من خلال كتابتي لعدة مقالات عن مصاصي الدماء – وانوي كتابة بحث متكامل عنهم في قادم الأيام – أصابتني الدهشة عند قراءتي لبعض التعليقات التي قال كاتبوها بأنهم يؤمنون بوجود مصاصي الدماء كمخلوقات حقيقية تعيش في هذا العالم .. لا بل إن بعضهم ذهبوا إلى ابعد من ذلك فزعموا بأنهم هم أنفسهم مصاصي دماء!.
طبعا في البداية كنت أقابل هذه التعليقات بابتسامة واعتبرها مجرد مزحة، لأني كنت أؤمن بأن مصاص الدماء هو مجرد مخلوق أسطوري من نتاج الخيال البشري .. مخلوق تعود جذوره إلى فلكلور وتراث الشعوب، فالكونت دراكولا على سبيل المثال، الشخصية الأشهر من بين جميع مصاصي الدماء، هو في الواقع أمير روماني عاش في ترانسلفانيا قبل عدة قرون وعرف عنه قسوته الشديدة وتعطشه للدماء. والمنطقة التي عاش فيها دراكولا الحقيقي، أي رومانيا ومنطقة البلقان، انتشرت وشاعت فيها قصص مصاصي الدماء منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا. لقد آمن الناس هناك بأن الميت يمكنه التحول إلى مصاص دماء، وان هذا الميت سيستمر في مص الدماء حتى يتم قتله عبر طقوس معينة أو انه سيتحول إلى مخلوق ذو قدرات خارقة، وعندها لن يحتاج للعودة إلى القبر كل ليلة وسيتمكن من العيش بين الناس من دون أن يشعر به احد، وسيتمكن حتى من الزواج وتكوين عائلة وذرية من دون أن تعلم عائلته شيئا عن حقيقته!.
أنها مجرد أساطير .. أو هكذا تعاملنا معها نحن، لكن يا ترى هل تخفي هذه الأساطير شيئا من الحقيقة ؟ هل يمكن أن يكون هناك بشر شربوا دماء بني جنسهم وأدمنوها ؟.
والجواب هو نعم !! .. نعم .. هناك بشر شربوا الدماء وهناك منهم من آمن بأنه مصاص دماء واقترف أبشع الجرائم … جرائم سنقصها عليكم تباعا من على صفحات هذا الموقع، لكن السؤال الآن هو ماذا جرى لأولئك الناس ليتحولوا إلى وحوش كاسرة تعشق الدم ؟ هل كانوا مصاصي دماء حقا أم مجرد مرضى اعتلت عقولهم فصاروا عبيدا لأوهامهم وخيالاتهم المريضة ؟.
ما رأيك أنت عزيزي القارئ .. هل هناك مصاصي دماء حقا ؟ هل هم مرضى أم أنهم، كما تقول الأساطير، أناس باعوا أنفسهم للشيطان فتحولوا إلى مخلوقات بشعة لا تمت للإنسانية بصلة ؟.