في مقال لي سبق أن كتبته هنا بعنوان: الباحث عن السعادة ( لكل حزين قطّع قلبه الحزن ) أحببت أن أكتب هذه السلسلة من المقالات لأسعد قلوب الآخرين وأسأل الله تعالى أن يستفيد منها كل قارئ لها ….
لا تفكر بالانتقام ممن بث الحزن في قلبك واشكوا بثّك إلى الله تعالى وعلام تنتقم والدهر تكفّل بهذا لك بدون أن تشعر أحد الرجال خانته زوجته الحبيبة على قلبه كان يضع كل آماله فيها وكان من أشد الناس ثقة بها إلا أنها ضاعت وغرست سكينا كبيرة في قلب زوجها , فلما تركها ظن في نفسه أنها في فرح وسرور وهو لا يزال يقضي الليل بالبكاء والنحيب كان يقول في نفسه : أنا أحزن ويضيق صدري وهي الان تضحك وتتسلى مع الرجال , ويكثر من هذه الوساوس حتى اكتشف أنها قد انتقم الدهر منها على خيانتها ولم تذق طعم السعادة حتى بعد شهور طويل من خيانتها لزوجها , صحيح أنها حققت ملذاتها الا أنها لم تفرح إلا في وقت اللذة وفي سائر اليوم تعيش حياة المساجين إذا أصابهم المرض , وأظلمت عليهم السماء والأرض . فكان ظنه خاطئا في سعادتها على حزنه وفي تحقيق لذاتها على حرمانه وبؤسه .
فلا تستعجل الانتقام واتركه للبصير العليم المنتقم , فما من عمل أبشع من خيانة الأزواج لأزواجهم ومن الكذب والبهتان والزور .
ولو أيقنت ان حقك سوف تاخذه لتحقق هذا كما تستيقظ على الفجر بدون تنبيه فقد شهد الكثير من الناس أنهم إذا ناموا في الليل قالوا في أنفسهم يارب أريد أن استيقظ على الفجر لأصلي فتصدقهم نياتهم فيصدق الله عليها فيوقظهم بدون تنبيه وكذلك الطير إذا خرج في الصباح متوكلا جائعا عاد حامدا شبعا فتمتلئ حوصلته بالخير العظيم والرزق الكريم من أكرم الأكرمين ,
وهو طير فكيف بمن أكرمه الله وقال عنه في كتابه ( ولقد كرّمنا بني آدم ..) فان مكرّم إذا كنت ممكن يعظمون شعائر الله فلا تخرّب ذلك القلب بحب الانتقام وابذل الخير حتى لمن خانك وأفسد عليك حياتك واترك الانتقام للزمان حيث يعيد عليه الأحداث ويوجع قلبه بالحزن كما أوجعك ويزيد ..
و سأذكر لكم بعض أسباب الحزن فإما أنك تفكر بالغنى والمال وتنظر إلى حالك المعدمة وتشاهد الأغنياء كيف يتنعمون بالمال فتزداد الحسرة في صدرك فتحزن وتتألم وإما أنك تفكر بأولادك إن كنت متزوجا أو بزوجتك أو … ولقد لاحظت أن أسباب الحزن جميعها سببها الحاجة إلى شيء فالفقير محتاج للغنى في ظنه أنه يجلب السعادة له والغني محتاج إلى السفر في ظنه سوف يرتاح وهكذا الوالد محتاج إلى الولد ويظن أن الولد سوف يسعده وبعد أن تتحقق رغبة كل واحد منهم تتلاشى تلك الآمال لأن السعادة ليست بحاجة إلى هذا كله .
فلو أن الغني شارك جزءا من ماله للفقراء لشعر بإنجاز عظيم وفرح حتى لا تسعه الدنيا من الفرح ولو أن الوالد استخدم ولده فيما يرضي الله لنشأ وارتفع حتى يسعد به ولو أن الزوجة حافظت على بيت زوجها لرزقها الله السعادة وكذلك هو شان الفقير عندما ركز على الفقر ونسي تلك النعم التي احيطت به من سمع وبصر وحياة وراحة , فشعر بالحزن فلو انه ركز على النعم لقال ( الحمدلله)
كتبه ابراهيم الشملان
منقول
يسعدك الرحمن