سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي
هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
…و
لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن
أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا
بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و
إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و
ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت
موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا
و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
ولما طعن عمر
..
جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس ,
و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و
لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض
.
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و
الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و
قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال
: ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي
؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبدالله : فوضعته على
الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.
أمير
المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و
الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم
إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما
إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة
مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن
عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و
أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا
يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال
: ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه
من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا
تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب
سلبا سريعا
و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا ,
فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم