تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ذروة خصوبة المرأة حياة زوجية

ذروة خصوبة المرأة حياة زوجية 2024.

ذروة خصوبة المرأة

خليجية

ذروة خصوبة المرأة

في تجربة علمية تم تدريب امرأة تبلغ من العمر 21 عاما بعناية لكيلا تستجيب لمغازلة أي فرد يفد إلى المختبر على مدار عدة شهور. وحافظت هذه المرأة على الحد الأدنى من التواصل بالعين والمحادثة، ولم تستخدم مطلقا ماكياجا أو عطرا، واحتفظت بتسريحة بسيطة لشعرها، وهي تسريحة ذيل الحصان، وكانت دائما ما ترتدي سراويل الجينز وقميصا عاديا.

وكان كل الشبان يعتقدون أن هذه المرأة كانت ببساطة طالبة زميلة في جامعة فلوريدا الحكومية تشارك في التجربة، التي ضمت في الظاهر هذه المرأة ورجلا آخر. ولكن التجربة الحقيقية جاءت خلال مرحلة لاحقة، عندما قيم كل رجل درجة جاذبيتها. وكان بحث سابق قد أظهر أن المرأة في فترة الخصوبة من دورتها الشهرية تبدو أكثر جاذبية، وقد تم ملاحظة نفس التأثير هنا، باستثناء عندما تم تقييم هذه المرأة من قبل رجل لم يكن يرتبطا بالفعل بعلاقة مع أي شخص آخر.

تقييم الأنوثة

* وقد صنفها أشخاص آخرون، وخصوصا الأشخاص الذين يحبون إقامة علاقات رومانسية، على أنها أقل جاذبية بشكل بارز عندما كانت في ذروة فترة الخصوبة، من المحتمل لأنهم أحسوا في مستوى معين بأنها كان تفرض في هذه المرحلة أكبر تهديد لعلاقاتهم طويلة الأجل. ومن أجل تجنب التعرض لإغراء الفتنة، كان المشاركون قد أخبروا أنفسهم بوضوح أنها لم تكن بهذه الدرجة من «السخونة» على أي حال.

وكانت هذه التجربة جزءا من التوجه الجديد في علم النفس الارتقائي من أجل دراسة جوانب «الحفاظ على العلاقة العاطفية». وقد أكدت أبحاث سابقة على جوانب مثل: كيف يدفعنا التطور للقاء الناس ومصادقتهم، وكيف يختار الرجال والنساء شركاء لهم عبر البحث عن حلول مثل التناسق في الوجه وشكل الجسم والوضعية الاجتماعية والموارد.

وكان الاختيار الطبيعي يفضل الأشخاص الذين يبقون معا لفترة طويلة بشكل يكفي لتربية أطفال، أي الرجال والنساء الذين يمكنهم الاحتفاظ بعلاقة عاطفية من خلال الحفاظ على سعادة شركائهم. وكان يمكن أن يستفيد هؤلاء الأشخاص من ميزة الاحتفاظ بإخلاصهم، أو على الأقل الاستعداد للظهور بشكل مخلص بينما كان يغش بعضهم بعضا بتروٍّ.

وكان من المحتمل أن بعض الرجال في فلوريدا كانوا يحاولون فقط الظهور بمظهر عفيف وشريف عبر التقليل من درجة جاذبية المرأة، بنفس الطريقة التي يمكن أن يرفض بها أي رجل بشكل فوري أي امرأة تشير إليها زوجته. ولكن جون مانر، المؤلف المشارك في الدراسة، يقول إن هذا الأمر مستبعد لأن الرجال دونوا إجاباتهم بشكل خاص ولم يتوقعوا أن يرى أي فرد التقديرات باستثناء الباحثين.

وقال الدكتور مانر، الذي قام بالعمل مع سول ميلر، الباحث النفسي وزميل جامعة فلوريدا الحكومية: «يبدو أن الرجال كانوا يحاولون بالفعل التخلص من أي إغراء كانوا يشعرون به تجاه المرأة في فترة الإباضة. إنهم يحاولون إقناع أنفسهم بأنها كانت غير مثيرة. وأشك في أن بعض الرجال قد صدقوا بالفعل ما قالوا. وربما كان آخرون لا يزالون يشعرون بالانجراف التحتي لرغبتهم المحرمة، ولكنني أراهن على أن مجرد التعبير عن افتقادهم الجاذبية قد ساعدهم على كبح إغراء الفتنة».

وقد يبدو من الصعب الاعتقاد بأن الرجال يمكن أن يفرقوا بين امرأة في ذروة فترة الخصوبة ببساطة عبر الجلوس بجوارها لدقائق قليلة. وقد افترض علماء لفترة طويلة بأن عملية الإباضة لدى البشر كانت مختفية عن كلا الجنسين.

ذروة الخصوبة

* ولكن الدراسات الحديثة كانت قد اكتشفت وجود تغيرات كافية في التلميحات والسلوكيات عندما تكون المرأة في هذه المرحلة من ذروة الخصوبة. وكلما ارتفعت درجة صوت المرأة يقيم الرجال رائحة أو «شذى» جسدها على أنها أكثر جاذبية وتستجيب أجسامهم بإفراز مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون.

وقال مارتي هاسيلتون، إخصائي علم النفس في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجليس: «الشيء المدهش فعلا في هذه الفترة هو أن الجاذبية تحلق بحيث لا يكتشفها رادار الإدراك. ويتأثر كل من النساء والرجال بعملية الإباضة، ولكننا لا نمتلك أي فكرة عما إذا كانت هذه العملية هي التي تدفع تلك التغيرات الأساسية في سلوكنا. ويوضح هذا الأمر بأننا نشبه كثيرا الكائنات الثديية الأخرى بشكل أكبر مما كنا نعتقد».

