الأم وبذور الثقة النفسية:
1- عندما ترينه للمرة الأولى، ويوضع فوق صدرك، فتضمينه وأنت لا زلت على فراش الولادة، يشعر بالامن والاطمئنان، هذا المولود الذي خرج إلى عالم لا يعرف عنه شيء، تجدينه يحرك يديه في الهواء خوفا من السقوط، مرعوب، متوتر، ثم تعيده القابلة إلى صدرك، فيهدأ ويسكن، ويبدأ في التواصل الفموي، معك، رغم أنه قد لا يكون جائعا، لكنه يحتاج إلى الرضاعة، ليمتص الحنان، والحب، والسكينة،
هناك نساء يرفضن الطفل لحظة الولادة، وترفض ان تراه، لسبب ما، قد يكون له علاقة بعلاقتها بزوجها، أو بمشاكلها الصحية، او لأنها لا تريد الانجاب، وهذا رغم انه يحدث في سن مبكرة جدا، في يوم الميلاد، إلا ان الجهاز العصبي الفكري للإنسان لا ينسى، ويتذكر انه لم يلتحم مباشرة بذلك الجسد الذي قذفه للخارج، ولم يعاود الالتصاق به سريعا.
2- لمساتك الحانية، واحتضانك له، عالمه الصغير الذي لا يرى غيره، فكلما كانت لمساتك حنونه، كلما احس ان العالم بخير، وأن الدنيا التي تنتظره جميلة، فيكتسب عادة حميدة، وهي الإيجابية في التفكير، والتي اكد رسولنا الكريم على أهميتها عندما قال عليه الصلاة والسلام: ((تفاؤلوا بالخير تجدوه))، إن تلك الملامسة بين خدك وخده، لهي حالة راقية من التواصل النفسي، ومرحلة مهمة من مراحل تكوين الشخصية القوية لديه، وتلك الكف التي تمسح ذهابا وإيابا على ظهره، تساعده على التجشؤ، تعمق عنده الشعور بالقبول، والعناية الفائقة.
الحضن لا يكون صادقا، إلا حينما تشعرين بتلك اللذة التي تسري في جسدك لحظة احتضان طفلك، لدرجة انك لا ترغبين في تركه، تضمينه بقوة، وكأنك تقولين له أنت اغلى ما أملك.
نساء لا يعرفن سوى ان يضعن الحليب في فمه، وأن يعدنه للسرير، فيتخلف ويصبح طفلا غبيا لا يستوعب بسهولة، فمعظم الأطفال الأذكياء، ولدوا من امهات حنونات فياضات بالحب والرحمة.
3- لماذا نقبل الصغير، لنشبعه أو لنشبع منه، ..؟؟؟ الأثنين معا، فالقبلة عملية مزدوجة الفائدة كالحضن، تريحك وتريحه، تغذيك وتغذيه، تسعدك وتسعده، إن كل قبلة تطبعينها بشغف على خده تشعريه أنه لذيذ، وحميم، فيستشعر تلك الرسالة، ويهتم بنفسه جيدا عندما يكبر، يهتم بصحته ومظهره، ولباسه، ومكانته، يكون رزينا، هادئا، يتسم وجهه بالجاذبية والسكينة، يريح أنفس المتحدثين إليه، وإن كانت فتاة تتوج بغنج وجمال أخاذ، حتى وإن كانت لا تملك الكثير من سمات الجمال المادية، إلا أنك تجدينها تجتهد في العناية بذاتها وجمالها.
4- النشيد، فهل تنشدين له، وهل تترنمين بصوتك لتدفعينه للنوم، هذا أروع ما يمكن أن تقدميه لطفلك الصغير، ليصبح انسانا راقيا، يتسم بالذوق العالي، والتهذيب الجم، وعندما يكبر سترين كيف يشعر الناس من حوله بأنه شخص مميز، وذا طابع ملوكي فخم، يقتني لحياته الأفضل، ويخطط لمستقبله بثقة، وينجح في مشاريعه غالبا، إنها ترانيمك الدافئة الحميمة، ومشاعرك التي بثثتها لقلبه قبل اذنيه ليعشق الاستجمام، والتأمل.
الله لايحرمني ولايحرم كل محرومه من زينة الحياة الدنيا
لو قرأت الموضوع محرومه من الذريه لتفطر قلبها على تلك اللحظات
لكن مايحس بالنعمه إلا من فقدها
والله يرزق كل محرومه
والله يرزق كل محروم الذريه الصالحه
دمتي