إن الأيام تمضي بسرعة نحو النهاية التي حددها الله للدنيا، وتحمل في طياتها عبق الماضي، وضوء المستقبل، الذي يأبى إلا أن يأتي مسرعاً كالبرق حتى يحقق بشرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ونحن الآن مقبلون على ذكرى جديدة لمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ذكرى أخرى من غير خليفة يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم. فيتساءل المرء – وحق له أن يتساءل- أليس لهذا الرجل العظيم، الذي كُتب اسمه بماء من ذهب، وسطر التاريخ سيرته وسيرة أمجاده، وسلك الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ثم العظماء من الأمة الإسلامية دربه، فمن يحمل اليوم الراية التي نقش عليها اسمه صلى الله عليه وسلم مقرونا باسم ربه سبحانه وتعالى؟، راية (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)؟ أما من أحد يحكم بما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما من أحد من المسلمين يتوق لنيل الجائزة الكبرى، ويكون كسعد بن معاذ، المبشّر بالجنة والذي اهتز لوفاته عرش الرحمن، فينصر إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فتقرّ أعين الأمة بها، وتفرح القلوب بتحقق بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد كان يوم ميلاد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوما أضاء فيه وجه الأرض، يوم ميلاد خاتم الأنبياء وإمامهم، صاحب الكلمة يوم الحساب بالشفاعة، الذي اختاره الله تعالى من سلالة شريفة، وأصل طاهر، ونسل كريم، وعائلة عظيمة؛ ليعمّر الأرض بنشر الرسالة فيها. فصدع النور في الحجاز، وأصبح النبي الأعظم ورسالته حديث العرب والعجم، يثني عليها العدو قبل الصديق، وانتشر الإسلام في أرض الحجاز برعايته وعنايته وحفظ الله له وللرسالة التي اختارها لنا. وصعد نجم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأصبح مهابا عند الكافر والمنافق والفاسق.
والتف حول رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال، ساروا معه في رحلته، فكان هناك من يحمل الراية ويسير على نهجه عليه الصلاة والسلام حتى إذا انتقل إلى الرفيق الأعلى، سار صحابته الكرام على الطريق التي تعلموها منه، رافعين رايته، هدفهم رفعها خفاقة في عنان السماء، يُحكم من تحت ظلها بشرع الخالق الباري. فانتقلت الراية من يده الطاهرة إلى أخرى سالكة نهجه ما استطاعت، وانتقلت من بلد إلى آخر بالدعوة والجهاد (ذروة سنام الإسلام).
وبعد قرون كثيرة من ملء الإسلام للأرض عدلاً ونوراً، والغرب الكافر يستشيط غضباً وحنقا، وهو يشاهد راية الإسلام ترفع على أراضيهم، فحاكوا المؤامرة تلو المؤامرة، من أجل استبدال هذه الراية. حتى تمكنوا بمساعدة خونة العرب والترك أن ينجحوا في الذي طالما حلموا به، واستبدلوا براية رسول الله خرقا ملونة لا ترمز لشيء إلا لانحطاطنا وتفرقنا وتشرذمنا وبعدنا عن منهج الله وطريق رسوله صلى الله عليه وسلم. ولم يقف الغرب الكافر عند هذا الحد، بل أوجد من بني جلدتنا، وممن يتكلم بلغتنا، رجالاً يدافعون عمّا أوجده الكافر في أرضنا، من نظام وفكر فاسدين، بعد أن لم ينجح في ذلك من خلال أبنائه.
لكن الأمة لم تبق في سباتها، بل استعادت وعيها واستيقظت، ورفعت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيظ بها أعداء الأمة في الشرق والغرب. لقد آن الأوان لكي يكون حاضرنا كما كان أيام مجدنا، ونستبدل الأعلى بالأدنى، والأمن بالخوف، ويعود الجهاد ليفتح البلاد ويحكمها بشرع الله، ويظلها بالعدل. لقد آن الأوان لكي تقر الأعين لارتفاع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم خفاقة فوق الرؤوس، لقد بدأت نهاية الكفر وأهله.
.
.
مـع خــالص تحيــاتي واحتــرامي ..
لگِ وافر التقدير والشگرَ ..
.
.
فدوه بأرواحهم و بأغلى ما يملكون ..
كان ميلاده بشرى خير ..
كان نورا يدفع الظلال ..
يارب اجعلنا من شفعاءه و من قرناءه فالجنه
طاب لي حقــاً ما قدمتي ، عسى العافيه لباسكـ
شاگرة لگِم ع تواجدگم ومرورگم العطرَ عزيزاتيَ
دمتِم بخير وعآفيـه
.
.
يجزيكِ الله خير حبيبتي جود
ويبارك الله فيكِ …