.
.
منذ كنت لاشيء ، كُتِبَ في اللوح المحفوظ تاريخ مولدي ، وحياتي وسعادتي وشقائي ، وحتى لحظةُ مماتي .
فأصبحت علقةً في رحمِ أمي ، فمضغة ، وبث في أحشائهاا روحي ، بدأت لحظة الصراع !
تسعة أشهر كنتُ على مشارف أبواب الحياة وظلماتهاا .
فأُطلقت صرخة الوجود .
غُلِفتُ بقطعة قماشٍ بيضاء ، نقية كنقاء روح لم يعتريهاا أثمٌ ولا إنسٌ ولا جان .
* * *
فغدوتُ طفلاً ثم شاباً ، وأدركتُ أني في مضمارِ سباق ، إما أن أحصد وأجني لأقطف ثمار الفلاح ، وإلا سيكون مصيري الخسران .
لكن الحياة تصفعني من كل جانب ، بهمومٍ بأهآت ، بماضي ربما يكون عثرةً على مستقبلي ، وحاضر يرتجي لرسم حلم ، وبينهماا ملهيات وإغراءات دنيا فانية .
وبين النفسُ المدركة والطامعة بالفوز بجنة الأرض وجنةُ السماء .
* * *
نفسٌ تأمر بالعصيان واقتراف السيئات .
أقاتلُ الأهواء ، وأجاهد الغوى ، ولكن الشيطانُ وسواسٌ خناس .
أعملُ معصية فماأنا إلا مجرد إنسان ، أعصي بسهوٍ وتارةً عن عمد ، وفي داخلي ضمير يناشد صحوة الخوف من غضب الباري .
أنسى في يومي تلاوة قرآني وأنسى حتى أذكاري ، وأعود مع نفسي أحاسبها ، أعاتبها ، وأزجرهاا .
وأقول إلا تستحي من الخالق الوهابِ
أستحي منك ربي على حسن عطائك ، وظلم نفسي لنفسي وكيف سيكون يومُ التلاقي؟!
كأي إنسانٍ عادي .. تصيبني العثراتُ والأتراح وتحيطني الظلمات واليأسُ يطرق بابي ، فتُفتحُ نافذةً من السماءِ بنورِ رباني ، ويلقي بداخلي السكينة ويلهمني بوعدٍ أن الألم والهم فاني .
* * *
رحماك ربي .. في ضيقتي أجدك من كل جانب ، وأنساك أنا في شدتي ورخائي .
ولكن قلبي ينبض بحبك ياإلاهي ، فأكرمني رضاك والنظر إلى وجهك واجمعني مع خير الأنامِ .
وتسلبني الحياة عمري وأيامي ، وأضحيت كهلاً وخطوط الكِبر نُحِتت على محياي ، واعترتني لحظةُ المنية واقترابِ الممامتي
فزاد خوفي ، وزاد رجائي .
خوفي من أن أترك الأهل والأحبابِ ، وخوفي من وحشة القبرِ ولحظة الحسابِ .
* * *
أدعوك في سري بأن تثبتني يوم البعث ، ويوم الحشر وعند السؤالِ
ماجنيته في حياتي هاأنا سأتركه ، وأحمل معيَ فقط حقائب حسانتي
وأعودُ كما أتيت مغلفاً بقطعةِ قماشٍ ، بيضاءُ منظرها
ولكن هل ستكون الروح نقيةً كنقائها يوم ولدّت ولمستُ نورالحياةِ؟!
* * *
مما راق لي كتب الله لي ولكم الفائدة
اختى فى الله مهاتى
اللهم إني أسالك الجنة وأستجير بك من النار
تقبلي مروري تحياتي لك مع التقدير .
.
حياكم الله عزيزاتي الغاليات
وكتب الله لنا المنفعة
والأجر إن شاءالله..