ظلم المراة المسلمة
الرجل والمراة في ميزان الاسلام جناحان لاتقوم الحياة الانسانية ولاترقى الا في ظل عملية تنسيق ومواءمة بينهما …فالله خلق المراة للمهمة ذاتها التي خلق من اجلها الرجل قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )واناط السعادة بتحقيق كل من الرجل والمراة لهذه المهمة ..والتعاسة والشقاءبالاعراض عنها قال تعالى (فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى )
في الاسلام ليس هناك مجال كي يظلم الرجل المراة لان الرجل لايحكم بهواه …بل هو محكوم بشريعة الله كما ان المراة محكومة بشريعة الله ..ويحق لنا ان نتساءل عن السبب الذي من اجله تاخرت المراة المسلمة وعن سبب الظلم الواقع عليها في ديار المسلمين
السبب في ذلك ان كثيرا من الاوضاع في ديار المسلمين بعيدة عن الاسلام ..في السياسة والاقتصاد والتعليم والاجتماع …وبسبب هذا البعد عن الاسلام نشات اوضاع فاسدة ..ان الظلم الواقع على المراة في ديار الاسلام كالظلم الواقع على الرجل سواء بسواء ليس سببه الاسلام الذي ندين به ..بل سببه البعد عن الاسلام ومحاولة فصل الدين عن الحياة …اننا لانتعامى عن الاخطاء ولا نسوغها ونفلسفها …هناك ظلم حاق بالمراة …واوضاع فاسدة تحيط بها .هناك من العلماء فهموا الاسلام فهما خاطئ لم يفهموا الكتاب والسنة الصحيحة فاعتمدوا على احاديث ضعيفة وموضوعة في فهمهم للاسلام فهم فيه التزمت والبدع والخرافات فاساءوا اكثر مما ارادوا..ان يصلحوا هؤلاء تربعوا على منابر الوعظ هذا القسم يرى ان المراة لايجوز ان تتعلم ولايجوز ان تخرج من بيت والدها الا الى بيت زوجها والخرجة الاخرى لاتكون الا الى القبر وان صوتها عورة وانها هي سبب كل ماعانته البشرية من عهد ادم ابي البشر الى اليوم لانها التي حرضته على الاكل من الشجرة حتى اخرج من الجنة ..للاسف هذا الصنف من الوعاظ يتربع كما قلنا على منابر الوعظ في بلاد المسلمين يستدلون على بعض ما يدعون ببعض النصوص الدينية التي ربما لم تكن صحيحة بل احاديث ضعيفة وموضوعة او فهموا النصوص الصحيحة على غير وجهها .وهناك من الناس من يكلف المراة فوق طاقتها ولا يرحم ضعفها …هناك الاباء القساة والازواج الجهلة ..الذين يضربون بناتهم وزوجاتهم ضرب الابل
نحن ندرك ذلك ولانتعامى عنه ونعلم ان هذ مرض من امراض الامة الاسلامية في رجالها ونسائها واطفالها ولكن لانريد ان نعالج الخطا بخطا اخر ولا نريد للمراة المسلمة بسبب تلك الاخطاء التي وقعت عليها ان تهجر اسلامها وتستورد من الحضارة الغربية ما هب ودب وان الاسلام سبب ظلمها كما يريد ادعياء التحرر والتقدم للمراة في ديار الاسلام اننا لسنا في حاجة الى ان نتسول من غيرنا ونحن اغنياء ان تسول القادر لايجوز فكيف نتسول من مائدة غيرنا وقد اغنانا الله بالاسلام نحن نعلم ان العلاج يكون في اتباع الاسلام الصحيح البعيد عن البدع والخرافات والالتزام بالكتاب والسنة الصحيحة ان في اتباع الاسلام الصحيح غير الاسلام المزيف الخرافي فيه الخير الذي اصلح الحياة من قبل ورحم الله الامام مالك حيث يقول (لايصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها )
اريد ان اقول للمراة المسلمة جاهدي وناضلي في سبيل اعلاء كلمة الله وسيادة الشريعة الاسلامية …فان فعلت فقد ناضلت لاقرار الحق الذي سيعود خيره عليك وعلى بنات جنسك وبني جنسك ايضا
انك اذا رفضت العودة الى الاسلام الصحيح وبقيت بالاعتماد على الاسلام المزيف الخرافي البدعي المتزمت الذي يعتمد على الاحاديث الواهية والموضوعة وعلى التصوف الفلسفي …فلن تxxبي شيئا وستخسري كل شئ …وحذار من التردي في المنحدر الذي تردت فيه المراة في ديار الغرب ..واذا كانت المراة هناك لها بعض العذر لانها لاتجد الدين الذي يحفظ لها حقها …فما عذر المراة في ديار الاسلام وقد انزل الله لها الدين الذي يحفظ لها كل ماتصبو اليه المراة العاقلة الواعية
واقول للمراة في ديارنا ..ليست حقوق المراة مجرد خطابة وكتابة ومقابلات وسفرات وحفلات ..ان العمل الجاد البناء هو الميدان الذي تستطيع ان تثبت فيه المراة كفاءتها …اننا نريد النساء اللواتي يبنين الاجيال فيصعن بهم التاريخ …نريد المراة التي تتحسسالام المجتمع واحزان اليتامى والثكالى والفقراء …المراة التي تشعر بماساة الامة ومصائبها …التي تدفع من مالها وتنفق مما اعطاها الله …
لانريد المراة في بلادنا مجرد ببغاء تردد مايقال ..وتلبس كل ما يصنع لها ..وتملا فكرها بكل ما يكتب وتنساق وراء كل نزوة ..وتجري وراء كل بريق خادع
لانريد المراة مجرد دمية تقف في المجامع والمحافل متعطرة متزينة فيشد الحاضرين جمالها ..ولا يفقهون مما تقوله شيئا
نريد ان يكون للمراة شخصيتها اللمتيزة في العقيدة والفكر والسلوك واللباس ونمط الحياة
نريد المراة المسلمة ..التي تزن الامور بميزان السماء …وتنظر الى الحياة من خلال القران والسنة الصحيحة وتنظر وهي في الدنيا الى الدار الاخرة ..وتتخذ من الاسلام الصحيح غير الاسلام المتزمت المزيف منهجا وطريقا ومن الرسول صلى الله عليه وسلم اسوة وقدوة
هذه المراة التي نريد …وهي التي تستطيع ان تحقق في واقع الحياة الشئ الكثير لنفسها ولغيرها