أيها الزوج الكريم … أيها الأخ الكريم … هاهي تمام نصائحي العشرون لك
15)الخدمة رجولة:
ما أكثر العادات السيئة في مجتمعنا وما أكثر التقاليد التي تظلم المرأة وتسيء إلى هذا الدين
الإسلامي الحنيف ومما ابتليت به هذه الأمة تلك العادة القبيحة التي تعتبر خدمة الرجل أهله ذل
وهوان وصغار أو أن المرأة أحكمت السيطرة على الرجل فهي تسيره كيف تشاء وتفعل به ما تشاء
وقت ما تشاء.
الخدمة سنة ورجولة فهذا حبيب الله رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيته يخسف نعله
ويرقع ثوبه ويحلب شاته وسئلت أمنا عائشة رضي الله عنها ماذا يصنع النبي صلى الله عليه وسلم
في بيته قالت:"يكون في خدمة أهل بيته "
القائد الأول في الأمة والمسئول عنها والرسول المبلغ عن ربه عز وجل يكون في خدمة أهل بيته
وإننا نعجب للرجل الذي يعتبر المرأة خادمة عنده في بيته تطبخ الطعام وتغسل الأواني وتكنس
وتنظف البيت تقضي للرجل حاجته وتنجب الأولاد وتعتني بهم.
أخي الحبيب لا تكن أنانيا محبا لنفسه ولا تكن مقلدا لعادات أكل عليها الدهر وشرب بل كن رجلا
محمديا سنيا خادما لأهله مساعدا لهم في نظافة البيت وفي جمع الملابس وترتيبها وغسل
الأواني ودائما ينبغي أن تحس زوجتك بأنك بجانبها مساعدا وخادما وحتى واقفا بجانبها في المطبخ
وهي تعد الطعام واهمس في أذنيها بكلمات حب وتقدير وإعجاب ونوه دائما بمجهوداتها وتفانيها في
خدمتك…
16) أيام لا تنساها:
لكل واحد من بني ادم ذكريات وأيام لا تنسى ومنها حتما ما له علاقة بالزوجة لذلك وجب على
الرجل أن يتذكرها ويذكر بها زوجته ويعتبر تلك الأيام وتلك الذكريات محطات لتجديد الحب وترسيخ
المعاني الجميلة في الحياة الزوجية فمن هذه الأيام :يوم ولادة زوجتك، أول يوم تعارفتما أو إلتقيتما
فيه، يوم الخطبة، يوم الزفاف وليلة الدخلة، أول مرة سمعت منها كلمة "أحبك"، عيد الحب، اليوم
العالمي للمرأة،…فخذ لزوجتك بالمناسبة هدية ولو كانت بسيطة أو أجلب معك شيئا تحبه، أو أكتب
لها رسالة بالمناسبة، أو أرسم لها بيدك وردة جميلة واكتب تحتها بخط واضح، متميز كلمة "أحبك
حبيبتي"
أو لما لا تخرج زوجتك بالمناسبة في نزهة إلى مكان جميل تتذكران معا أيام حبكما و…المهم أقول
لك مرة أخرى كن مبدعا.
17) تعرف على زوجتك:
كثير من الأزواج لا يعرفون عن أزواجهم إلا اليسير بل منهم من لا يعرف إلا الاسم والشكل ومن
المؤسف أن يقضي الرجل العمر كله مع من لا يعرفها، فينبغي عليك أخي الكريم أن تتعرف تعارفا
عميقا على زوجتك فلك فسحة من الوقت بل عمرك كله معها فاعرف الشاذة والفذة، الكبيرة
والصغيرة عنها، وافتح لها حوارا مطولا عن ماضيها، عن ولادتها ونشأتها وبيئتها ودراستها وأحلامها
وعائلتها…واعرف أيضا ما يعجبها فيك وما يغضبها منك، ما تحب من المأكل ومن المشرب والملبس
والطيب وما الذي يسعدها أو…والقائمة طويلة. أو ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لعائشة رضي الله عنها "إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبى، قالت:من أين تعرف
ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت:لا ورب
إبراهيم، قالت أجل يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك"البخاري.