وفي هذه المرحلة من ذروة الخصوبة تكون النساء أكثر اهتماما بالذهاب إلى الحفلات، ويرتدين ملابس أكثر جاذبية (حسب حكم كل من الرجال والنساء). كما تتغير توجهات بعض النساء تجاه شركائهن، وفقا لبحث أجراه الدكتور هاسيلتون برفقة زميلة في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجليس، وهي كريستينا لارسون، إلى جانب الباحث ستيفن غانغستاد من جامعة نيو مكسيكو. وقال الدكتور هاسيلتون إن «النساء اللائي يمتلكن علاقات ثابتة مع الرجال الذين لا يتميزون بأنهم جذابون من الناحية الجنسية يبدأون فجأة في ملاحظة رجال آخرين ومغازلتهم. وتبدو هؤلاء النساء أيضا أكثر حساسية تجاه شركائهن الثابتين ويشعرن بأنهن أقل جاذبية تجاههم في هذه الأيام القليلة قبل الإباضة. ولكن هذا لا يعني بأنهن يخططن لتركهم».

وأضاف الدكتور هاسيلتون: «هؤلاء النساء لا تظهر لديهن أي تغيرات في مشاعر الالتزام العاطفي، ولا يرغبن في ترك شركائهن الثابتين. وهن يرغبن فقط في النظر حولهن إلى الرجال الآخرين».

الخيانة الزوجية

* وهذا يتوافق مع تفسير «الجينات الجيدة» الارتقائي للخيانة الزوجية، ذلك أن الاندفاع السريع تجاه شاب وسيم يمكن أن يؤدي إلى ولادة طفل بجينات أفضل، سوف يمتلك وفقا لذلك فرصة أفضل لوراثة جينات الأم. ولكن هذا النوع من الخيانة خطير إذا اكتشف الشريك غير الجذاب طويل الأجل للمرأة هذا الأمر وتركها بمفردها لتربية الطفل. لذا، من المنطقي بالنسبة لها أن تحد من المخاطر عبر عدم التقيد بالإخلاص فقط في الفترات التي تكون خلالها في فترة الخصوبة. وبهذا المنطق الارتقائي، من المنطقي لشريك تلك المرأة أن يكون في غاية القلق عندما تكون في فترة الخصوبة، وهذا ما حدث بالضبط في العلاقات التي تعقبها الدكتور هاسيلتون والدكتور غانغستاد، حيث أصبح الرجال غير الجذابين غيورين بشكل خاص وشاركوا في حراسة شريكاتهم بشكل أكبر خلال مرحلة الخصوبة العالية – ربما لأنهم كانوا يشعرون بالإشارات البدنية الرقيقة، أو ربما لأنهم يمكنهم رؤية الغزل العلني فحسب.

وهناك طريقة واحدة آمنة لكل من الرجال والنساء للبقاء في علاقة من أجل تجنب حتى مجرد النظر إلى بدائل مغرية، ويبدو أن هناك آليات عقلية رقيقة توقف تجول العين، حسبما توصل الدكتور مانر وزملاؤه في جامعة فلوريدا الحكومية في تجربة تفحص الالتحام الانتباهي للبشر.

وبعد تحريك الرجال والنساء المشاركات في التجربة بومضات سريعة لكلمات مثل «الرغبة» و«قبلة»، عرضت عليهم سلسلة من الصور المثيرة وصور أخرى. ولم يتمكن الرجال والنساء العازبات في الدراسة من منع أنفسهم من التحديق في صور الأشخاص الذين يتمتعون بالوسامة من الجنس الآخر – وكان تحديقهم يطول على تلك الجوانب الساخنة حتى عندما كان من المفترض بهم النظر إلى صورة جديدة تظهر في مكان آخر على الشاشة.

الإخلاص العاطفي

* ولكن الأشخاص الذين كانوا بالفعل في علاقات استجابوا بشكل مختلف، حيث نحّوا وجوههم بشكل أكثر سرعة عن الوجوه الجذابة. والتحرك تحت الإدراكي مع كلمات تتعلق بالجنس نشطت بشكل واسع بعض الآليات الوقائية غير الإدراكية، حيث كان البعض يقولون: «لا تغروني! أنا لا أرى شيئا! أنا لا أرى شيئا!».

وهذا خبر جيد لأنصار الإخلاص العاطفي، ولكن هناك تحذير من دراسة تالية أجراها الدكتور مانر برفقة سي ناثان ديوول من جامعة كنتاكي وباحثون آخرون. وفي هذه المرة صعب الباحثون بمهارة من عملية توجيه اهتمام إلى الوجوه الجذابة. واستجاب الرجال والنساء عبر محاولة النظر إلى الفاكهة المحرمة بشكل أكثر جدية. وبعد ذلك عبروا عن رضا أقل عن شركائهم وأبدوا اهتماما أكبر بالخيانة.

والدرس الذي يمكن أن نستمده هنا هو أن الإفراط في «حراسة ومراقبة الشريك» قد يقف في طريق «الحفاظ على العلاقة العاطفية».

وقال الدكتور مانر: «لن نرغب من شريكنا في النظر إلى الكثير من الأشخاص الآخرين، لأن هذا أمر سيئ للعلاقات العاطفية. وفي نفس الوقت فإن منعهم من النظر لا يقدم مساعدة أيضا، ويمكن أن يحقق نتائج عكسية. وإذا ما تم ترك الشركاء يقررون مصيرهم، سواء بشكل واعٍ أو غير واعٍ، فإنهم قد يتمكنون من كبح أنفسهم فحسب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.