لم يحدد الله ذلك بسِّن، بل قال في جملة من يجب إخفاء الزينة عنه: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ} [النور : 31]، فالعبرة بالطفل الذي لا يُحْتَجب عنه أن لا يكون عنده علم في ما يتعلق بالنساء ولا اهتمام به، وهذا يختلف باختلاف غرائز الأطفال ونموهم، قد يكون الطفل إذا بلغ تسع سنوات؛ حصل له ما يحصل للرجال البالغين في ما يتعلق بالنساء، وقد يبلغ أحد عشر سنة وهو لا يهتم بهذه الأمور، ولا ينظر إليها، ولم تطرأ له على بال، ثم إن البيئة تؤثِّر، فإذا كان الطفل عند قوم يتحدَّثون كثيرًا عن النساء وعما هنالك؛ نَمَتْ فيه هذه الغريزة بسرعة وبسبق، وإذا كان عند قوم لا يتحدثون بمثل هذه الأمور، ولكنهم يتحدثون في أمور أخرى؛ ضُعُفَت عنده هذه الغريزة، ولم يهتم بها.
والحاصل أن ننظر للطفل، إذا كان ينظر إلى المرأة الجميلة نظرة غير نظره إلى المرأة التي دونها، أو علمنا أنه يتحسَّس أو يتلمَّس أشياء تدل على أن فيه الشهوة؛ فإنه يجب التحجُّب عنه، وإذا كان غافلًا عن هذه الأمور؛ فإنه لا يجب، لكنه لاشك أنه إذا بلغ العاشرة؛ فإن الغالب أن هذه الغريزة تنمو فيه.
للشيخ: محمد بن صالح العيثمن –رحمه الله-