تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أعظم دواء لعلاج القلق النفسي! – الشريعة الاسلامية

أعظم دواء لعلاج القلق النفسي! – الشريعة الاسلامية 2024.

  • بواسطة
أعظم دواء لعلاج القلق النفسي!

السلام عليكم..
أعاني من أعراض نفسية وصحية لو تعرض لها شخص آخر في الدنيا غيري لأخذ يصرخ دون توقف!! وهي أفكار مخيفة بأنني سوف أموت في الحال، وتصور صعوبة الموت وما بعده. ولا أشعر بأي سعادة على الإطلاق في حياتي، مع العلم بأنه لا يوجد لدي أي مشاكل في الحياة، كما أحس بالآم في الصدر قوية، ودقات في القلب سريعة جدا، وتنميل في الناحية اليسرى من الجسم، وأشعر دائماً بالتعاسة وعدم الراحة..
أتمنى أن أرتاح من هذه الأفكار إلى الأبد، مع العلم بأني أصبت باكتئاب قوي منذ سنه ونصف، وتناولت دواء ساعدني لفترة..
لماذا أعاني من هذه الأمراض؟ هل للنشأة والطفولة علاقة؟ مع العلم بأني كنت وأنا صغيرة أخاف من أبي ولا أحبه كثيرا، ولما أصابه المرض كنت أتمنى له الموت! فهل هذا الذي أعانيه من العقاب مع أني ندمت بعد وفاه والدي كثيرا، وبكيت كثيرا..؟!
أرجو المساعدة من قبلكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أولاً: يجب أن تعلمي أن الهموم والغموم التي تصيب المرء هي من جملة ما يكفر عنه بها، ويخفف عنه من ذنوبه، فإذا صبر واحتسب أثيب على ذلك.

ثانياً: يبدو من رسالتك أن الحالة التي تعانين منها قد تكون قلقاً أو اكتئابا أو وسواساً:
حيث يتضح القلق من عدم شعورك بالأمان والخوف من الموت وما بعده.
وأما الاكتئاب فمظهره السوداوية مما ذكرت، كشعورك دائماً بالتعاسة وعدم الراحة وحصول الاكتئاب سابقاً لك.
أما الوسواس فيبدو من اضطراب تفكيرك المتعلق بالمخاوف الوسواسية من الإصابة بالأمراض، ولعل من أبرز هذه الأمور هو القلق الذي قد تعد أعراض الاكتئاب والوسواس تابعة له؛ فهو الأساس في ظهورها.

ومن الأدوية النافعة لكل ما سبق:
أن تقولي ما جاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مؤمن يصيبه هم أو غم أو حزن فيقول: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، إلا فرج الله عنه". فهذا من الأدوية الشرعية العظيمة النافعة فأكثري من ترداده متيقنة به.

ثالثاً: إليك هذه الأسباب والوسائل لعلاج القلق النفسي، وهي (بإذن الله) من أعظم أسباب الشفاء والطمأنينة لمن تدبرها وعمل بها بصدق وإخلاص، وهي:
1ـ الهداية والتوحيد: قال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ..} [الزمر:22].
2ـ العمل الصالح: قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل:97].
3ـ الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل: قال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً..} {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
4ـ الإكثار من ذكر الله قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
5ـ الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة وإياك والفراغ فإن الشياطين تعبث بالعقول والأبدان الفارغة.
6ـ نسيان ما مضى من المكارة والإساءات، مع الاستغفار إلى الله كثيراً (100مرة يومياً)، والدعاء لوالدك بالرحمة والجنة كثيراً والتصدق (والحج والعمرة عنه إن تيسر).
7ـ إخراج ما يتعب القلب من الصفات المذمومة، كالحسد والغل والشحناء والكبر.
8ـ ترك فضول الكلام وفضول النظر، وعليك بمصاحبة الصالحات، وإياك ورفقة السوء.
9ـ الإكثار من الصلاة: فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وكان يقول: "أرحنا بالصلاة يا بلال".
10. خوف الإنسان وقلقه ينشأ من ثلاثة أمور رئيسة: الرزق، والموت، والشقاء أو السعادة. والله تعالى برحمته تكفل بهذه الأمور الثلاثة.. فلا تحزني ولا تجزعي ما دام الله معك، ما دمتِ ملتزمة بأحكامه. وإن كنتِ مقصرة فعليك بالاستغفار والإنابة؛ تجدين عندها حلاوة الإيمان وبرد اليقين وطمأنينة النفس.

رابعاً: من أبرز أسباب حالتك: ما ذكرتِ في عرضك للمشكلة.. أعني بذلك عدم استقرارك النفسي في مرحلة الطفولة، ويكفيك لعلاج ذلك أن تكثري – كما سبق ـ من الاستغفار والدعاء لك ولوالدك. وأحسني ظنك بالله، واعلمي أنه سبحانه ما ابتلاك إلا ليعافيك، فأكثري من الدعاء إلى الله تعالى أن يعافيك، واستعيني بالصلاة وقراءة القرآن، وأكثري كذلك من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وعليك بالرضاء والتسليم بقضاء الله وقدره، فإن الله تعالى بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

خامساً: إياك والوهم.. ومن يوهمك بأن بك سحراً أو مساً أو حسداً أو.. إلخ، فلا يظهر من رسالتك إصابتك بما سبق، ولله الحمد. والإنسان إذا ما تسلطت عليه الأوهام؛ فمن الصعب أن يخرج منها، فعليك بالصبر والاحتساب والتوكل على الله وفعل الطاعات واجتناب المنهيات.
و"سيجعل الله بعد عسر يسراً".

أسأل الله أن يمن عليك بالراحة والطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
شكرا على المرور والتعليق وجزاكم الله خير
لا اله الا الله
بارك الله فيك .. جعله الله في موازين حسناتك
بارك الله فيك
الحمدلله الذى لم يحرمنا فضله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.