تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » خَلَل في الـتَّدَيُّـن في الاسلام

خَلَل في الـتَّدَيُّـن في الاسلام 2024.

  • بواسطة
خَلَل في الـتَّدَيُّـن..

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما يصاب مفهوم الـتَّدَيّن بالخلل ، أو يَحصل فيه نَقص فإن – مفهوم الـتَّدَيّن – قد يُقْصَر على المظاهِر ..
وإذا أُصِيب – مفهوم الـتَّدَيّن – بالضُّمُور فإنه قد يُدَّعَى أنه مَقْصُور على ما في الصُّدُور !
وهو في كِلا الحالين بين جَفاء وتقصير .
أما الـتَّدَيّن الصادق التام فهو ما يتمثل في المظهر والمخبر
في الظاهر والباطن ..
في القول والفعل .. يُصَدِّق أحدهما الآخر .

وإذا بَحَثْتَ عن الـتَّقِيّ وَجَدته *** رَجُلاً يُصدِّق قَولَه بِفِعَالِ

وسواء كان رجلا أو امرأة

فالـتَّدَيّن يكون في فعل الطاعات واجتناب السيئات
وتَرْك ظاهر الإثم كما يُتْرَك باطنه
فيجتنب المتدََيِّن الفواحش والآثام الظاهرة ، ويَجْتَنِب الآثام الباطنة ، وربما كانت الآثام الباطنة أشد ضررا ، وأعظم خطرا ، وأكثر فَتْكًا بصاحبها وما يشعر بها …
وما ذلك إلا لأن صاحب الفواحش يَخشى من أعين الناس ، أو مِن دَاء عُضال ، أو مِن مَرَض مُسْتَشْرِي .. وهو مع ذلك يشعر بتأنيب الضمير وزَجْر الـنَّفْس اللوامة ..
أما صاحب الآثام الباطنة والفواحش القلبية .. فهو بمنأى عن ذلك .. وإن فَتَكتْ تلك الآثام بِمَلِك الأعضاء !

تأمل في فئام من المتديّنين تَجِد بينهم من خَطايا القُلوب ما يَقِف له شَعْر الرأس !
مِن تَحَاسُد وبَغْضَاء
أو أحْقَاد وشَحْناء
أو بَغْي بِقَولٍ أو بِفِعْلٍ ، أو بهما معا !
وهم – مع ذلك – يرَون أنفسهم من أهل الخير والصلاح ، أو يَعُدّون أنفسهم من أهل العِلم والفضل
ولو فَـتَّشْتَ بعض زوايا قلوبهم لَوَجَدت أن بعض العُصَاة أسْلَم منهم قُلوبا – من تلك الجهة-
وأعني به أن بعض عُصَاة الظاهِر لا يَحْمِلُون ضَغينة في قلوبهم ، ولا يَحْقِدُون حِقْد جَمَل !
ولا يَبيت أحدهم إلا سَليم القلب على الْخَلْق ..
فانْحَصَرَتْ مَعْصِية بعضهم في الديوان المغفور ..
ولست أُهَوِّن مِن شأن المعصية ،ولكني أردت بَيان عِظَم وخَطر خطايا القلوب التي ربما غَفَلْنا عنها وعن إصلاحها .. بل وعن التوبة منها .
ولذلك كان تعاهد القلوب وإصلاحها أهَمّ وأولى مِن تَعاهد الظاهر ؛ لأن صلاح الظاهر لا يَلزم منه صلاح الباطن ، أما صلاح الباطن فهو مُسْتَلْزِم لِصَلاح الظاهر .
واعْتَبِر بِصَلاحِ الأشجار ؛ فإنها إذا صَلَحَتْ آتت أُكَلها ، وإذا أصابها الخلل ضَعُفَتْ ثِمارها ، وإن بَدَتْ زاهية المنظر ، إلا أن حقيقتها تتجلى عند اختبار الطعم !
ولذلك جاء مثل المؤمن والمنافق كمثل الأترجة والريحانة !

