا عَلَيْهِ أَيمَا سَيْطَرَةٍ … فإِنَهُ لَمْ يَكُتَفِ بِذَلِكَ…بَل ْتَمادَى فِي مَا هُوَ أَبْعَد…. فَأمَرَ أَعْوانَهُ بَحَشْدِ كُل الرجَالِِ والنِسَاءِ مِِمنْ عاشَرُوا النورَ…وخَبِِرُوهُ… وأَلِفَهُمْ … وَألِفُوه ُ… وانحَازُوا إلَيْهِ وَنَصَرُوهُ … قَبْلَ أنْ يُولَدَ عَشِيرُ الظُلُمَات ِبِاَزْمَانْ … وقَبْلَ أَنْ يَكْتشِفَ ، مُتَأخرا ، أن في الكَوْنِ نُورًا جَديرًا بِأن يُعْشَقَ وَيُصاَنْ …
وعِنْدَ هَذا الحَد انْتَفضَ النُورُ، بعْد صَبْرٍ طَويلٍ ، مُخَاطِبًا الرجلَ قَائلا : " مَهْلا أيُها السيدُ …من عسَاكَ تَكًونُ حتى تختطفنى… وتَمْنَحَنِي لِمَنْ تَشَاءُ … وَمَنْ فَوضَكَ لأَداءِ هَذا الدوْرِ وَالحَالُ أنكَ لمْ تَعْرِفْني إلا حَديثا …وَما زِلْتَ في طَوْرِالاخْتِبار… فَقَدْ لا تكُونُ جَديرا ، حتى ، بصُحْبَتي ِ… فَما بالُكَ بامتلاكي والتكلمِ بالوَكَالَةِ عني… وتوزيع شَهائدَ تتفَضل فِيها بِضم مَنْ تُريدُ إلى رحَاب النور أوحِرْمَانه من ذلك … إنني أنا نفْسي لا أمْلكَ هذا الحق … إن المُفَوضَ ، حَصْريـأ و دُونَ سِوَاهٌ ، للبت في هذه المسائل هو سيدِي وسَيدُك وسيدُنا جميعا ….سيُدُ مَنْ في الأرْضِ وَمَنْ في السماء ومنْ بَيْنَهُما… و خَتَمَ النوُرُ كَلامَهُ الوَضاءَ القَاطِعَ قائلا : " أَيُها الرجُلُ …كَفى … إن اللبيبَ منَ الإشارَةِ يفهمُ …وعَاشَ مَنْ عَرَفَ قَدْرَ نَفْسهِ…."
منورة الموضوع بحضورك
تحياتي