عباد الله اعتنموا هذه الأوقات الشريفة وأكثروا فيها من الدعاء فإن الدعاء له أثر عظيم وموقع جسيم.
وهو مخ العبادة ولا سيما إذا كان بقلب حاضر وصادف إخباتًا وخشوعًا وانكسارًا وتضرعًا ورقة وخشية واستقبل القبلة حال دعائه وكان على طهارة.
وجدد توبة وأكثر من الاستغفار وبدأ بحمد الله وتنزيهه وتمجيده وتقديسه والثناء عليه وشكره ثم صلى على النبي بعد ذلك.
ودعا بدعاء مشروع باسم من أسماء الله الحسنى مناسب لمطلوبه.
فإن كان يريد علمًا قال يا عليم علمني.
وإن كان يطلب رحمة قال يا رحمن ارحمني.
وإن كان يطلب رزقًا قال يا رزاق ارزقني ونحو ذلك.
ولم يمنع من الدعاء مانع كأكل الحرام وقطيعة رحم وعقوق ونحو ذلك.
وتحرى أوقات الإجابة وأتى بأسبابها وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره والانتهاء عن ما نهى عنه.
فالله أصدق القائلين وأوفى الواعدين قال تعالى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
وقال عز من قال وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.
وقال جل وعلا ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً.
وقال تبارك وتعالى أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ.
وقال تعالى وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ.
وقال وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً.
ومن أوقات إجابة الدعاء إذا اجتمعت الشروط وانتفت الموانع ثلث الليل الأخير.
ويوم الجمعة عند صعود الإمام المنبر أو في آخر ساعة من يومها.
وعند الآذان.
وبين الآذان والإقامة.
وعند نزول الغيث.
وعند فطر الصائم.
وعشية عرفة.
وفي حالة السجود.
وفي ليلة القدر.
وفي أدبار الصوات.
وفي أدبار النوافل.
وعند ختم القرآن.
وعند البكاء والخشية من الله.
قال بعضهم:
قالوا شُروطُ الدُعاءِ المُسْتَجَابِ لَنَا
طَهَارَةٌ وصَلاةٌ مَعْهُمَا نَدَمٌ
وحِلُّ قُوْتٍ ولا يُدْعَى بِمَعْصِيَةٍ
عَشْرٌ بِهَا بَشِّر الداعِي بإِفْلاحِ
وَقْتٌ خُشُوعٌ وحُسْنُ الظنِ يَا صَاحِ
واسْمٌ يُنَاسِبُ مَقْرُوْنٌ بإِلْحَاحِ
اللهم اسلك بنا مناهج السلامة وعافنا من موجبات الحسرة والندامة ووفقنا للاستعداد لما وعدتنا وأدم لنا إحسانك ولطفك كما عودتنا وأتمم علينا ما به أكرمتنا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الله يعطيك العافية