لتعش رمضان طوال العام
من الحماس الشديد.. إلى الفتور.. من الاجتهاد إلى العبادة على حرف.. هذا هو حال كثيرين بعد رمضان.. حيث يكثفون طاعاتهم في هذا الشهر الكريم صلاة وقراءة للقرآن وصدقة وصلة أرحام.. وبعد انتهائه يعود كل شيء لما كان عليه.. فيصلون وهم كسالى.. ويهجرون القرآن وتشح النفوس وتتقطع الأرحام ويصبح رمضان بنفحاته الرائعة مجرد ذكرى!
كيف يكون رمضان (12) شهراً لا شهراً واحداً، وكيف يظل منحنى الطاعة فيه وفي بقية الشهور بعده في قمته؟
1) الصلاة:
كما أمر الله تعالى، وكما أرادها، فالرجال يصلون في المساجد، والنساء يصلين في أول الوقت، مهما كانت الالتزامات، مع الالتزام بالنوافل، وفى رمضان تكون العبادات سهلة نتيجة رقة قلب المؤمن، فيجب أن يكون رمضان فرصة لتدريب النفس على السنن القبلية والبعدية، وصلاة الضحى، وصلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة، أما صلاة التراويح التي نستطيع أن نصليها كل يوم ثماني ركعات، فلتكن بداية لصلاتنا قيام الليل طوال العام.
2) تدريب النفس على الخشوع في الصلاة:
وتفهم معانيها حتى نتلذذ بالصلاة، وننتظرها، ومن لا يستطيع الوصول لهذه المعاني الطيبة في رمضان، فلن يستطيع في غيره.
3) القرآن:
والحرص على ختم قراءته بأقصى طاقة ممكنة، فقد كان الإمام أبو حنيفة يختم القرآن 60 مرة في شهر رمضان، ورغم أن القرآن يجب قراءته بتدبر، فيمكن في رمضان قراءته من أجل الحسنات، فالحسنة بعشر أمثالها، وكل حرف بحسنة، فأنت في رمضان في سباق مع الزمن.
4) القيام:
وهو عبادة نحرص عليها في رمضان، ويجب أن نعاهد الله، ثم أنفسنا على أن نكمل القيام بعد رمضان.
5) الإنفاق:
النفس مجبولة على حب المال، فإذا أنفقته في سبيل الله، فهذا يعني أن حبك لله يفوق حبك للمال، ولنجعل الصدقة يومية في رمضان قلت أو كثرت حتى نعتاد الإنفاق باستمرار بعد رمضان.
6) صلة الرحم:
من الأمور المهمة في رمضان، وأقول للمرأة لا ترفضي الولائم لتتفرغي للعبادة، ولكن لا تتكلفي في هذه الولائم، وابتعدي عن الأمور التي ليست من الشرع كالإسراف في الطعام، والتفاخر والتباهي، فالنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على إفطار الصائم ولو على تمرة، والاجتماع على الطعام قد يكون خيراً من عبادة أربعين يوماً، كما يقول سيدنا على بن أبى طالب؛ لأنه يرقق القلوب، ويشيع البساطة بين الناس، ويا حبذا لو دعونا إلى بيوتنا من كانت بيننا وبينهم مشكلات وشحناء لإصلاح ذات البين، فالله تعالى يغفر للناس في كل اثنين وخميس، إلا اثنين بينهما شحناء فينظرهما حتى يصطلحا، فلننبذ خلافاتنا، ونصل من قطعنا لله تعالى.
7) أمسك عليك لسانك:
عود لسانك على قول الحق، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والبعد عن الغيبة والمحرمات، والكفِّ عن الصوت العالي مع الزوج والأولاد والجيران { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } ، وليكن اللسان رطباً بذكر الله.
8) احذر التلفاز:
فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فرمضان وقته ثمين وغال، ولا وقت لنضيعه، كما أن التليفزيون مليء بالعري، والسفور، ونحن في غنى عن ذلك.
9) الاهتمام بالدعوة إلى الله:
ذلك أن القلوب في رمضان تكون مستعدة للهداية والبعد عن المعاصي.
10) الاعتكاف:
يمكن للمرأة أن تعتكف في البيت، ويعتكف الرجال في المساجد، كسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الإقلال من الطعام في العشر الأواخر حتى لا تقضي المرأة وقتها في المطبخ، ومن يجتهد بنية صادقة سيرزقه الله ليلة القدر، فهي هدية من الله عز وجل للمتقين.
11) التوبة إلى الله عز وجل:
غسل النفس من ذنوبها وأدرانها خلال هذا الشهر، والعزم على عدم العودة إلى الذنوب والندم على ما فات، ورد المظالم لأصحابها.
جدول الحسنات:
يمكن تحويل هذه النصائح إلى خطة عملية من خلال جدول يومي، يحدد فيه الصائم كل يوم مدى التزامه الطاعات الواردة فيه على أن يظلل لوناً غامقاً أو أسود في الخانات التي لم يفعلها، فإن كانت مساحة السواد أقل في نهاية رمضان فهذه بشرى بياض صفحته يوم القيامة إن شاء الله وندعو الله ألا يجد مسلم في جدوله المساحات السوداء أكثر، والعياذ بالله .
ونختم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب إليك
سبحان الله
والحمد للــــــــــه
و لا اله الا الــــــــــــــــــه
والله اكــــــــــــــــــــــــــــــــــــبر
وجزاك الله كل الخير