بسم الله الرحمن الرحيم ..
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(( يَأ َيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2) ))
سورة الحج ( الآيتان 1،2)
وروي الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إني لأري مالا ترون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله تعالي . والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا وما تلذذتم بالنساء علي الفرش ولخرجتم إلي الصعدات تجأرون إلي الله تعالي ))
رواه الإمام أحمد والترمذي ابن ماجه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه ، الفتح الكبير جــ 1 ص 450
والمعنى أن السماء قد ثقلت من كثرة الملائكة وزحامها في السجود لله عز وجل ، وأن الناس لو علموا ماعند الله من العقوبة لغلب عليهم الخوف حتى لا يتهيأ لهم الضحك وحتي يكثر بكاؤهم ولخرجوا من منازلهم الي الفلوات يتضرعون إلي الله تعالي.
روي الأصبهاني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في سبيل وعين خرج منها مثل الذباب من خشية الله عز وجل ))
ابو نعيم في الحلية عن أبي هريرة الفتح الكبير جــ 2 ص327
قال يحيى بن معاذ (( مسكين ابن آدم لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة )) أحياء علوم الدين لحجة الاسلام الغزالي رحمه الله تعالى جــ 4 ص 162
وقال بعض العارفين : العجب ممن خاف عقوبة السلطان وهي منقطعة ولا يخاف عقوبة الديان وهي دائمة .
وقال بعض الوعاظ: يا من تقلقه البعوض ويسهره ألم الضرس وتؤلمه الشوكة أتقوي علي حر نار جهنم ، وما أدراك ما نار جهنم نار حرها شديد وقعرها بعيد وحطبها الحجارة والحديد وطعامها الزقوم وشرابها القيح و الصديد وعذابها كل يوم في مزيد .
وسئل ابن العباس رضي الله عنه عنهما عن الخائفين فقال :
(( قلوبهم بالخوف قرحة و أعينهم باكية يقولون كيف نفرح والموت من ورائنا والقبر أمامنا والقيامة موعدنا وعلي جهنم طريقنا وبين يدي الله موقفنا )) أحياء علوم الدين لحجة الاسلام الغزالي رحمه الله تعالى جــ 4 ص 184
وقال الحجاج لسعيد بن جبير رحمه الله : بلغني أنك لم تضحك قط فقال : (( كيف اضحك وجهنم قد سعرت والأغلال قد نصبت والزبانية قد أعدت )) أحياء علوم الدين لحجة الاسلام الغزالي رحمه الله تعالى جــ 4 ص 187
نقل من كتاب طريق المتقين (الجزء الثاني )
للشيخ عبدالرحمن بن محمد حافظ الأنصاري الشافعي ..
باب التاسع : في الخوف من الله تعالي و من عذاب الأخرة..
والله ولي التوفيق
ونفع بك
فلا تكلنا لانفسنا طرفة عين ولا ادنى من ذالك
غفر الله لك اخيتي وبارك فيك ونفع بك