من المعروف أن التعرض المفرط والمباشر للشمس، وبخاصة في الدول الحارة، أو ذات المناخ المعتدل، قد يكون له عواقب شديدة الخطورة،
خصوصا على الأطفال ذوي البشرة الحساسة، أو ذات اللون الفاتح، ويمكن أن تتسبب في حدوث حروق للجلد (sunburn)، وكذلك يمكن أن تسبب التهابات في العين، وتؤثر على الجهاز المناعي للجسم.
وتحتوي الأشعة المنبعثة من الشمس على الأشعة فوق البنفسجية، وتتألف من عدة أنواع، وهي تؤثر تأثيرا ضارا على الجسم. وتقوم طبقة الأوزون المحيطة بالأرض بحجب جزء من أشعة الشمس الضارة، ولذلك يعاني السكان في أستراليا من أكبر نسبة انتشار لسرطان الجلد، حيث إن بها أكبر مساحة من ثقب الأوزون.
ويصبح التعرض المستمر على المدى الطويل للشمس واحدا من عوامل الخطورة التي قد تتسبب في حدوث سرطان الجلد، وبخاصة إذا بدأ هذا التعرض في سن مبكرة في الطفولة، وهو الأمر الذي دعا الأطباء في مستشفى جون هوبكنز (Johns Hopkins Children›s Center) بالولايات المتحدة الأميركية، وهو واحد من أكبر مستشفيات الأطفال في العالم، إلى إطلاق صيحة تحذير للآباء من خطورة تعرض الأطفال لفترات طويلة لأشعة الشمس المباشرة، حيث زادت نسبة تشخيص مرض سرطان الجلد في المراهقين، وبخاصة في السنوات العشر الأخيرة.
وقد أشار أطباء المستشفى إلى أن حدوث تلف أو حرق في الجلد جراء التعرض للشمس في فترة الشباب، أو ما بعدها يكون أقل خطورة من تعرض الأطفال للشمس، وبخاصة الأطفال في سن الرابعة، ويمكن للآباء مع بعض النصائح لأطفالهم تجنب بعض من مخاطر التعرض المباشر للشمس.
لون البشرة :
تلعب صبغة الجسم دورها في الوقاية من أشعة الشمس الضارة، إذ تكون خطورة الشمس أكثر حدة على الأطفال والمراهقين ذوي البشرة الفاتحة، وذلك لوجود تركيز أكثر من المادة المسؤولة عن لون الجسم التي تسمى “الميلانين” (Melanin) في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، وهي توجد بتركيزات مختلفة وألوان مختلفة، وتقوم هذه المادة بامتصاص جزء من الأشعة الضارة للموجات فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.
وكلما كان لون الجلد يميل إلى اللون الأسمر زاد تركيز الميلانين في الشخص، وبالتالي يكون أقل عرضة للتأثر بأشعتها الضارة، ولكن حتى الأشخاص الذين يتميزون ببشرة داكنة تزداد خطورة تعرضهم للمشكلات الصحية كلما زاد تعرضهم للشمس، خلافا للاعتقاد السائد أنهم بمنأى عن التأثير السلبي لأشعة الشمس، ويحدث الحرق في الجلد عندما تتعدى أشعة الشمس قدرة الميلانين على امتصاصها.
وتزيد الخطورة بالطبع على الأطفال، وبخاصة الأطفال الذين يوجد لديهم “شامة” على الجلد، وهذه الشامة هي عبارة عن أورام حميدة (Benign Melanoma) وهي لا تسبب أي مشكلات صحية على الإطلاق، وكذلك الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الجلد.
احتياطات خاصة :
يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات بالنسبة للأطفال حينما يتعرضون للشمس، سواء في حمامات السباحة، أو ملاعب الكرة أو الحدائق مثل:
– استخدام كريم واق من أشعة الشمس (sunscreen). ويستحسن أن يكون من النوعيات التي تزيد فيها نسبة الحماية عن رقم 30 أو أكثر، فضلا عن أن يكون واسع المجال، بمعنى أن يحجب نوعيات مختلفة من أشعة الشمس، ويتم وضع الكريم الواقي من الشمس قبل نحو 15 إلى 30 دقيقة من التعرض للشمس، ويجب أن يتم تغطيته لجميع المناطق المعرضة للشمس، لتشمل: الأذنين، والرقبة من الأمام والخلف، واليدين، والذراعين.
ويستحسن تغيير الكريم الواقي من الشمس من وقت لآخر، ولكن يجب أن لا يستخدم الكريم الواقي للرضع أقل من عمر 6 شهور، ويجب عدم تعرضيهم لأشعة الشمس الحارقة إلا عند الضرورة القصوى.
يفضل التعرض للشمس في الفترات قبل الساعة العاشرة صباحا، أو بعد الرابعة عصرا، حيث تكون أشعة الشمس على أشدها خلاف هذه الفترات.
– يستحسن أن يرتدي الأطفال ملابس تغطي اليدين بالكامل، ويفضل أن يرتدي الأطفال ملابس فاتحة لتعكس ضوء الشمس بدلا من الألوان الداكنة التي تمتص الحرارة.
– يفضل أن يبتعد الأطفال والمراهقون عن حمامات الشمس الصناعية (tanning beds) (وهو جهاز ينتج أشعة فوق بنفسجية، وتستخدم في التجميل لإعطاء لون خمري)، ويقبل عليه المراهقون في مراكز التجميل، ولكنها تحمل خطورة طبية كبيرة، وبخاصة للأطفال والمراهقين في المرحلة العمرية من 12 وحتى 18 سنة، حيث تم تصنيف هذه الأجهزة من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها من مسببات سرطان الجلد (carcinogen)، خصوصا أن هذه الأجهزة تقوم بتكثيف الأشعة فوق البنفسجية على الجسم، وهي أشد خطورة من التعرض المباشر للشمس.