– في الحياة ثوابت
في بالي مقدمة قبل أن أمضي في شرح هذه الأحاديث المتعلقة بحق الزوج على المرأة، هناك أشياء ثوابت في الحياة، فهذا الكون أليس كوناً عظيماً ؟ أي لو نظرت إلى المجرات لهالك هذا النظر لرأيت الأرض وما حولها من كواكب سيارة لا تعدو نقطةً في فراغ، فهذه المجرات التي تزيد على مَليون مليون مجرة، وفي كل مجرة ما يزيد على مليون مَليون نجم، والمسافات بين النجوم لا يعلمها إلا الله، وهي مسافاتٌ خيالية، هذا الكون بمجراته، بكازاراته، بمذنباته، هذا الكون بما فيه من آياتٌ دالةٍ على عظمة الله لمن سخره الله عزّ وجل ؟
أليس هناك آياتٌ في كتاب الله محكماتٌ تؤكد أن الله عزّ وجل سخر هذا الكون للإنسان ؟ بلا شك إطلاقاً وبكل تأكيد الكون مسخر للإنسان، والدليل:
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
( سورة الجاثية: من الآية 13 )
4- ماذا عليك أن تقدمه مقابل تسخير الله الكون لك ؟
فإذا كان هذا الكون كله مسخرا لي كإنسان، ماذا يُطالِبُني الله عزّ وجل ؟ يجب أن يكون هناك مطالبة بقدر هذا التسخير، فإذا أعطينا إنساناً أعلى راتب في الدولة، معنى هذا أنه هناك مسؤوليات كبيرة أمامه، إذا أعطيناه ميزات كبيرة جداً، معنى هذا أن مقابل هذه الميزات مسؤوليات، هذه النقطة الدقيقة، أي أن هذا الكون كله بما فيه، فكم من أنواع الأشجار ؟ وكم من أنواع الأزهار ؟ وكم من أنواع الأطيار ؟ وكم من أنواع الأسماك ؟
هذا الجسد بما فيه من أجهزة، من عضلات، من قلب، من رئتين، بما حولك من بيئة، ومن ظروف، من سماء، من هواء، من ماء، من بحار، من نجوم، من أطيار، هذا الكون كله مسخرٌ للإنسان، ماذا يقتضي هذا التسخير ؟ أن تعبد الله عزّ وجل، إذاً: أنت مقابل هذا الكون العظيم مكلفٌ أن تعرفه معرفةً عظيمة، وهذه المعرفة العظيمة من لوازمها أن تطيعه طاعةً تامة، ومن نتائج هذه الطاعة التامة أن تسعد في الدنيا والآخرة، أي أن الهدف الأكبر من خلق السماوات والأرض، ومن خلق الإنسان هو أن يُسعدك في الدنيا والآخرة، هذا هو الهدف الأكبر، ولكن هذه السعادة لا متناهية، وهي تحتاج إلى عملٍ طيبٍ جداً منه وطاعةٌ وبذلٌ، هذا العمل الطيب يحتاج إلى معرفة طيبة، وهذه المعرفة الطيبة تحتاج إلى كون عظيم، هذا الكون العظيم هدفه أن تعرف الله من خلاله، هذه سلسلة ؛ كونٌ معجز، إذا تأملت فيه عرفت أن هناك إلهاً عظيماً لا حدود لعظمته، وأنه سخر لك هذا الكون لتعرفه ولتحبه، فإذا عرفته حق المعرفة أطعته حق الطاعة، إذا أطعته حق الطاعة سعدت بهذه الطاعة في الدنيا والآخرة.
لذلك عندما يمر معك أمرٌ، الآن أنت كزوج أو كزوجة إذا مر أمرٌ قرآني فالقضية خطيرةٌ جداً، هذا الأمر تنفيذٌ جزئيٌ لما يتوجب عليك تجاه خالق الكون الذي سخر لك الكون كله، هذه هي العقدة، فأنت تجد إنساناً لا يبالي بأمر الله عزّ وجل، الله هين عليه، وأمره هين، ومعصيته هينة، ومخالفة أمره هينة، وأن يخرق حدوده، فهذا شيءٌ سهلٌ بسيط، يقول لك: لا تدقق، ولا تعقدها، والله غفور رحيم، ونحن عبيد إحسان، ولسنا عبيد امتحان، والله عزّ وجل لا يضع عقله بعقلنا ويحاسبنا، فهذا كله كلام الجهلة، لكن ربنا عزّ وجل حينما خلق هذا الكون من أجلنا، فهو ينتظر منا أن نعرفه معرفةً صحيحة، وينتظر منا أن نشكره، فإذا عرفناه، وشكرناه فمن لوازم المعرفة والشكر الطاعة التامة، الطاعة التامة تنتهي بالسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، من هنا جاء توجيه الله عزّ وجل:
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾
( سورة النساء: من الآية 34 )
5- قوامة الرجل على المرأة
أي أن هذه الأُسرة كسفينة ومركبة لها قائد واحد، لابد من أحد الطرفين أن يكون هو القائد، فربنا عزّ وجل قال:
﴿ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾
( سورة النساء: من الآية 34 )
لقد جعل الله عزّ وجل الرجل متكاملاً مع المرأة، فالرجل والمرأة متساويان في التكليف وفي التشريف، في التكليف ؛ أي كلاهما كُلِّف بمعرفة الله عزّ وجل، وفي طاعته، وفي التقرب منه، والرجل كالمرأة في التشريف، أما التكليف في بقية التكاليف فهما مختلفان كالجهاد والجمعات وغيرها.
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ﴾
( سورة الأحزاب: من الآية 35 )
إلى آخر هذه الآيات، أي من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أُنثى فاستجاب لهم ربهم
و سدد خطآآآك…
على الطرررح القيم
و جعله في ميزآآآن …
حسنآآآتك
تقبلي مروري…
ودي…,,,
♥
……