الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى ثم أمابعد :
يقول أبو بكر الوراق : شهر رجب شهر البذر ، وشهر شعبان شهر السقيا ، وشهر رمضان شهر الحصاد .
فهلمي أختي نشمر عن سواعدنا ونستنهض الهمم فقد أوشكنا على بلوغ شعبان ، ذاك الشهر الذي يغفل عنه الناس وفيه ترفع الأعمال إلى الله ، فهو بمثابة السنة القبلية لرمضان .
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يارسول الله لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ماتصوم في شعبان ، قال : ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان و هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم . ( صحيح الترغيب والترهيب )
إذن فأول معنى ينبغي أن نقف عليه هو :
(( الوقفة الأولى )) :
هل نستحق أن نبلغ شعبان ؟
الله سبحانه وتعالى منّ علينا بهذه المنّة وهي بلوغ شعبان وليس لأننا نستحق ذلك … لا … ولكن لأنه سبحانه الكريم الأكرم الجواد الوهاب .
إذن فماذا علينا مقابل هذه النعمة ؟
بالطبع إدمان الحمد والشكر له سبحانه …. فالواجب العملي الأول في شعبان هو :
إستشعار النعمة وأداء شكرها لله تعالى .
قال سلام بن أسلم : كن لنعمة الله عليك في دينك أشكر منك لنعمة الله عليك في دنياك .
( للتوضيح ) : تخيل أنه جاءك رزق فجائي مقداره نصف مليون…. كيف ستكون فرحتك به ؟!!
حسنا هل فرحتك بقدوم شعبان أو ببلوغه هي نفس فرحتك بذلك الرزق ؟!!
فالأول أمر دنيوي … والثاني أمر ديني .
(( الوقفة الثانية )) : إسأل نفسك :
كيف سيرفع عملي ؟؟
فرفع الأعمال يكون :
يومي … كل عصر وفجر
أسبوعي … كل اثنين وخميس
سنوي … كل شهر شعبان.
فاستعد شريط الذكريات للسنة كاملة … وتذكر ذنوبك … هل هي كثيرة …عظيمة … تخاف أن ترتفع إلى الله عزوجل
حسنا … فالواجب العملي الثاني :
الفزع إلى التوبة من الذنوب والمعاصي بقلب خائف وجل .
ولا شك أن لديك رصيد حسنات وطاعات … لكن … لاتدري أنها ستقبل منك أم لا تقبل …!!
وهناك قاعدة تقول : اعلم أن العمل لايقبل منك حتى تخاف أنه لايقبل
قال عز من قائل : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
(( الوقفة الثالثة والأخيرة ))
أكثر من هذه الأعمال في شعبان :
1* دوام الذكر : ( الباقيات الصالحات )
ففي الحديث : { إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ، ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها ، أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به }
2* سورة الملك : تحافظ عليها وتقرأها بنية الشفاعة
ففي الحديث : { إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك }
3* الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
لأن الله سبحانه يثني بها عليك في الملأ الأعلى ويحط عنك 10 سيئات ، ويرفعك 10 درجات .
4* المحافظة على قيام الليل : فهو شرف المؤمن وفرصة للإستعداد لرمضان
5* حضور مجالس الذكر :
لأن الله عز وجل يباهي بهم الملائكة .
6* إنتظار الصلاة بعد الصلاة :
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا قد حفزه النفس قد حسر عن ركبتيه قال :
{ أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول :
انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة و هم ينتظرون أخرى }
7* جلسة العصر : ( أعتق تعتق )
في الأخير :
أكثر من الصيام في هذا الشهر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا ، كذلك الصوم هو العبادة الوحيدة التي تستحوذ الوقت كله من الفجر إلى المغرب … ففي كل ثانية أنت متعبد لله مادمت صائما .
هذا والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وأستودعكم الله أخواتي الغاليات ذاك لأني سأنقطع عن المنتدى في شهر شعبان ورمضان ، وإن بقيت بصحة وعافية ألتقيكم إن شاء الله في يوم العيد .
أسأل الله أن يشرح قلوبنا وصدورنا للإيمان وأن يجعلني وإياكن من عباده الصالحين .
أختكن …. ( أريج الربيع )
بارك الله فيك واحسن اليك
اللهم آمين … جزاك الله خيرا غاليتي
وتقبل الله مني ومنك
وجعلني وإياك من أهل الفردوس الأعلى
آمين
لا عدمت مرورك و نورك غاليتي
جزاك الله خيرا … ودمتِ بكل
صحة وعافية .
ونفع بك
وثابك الجنة