إن من أبرز عناصر القوة في العلاقةالزوجية، وكما نعلم جميعاً، هو عنصر المشاركة في الجهد, وفي التفكير, وفي العطاء, وفي المسؤولية مع هامش استقلالية لكل طرف في قسط من المسؤولية.
وتتمثل هذه الاستقلالية في بعض الأنشطة البيتية والأنشطة القائمة أو النافذة خارج البيت وتغليب روح ومبدأ التخصص في بعض جوانب التنفيذ للمسؤوليات الذاتية والمشتركة، ويعني هذاالمشاركة في بعض العناصر واستقلالية وحرية في مجالات أخرى، لكي لا يتسطح أحدالطرفين وتضمر شخصيته ويطغى طرف آخر، وتتصلب شخصيته، وتجف ينابيع عطائه وثقته بالآخر، وبالتالي ينشأ حاجز نفسي وذهني كبير يجفف قنوات التواصل ويفقر العلاقة.
فمثلاً لو أن ستارة اتفق رأيهما عليها، أو سيارة أتفق رأيهما على لونها وموديلها، ستظل إلى الأبد مرتبطةروحياً ونفسياً بهما، وتظل عنصر ارتباط وجذب عاطفي ونفسي بين الزوجين.
ولايخفى أن المشاركة بدءاً من التخطيط ، ووصولاً إلى الاقتناء، ستعزز -بلا شك- ثقة كلطرف بنفسه, وبكفاءته العقلية والاقتصادية وأهميته المحورية في بيت الزوجية، وتعززبالتالي من حبُه واحترامه للآخر الذي استشاره ومنحه فرصة إبداء الرأي، كما أن مثل هذه المشاركة، سترفع من قدر الواحد بعين الآخر، كما ستعزز الثقة الحياتيةوالاقتصادية والاجتماعية لكلا الطرفين -ولو بحدود- مثل هذه التطبيقات البسيطة،فالثقافة الحياتية، هي تراكم معرفي من كم من العمليات الشرائية والاقتنائية والتبادلية البسيطة، لا تقل فيها أهمية شراء حفاظة طفل عن إدارة صفقة في البورصة،إذ من النجاحات الصغيرة، تتفتح الآفاق للنجاحات الكبيرة، وبالتالي فالمشاركة تُغني الخبرة والثقافة، وتأسيساً على ذلك تضيق فجوات الاختلاف في التفكير والثقافة،وبالتالي لا يقوم بين الزوجين سد من اختلاف الآراء، واختلاف المستوى الثقافي، والذييشكل أخطر عناصر الهدم للبيوت السعيدة.
إن بذر بذرة المشاركة المباركة، ومنالأيام الأولى للزواج، سيتحول مع الزمن إلى عادة ضرورية وحيويةلاستمرار العلاقة الزوجية ونجاحها.
هذان اللذان ارتبطا بعقد شرعي وتعاهدا وتعاقدا،على العيش معاً إلى الأبد في هذا البيت أوذاك وبين تلك المقتنيات أو هذه، وبالتالي
فكلما أحسنا معاً المشاركة وأفسحا لبعضيهما منافذ إبداء الرأي وإسداء النصح وتبادل الخبرات، أمكن لهما أن ينجحا في أن يضعا في كل شبر من أرجاء بيتهما المشترك بصمات مادية ذات لون ونكهة وأشكال، حبيبةلكلا القلبين والروحين، لأنها ثمرة الفكر الواحد والرأي الواحد والقناعة والحلم الواحد.
وعلى العكس فتجاوز رأي الآخر، هو تجاوز لشخصيته ووجوده، وبالتالي تعطيله إن لم نقل منعه من التعاطف الحبي مع هذا المقتني أو ذاك، وتخيلوا كمالصراعات التي تحدث في بيوت كثيرة بسبب أنانية هذا الطرف أو ذاك واعتداده برأيه،وتجاوزه للآخر في المشورة والمشاركة
م ن ق
يسلمو حبيبتي مشاركة قيمة