صورة من الذاكرة
عندما رأيته .. رأيت الدفئ بين جفنيه
عندما رأيته .. رأيت الحب في ناظريه
عندما رأيته ..أحسست بالأمان بين ذراعيه
لست أدري ماذا حدث لي حينها
كل ما أذكره أنني أحببته بكل إندفاع
أذكر أنني أمنته على روحي
أذكر ذات ليلة
أنني أخبرته عن مكنون نفسي
بكل صدق وبراءة
أذكر أنه حينها
كان يمثل لي تلك الجزيرة الخلابة
المعطاءة الهادئة
التي تعطي ولا تأخذ
جلست ليلتها أحكي وأحكي وأحكي
أذكر أن الليالي توالت
وإنه كان النبع الذي لا ينضب
النبع الذي أرتوي منه
أذكر أنه كان يعطيني
كل ما أحتاج إليه وزيادة
أذكر أنه كان يعوضني عن كل ما فقدت
أذكر انه كان يوعدني بالكثير
ثم وفجأة وبدون مقدمات
أذكر أنني إكتشفت
كم كنت معتوهة
حينما صدقته ووثقت به
ويا للأسف
أحببت و أهدرت الكثير من الوقت
أذكر أنني تألمت
أذكر أنني بكيت
أذكر أنني صدمت
ومرت الأيام وكبرت
لأتذكر كم كنت طفلة
أذكر أنني ضحكت وضحكت من أعماق قلبي
أذكر أنني لم تعد الصورة واضحة في ذاكرتي
وها أنا الآن
أشعر كأنني كنت طفلة وحيدة
تفتقد إلى الأب
إلى الأخ
إلى الرجل في حياتها
لتجد فجأة
رجل عظيم ما هو إلا صورة مبرزخة
وملمعة ومزينة بكل أنواع الزينة
طفلة فتنت بالجمال وإحتفظت بالصورة
بالرغم من أنها تحوي أشياء لم تفهمها
لتكبر هذه الطفلة وتجد أن الصورة ماهي إلا
رسم كاريكاتيري لأشباه الرجال
وتحتاج إلى تعليق مضحك
أمسكت الطفلة(الكبيرة) بالريشة
وكتبت التعليق
()
يا للسخافة
تقبلي مروري
سلمت يداكي علي تلك الكلمات