الامم اليوم تتعلق برموزها وتنصب لهم تذكارية تطوف بهم وتقدسهم وتردد ثناءهم صباح مساء ونحن لا رموز لنا ولا قداسة عندنا رجل واحد جعله الله اماما لنا لانه معصوم وقد جعله الله تعالى قدوة لنا رجل يحمل الطهر والعفاف والنزاهة والعدل والحق …… فالهذا اضع بين أيديكم قصص عظيمة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
قصة عرضه صلى الله عليه وسلم على قومه عند وفاة أبي طالب
عن أبي عباس _رضي الله عنهما _ قال :
لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش , فيهم أبو جهل , فقالوا : ان ابن أخيك يشتم الهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول , فلو بعثت اليه فنهيته.
فبعث اليه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين ابي طالب قدر مجلس رجل , قال فخشي ابو جهل ان جلس الى جانب ابي طالب أن يكون أرق له عليه , فوثب فجلس في ذلك المجلس , ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه فجلس عند الباب , فقال له أبو طالب : أي ابن أخي , ما بال قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم الهتهم وتقول وتقول ؟
قال : وأكثروا عليه من القول .
وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا عم اني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي اليهم بها العجم الجزية )
ففزعوا لقوله , فقال القوم : كلمة واحدة !! نعم وأبيك عشرا : فقالوا : وما هي ؟
قال أبو طالب : وأي كلمة هي يا أبن أخي ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (لا اله الا الله ) فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون : (أجعل الالهة واحدا ان هذا لشئ عجاب )
قال: ونزلت من هذا الموضوع _ الى قوله تعالى ( بل لما يذقوا عذاب )
واثابك الله خير الجزاء..
اليوم اقص عليكم قصة جديدة لرسولنا عليه الصلاة والسلام واتمنى من الله ان تكون في ميزان حسناتي
بسم الله نبدأ
قصة المثل الذي ضربه الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم لامر العباد بطاعة الله
عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود قال:
صلى رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام العشاء , ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود حتى خرج به الى بطحاء مكة فأجلسه , ثم خط عليه خطا , ثم قال : ( لا تبرحن خطك فأنه سينتهي اليك رجال فلا تكلمهم , فأنهم لن يكلموك ) ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد , فبينما أنا جالس في خطي اذ أتاني رجال كأنهم الزط (1) : أشعارهم وأجسامهم , لا عورة ولا أرى قشرا , وينتهون الي ولا يجاوزون الخط , ثم يصدرون الي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا كان اخر الليل , لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءني وأنا جالس , فقال : ( لقد أراني منذ الليلة ) , ثم دخل علي في خطي فتوسد فخدي ورقد , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رقد نفخ , فبينما أنا قاعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخدي , اذ انا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال فانتهوا الي , فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة عند رجليه , ثم قالوا بينهم : ما رأينا عبدا قط ما أوتي هذا النبي , ان عينيه تنامان وقلبه يقظان , اضربوا له مثلا : مثل سيد بني قصرا ثم جعل مائدة , فدعا الناس الى طعامه وشرابه , فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه , ومن لم يجبه عاقبه , او قال : عذبه .
ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك , فقال : ( اسمعت ما قال هؤلاء ؟ وهل تدري من هم هؤلاء ؟)
قلت : الله ورسوله أعلم , قال : ( هم الملائكة , فتدري ما المثل الذي ضربوه )
قلت : الله ورسوله أعلم , قال: ( المثل الذي ضربوه الرحمن بنى الجنة ودعا اليها عباده , فمن أجابه دخل الجنة , ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه )
الزط : جيل من أهل الهند
ولي عودة غدا مع قصة جديدة من قصص رسولنا الكريم ان شاء الله
استودعكم الله