فكثير مِن خطايا الجوارح مُدوّنة في ديوان مَغفور ..
وكثير من خطايا القلوب مُدوّنة في ديوان مَزبُور ..
وفي الحديث : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يَعْبأ الله به شيئا ، وديوان لا يَترك الله منه شيئا ، وديوان لا يَغفره الله ؛ فأما الديوان الذي لا يَغْفِره الله فالشرك بالله ، قال الله عز وجل : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) ، وأما الديوان الذي لا يَعبأ الله به شيئا فَظُلْم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه ، فإن الله عز وجل يَغفر ذلك ويتجاوز إن شاء ، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فَظُلْم العباد بعضهم بعضا ، القصاص لا مَحَالة " رواه الإمام أحمد ، وصححه بعض أهل العلم . ومَعناه صحيح .

خلاصة القول :
الـتَّدَيّن يقتضي صلاح الظاهر والباطن
والْمُتَدَيِّن يترك ظاهر الإثم وباطنه
وليس من شرط التدين العِصْمَة ولا السلامة من الخطأ ..
والـتَّدَيّن استعفاف عن خطايا الجوارح وآثام القلوب
فكما يَحْفَظ المتدين سَمْعَه وبَصَره ويَده ورِجْله وفَرْجه عن الحرام ، فإنه يَحْفَظ قلبه عن الغِلّ والحسد وعن البغضاء والشحناء ، وعن البغي والعدوان
وأفضل الناس " مخموم القلب " سَليم الطَّويّـة ؛ وهو مِن أهل الجنة .
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : كل مَخْمُوم القلب ، صدوق اللسان . قالوا : صدوق اللسان نَعْرِفُه ، فما مَخْمُوم القلب ؟ قال : هو الـتَّقِيّ الـنَّقِيّ ، لا إثم فيه ولا بَغْي ، ولا غِلّ ولا حَسَد . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .

قال علي رضي الله عنه : ليس من أخلاق المؤمن التملّق ولا الحسد إلاَّ في طَلَب العلم .

فاللهم ارزقنا قلوبا سَليمة .. لا إثْم فيها ولا بِغْي .. ولا غلّ ولا حسد ..
ربِّ (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
……………….
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم -حفظه الله-



كلمات رآائعة .. اضاءت لنآا مفهوم التدين الحقيقي

جزاهـ الله تعالى خير الجزآء

وباركـ الله تعالى لكـ اختي سمــآ

على نقلكـ لنآا تلك الدرر .. واسكنكـ الجنة

كل الشكر لكـِ

( … يقيـــــم … )

نور الإيمـــان


بارك الله بك يا اختي وجزاك عنا خير الجزاء

جزاكـ الله خير غاليتي.,.

وجعلهـ في ميزآن حسنـآتكـ.,.

اشكركـ على طرحكـ الرائع .. أسجل اعجابي

وبأنتظــار جديدكـ..

دمتـ ودامـ ابداعكـ وعطـــائكـ..

تقبلي مروري المتواضع …

جزاهـ الله تعالى خير الجزآء

وباركـ الله تعالى لكـ اختي سمــآ

جزاكي الله خير
سما المجد
موضوعك رائع
ينبغي للمسلمه ان تعي معنى التدين
شاكره لك طرحك الجميل
تقبلي تحياتي
نور الإيمـــان

والروعه تكمـن في حضـوركِ
يسعـدني أن تنقـشي كلمـاتكِ
بروعتكِ في متصفحـي
لا حرمنـي الله هذا التـواجد الرائع
وبارك الله فيكِ ووفقكِ
دمتي محفوظه بحفظ خالقكِ ورازقكِ

طرح قيــم .. فكثيـر منا يجهل هذهـ التوجيـهآآتـ … الا وهي الخلل في التديـن ..

سمـآآ المجــد //

الله يعطيك العافيـه ع الموضوع الراائع .. ابدعــت في الانتقـآآء ..

جزاك الله خيـر .. ونفع بها الاسلام والمسلمين ..

دمتـي كمـآآ عهدنـآآك …

لكـ تحيــتي .:.

خليجية /.قطـ ندى ـرهـ ./ خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.