أشارت دراسة علمية إلى أن تعلُّم لغة ثانية (غير اللغة الأُم) يجعل الدماغ أكثر قدرةً على التفكير والإبداع، وقالت خلاصة دراسة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تعلم لغة جديدة يعزز الدماغ ويجعله أكثر قوة.
ويعتبر التعلم في الصغر من أفضل سبل تطوير عمل الدماغ، فعندما يبدأ الطفل في تعلم اللغة تزداد قدرة المادة (السنجابية) في الدماغ على التمدد للتعامل مع مفرداتها، وبالتالي تزداد قدرة الطفل على إستيعاب معلومات جديدة من حيث حفظ الكلمات وطريقة نطقها، وهنا يبدأ الدماغ بمقارنة مفردات لغته الأُم مع مفردات اللغة الجديدة فيتسع أفق تفكيره بشكل كبير. وخلال إجراء الدراسة تم إختبار (50) طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين (8 إلى 10) سنوات منهم 20 طفلاً يدرسون اللغة البلجيكية، إضافة إلى الإنكليزية و(20) آخرون يدرسون اللغة التركية مع الإنكليزية و(10) يدرسون لغتهم الأصلية (الإنكليزية) إضافة إلى اللغتين البلجيكية والتركية، وقد تبين أنّ الأطفال الذي يدرسون لغتين إضافة إلى لغتهم الأصلية أكثر قدرة على التعامل مع المسائل العلمية والذهنية من غيرهم، وعند وضع إختبار عن طريق الكمبيوتر لسؤال تحمل إجابته (نعم) أو (لا) للأطفال الـ(40) الذين يدرسون لغة واحدة، إضافة إلى لغتهم الأُم أجابوا عنه جميعاً في فترة زمنية تراوحت ما بين (12-15) ثانية. في حين أجاب الأطفال الـ(10) الذين يدرسون لغتين إضافيتين في فترة زمنية أقل تراوحت ما بين (7-9) ثوانٍ.
وللتعزيز والتأكّد من النتائج تمت الإستعانة بخمسة طلاب تراوحت أعمارهم ما بين (12 و14) عاماً يدرسون ثلاث لغات إضافة إلى لغتهم الأصلية فأجابوا عن سؤال في فترة زمنية أقصر قليلاً تراوحت ما بين (6-8) ثوانٍ، في حين أجاب عنه (5) طلاب في العمر نفسه يدرسون لغة واحدة هي الإنكليزية في فترة زمنية تراوحت ما بين (9-11) ثانية.
وقد توصل العلماء المشرفون على هذه التجارب إلى أن تعلم اللغات يؤدي إلى تقوية الدماغ وتشكيله بطريقة علمية تجعله يتطوّر بإستمرار، وأن أفضل طريقة لتعلم لغات جديدة هي أن يتعلمها الطفل في الصغر، حيث يكون الدماغ جاهزاً للإستيعاب ويمكن تشكيل بشكل متطوّر.
وأكّدت الدراسة أن أدمغة البالغين يمكن تقويتها وتنشيط خلاياها من خلال تعلُّم لغة جديدة، إلا أن ذلك لا يكون سهلاً كما هي الحال في الصغر، وأنّه عند تعلُّم لغة جديدة في الكبر فإنّ الدماغ يواجه مشكلات عدة على رغم أنّ مجرّد التعلم يزيد نشاط الدماغ ويوسع قدراته الإستيعابية، ذلك أن دماغ كبير السن لا يستطيع إجادة نطق اللغة الجديدة، علاوة على أنّ الإنسان عندما يكبر لا يتذكر الكلمات كما هي الحال في الصغر، إلا أن ذلك لا يعني أن على البالغ ألا يتعلم لغة جديدة؛ كما لا يعني أيضاً أن خلايا دماغه لن تتأثر إيجاباً بها، فتعلُّم أي لغة جديدة له تأثير إيجابي على العقل البشري مهما بلغ عمر الإنسان.
لكن الدراسة أشارت إلى أفضل مرحلة لتعلم لغة جديدة هما مرحلتا الدراسة الإبتدائية والإعدادية، وأثبتت أن معرفة أكثر من لغة تنشط الجهاز العصبي، وفي ذلك طلب من خمسة طلاب في المرحلة الإعدادية أن يترجموا مقطعاً من مسرحية من اللغة الإنكليزية إلى البلجيكية، فتبين أثناء الترجمة أنّ الأجهزة العصبية عند الطلبة كانت قوية جدّاً، إذ بينت أجهزة الكمبيوتر التي كانت تتصل بأدمغتهم في أثناء الترجمة بأن نشاطها وصل إلى معدل (96%).
وقال الباحثون إنّه عند الترجمة من لغة إلى أخرى يقوم الدماغ بعمليات معقدة جدّاً، إذ يستمع إلى الجُمل التي تصل إليه بلغة (أ) مثلاً وينقلها بذات معناها إلى اللغة (ب) ويتخذ قراراً بالكلمات المناسبة، وكل ذلك يتم في جزء من الثانية تكون الأجهزة العصبية فيها في أعلى نشاط، وكذلك الحال بالنسبة إلى الخلايا الدماغية.
وخلص الباحثون إلى القول إن معرفة شيء ولو بسيطاً من لغة غير لغتك هي في حد ذاتها عاملاً إيجابياً.. فعدا عن كونها تنشط الخلايا الدماغية والأجهزة العصبية فإن مجرد إحساسك بمعرفة لغة أخرى يجعلك تشعر بالسعادة الداخلية، وهذا عنصر إيجابي.
بحث في غاية الروعة و في غاية الأهمية.
كل ما أوردته من معلومات صحيح و في غاية الدقّة.
فالشعور بالسعادة الغامرة حين تجد نفسك تتأقلم مع كل المتحدّثين لا يوصف.
وما ورد عن نشاط الجملة العصبية عند الترجمة فهو حقيقي وأنا أتكلم عن تجربة خاصة.
بارك الله فيك يا غالية.
بارك الله فيكي ام انفال
طرحك رائع و مفيد جداااااااااا
إن معرفة شيء ولو بسيطاً من لغة غير لغتك هي في حد ذاتها عاملاً إيجابياً.. فعدا عن كونها تنشط الخلايا الدماغية والأجهزة العصبية فإن مجرد إحساسك بمعرفة لغة أخرى يجعلك تشعر بالسعادة الداخلية، وهذا عنصر إيجابي …
بارك الله فيك ام انفـااال
موضوع ررائع وبحث مفيد
وجزاكِ الله كل خير لروووعة ما تقدميه …
يسعدك الرحمن غاليتي …
ودي وتقييمي لكِ …
ربنا يفرحك دنيا و آخره