18) تحبب على زوجتك:
تقرب من زوجتك وتحبب إليها وتلطف وأبدع في الأساليب والأشكال ولا تكن حبيس منطق وأسلوب
واحد فالمرأة تحب الإبداع والتغيير والتجديد في كل شيء وهنا أنقل إليك صورة واحدة ورائعة من
صور الإبداع في حيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تحببه لزوجه وتلطفه صلى الله عليه
وسلم، جاءه يوما رجل يدعوه ليتغذى معه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذه، ويقصد
عائشة رضي الله عنها فأبى الرجل فرفض الرسول الكريم الذهاب معه ثم عاد في المرة الثانية فقال
له الحبيب مرة أخرى: وهذه. قال له الرجل: لا فرفض النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى وفي
الثالثة قال الرجل:نعم فقام النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة يتدافعان حتى أتيا منزله "
لاشك أنها صورة رائعة وخالدة في تحبب الرسول صلى الله عليه وسلم وتودده لعائشة رضي الله
عنها.
"قاما يتدافعان"أي رفق وأية رحمة كان يتميز بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتخذه أسوتك
أخي وأبدع في أساليب وأشكال التودد والتحبب والتقرب من زوجتك وشريكة عمرك وأم أولادك.
19) لا تطلب ما لا يكون:
لا تكن حالما تطلب المستحيل فإن من الناس من يحسب أن الحياة الزوجية جنة لا مشاكل فيها
ولا عقبات وأنها تساكن فقط ومودة ورحمة وهذا خطأ، فأسعد بيت في التاريخ هو بيت الرسول
صلى الله عليه وسلم وأكرم زوج عرفته الإنسانية هو الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله"ومع ذلك كان يقع ما يقع في بيته ويحدث ما يحدث في
بيته ومع أزواجه وهو صلى الله عليه وسلم يصبر ويرفق ويرحم ويعالج بتؤدة وحلم لا نظير لهما في
الوجود وهاك أخي مثالا واحدا من بين العشرات من الأمثلة.
روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال:كان صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إليه
إحدى أمهات المؤمنين بصحفة (إناء) فيه طعام فضربت التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم
في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة وانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة
ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتي
بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك
المكسورة في البيت التي كسرت فيه ".
غارت أمكم. أي زوج يملك نفسه ويكف عن الغضب وربة البيت تكسر عليه الأواني أمام أضيافه
فتوقع من زوجتك أخي أن تقع في الخطأ وكل بني ادم خطاء،أنقل لك بالمناسبة كلاما غاليا ثمينا
ونفيسا لرجل من تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أب الدرداء حيث قال لزوجته: "إذا رأيتك
غضبى أرضيتك وإذا رأيتني غاضبا فأرضني وإلا لا نصطحب".
20) الهدف والمشروع:
إن مما يعين على بناء البيت السعيد وتحقيق المقصود والغاية من الزواج وجود مشروع وهدف
مشترك لدى الزوجين فلا معنى للحياة ولا قيمة للمرء إن غاب ذلك عن حياتهما وفي مسارهما
ورحلتهما من دار الفناء إلى دار البقاء .
هناك مشاريع بسيطة وأعمال صغيرة ما أجمل وما أروع أن يتعاون الرجل والمرأة عليها، وهناك أيضا
مشروع أكبر وهدف أسمى وأعظم وهو أن يتعاونا على نصرة هذا الدين وتحقيق موعود رسول الله
صلى الله عليه وسلم "ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة" .
لا معنى للرجل الذي يساهم ويبذل وينصر ويجاهد ويقتحم العقبة دون المرأة،فما كان هذا على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمأبدا ، فقد كان النساء يشهدن الصلاة مع الرسول صلى الله
عليه وسلم ويحضرن مجالسه ويجاهدن معه ويبلغن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم