أصدر الباحث الإسلامي محمد أبو البشر رفيع الدين اخيرا كتابا بعنوان «فوائد سور وآيات القرآن الكريم» بذل من خلاله جهدا واضحا رصد فيه الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في فوائد القرآن الكريم من كافة الجوانب الروحية والنفسية والصحية، وأفرد مساحة لجدول يضم فوائد السور والآيات. ويرى المؤلف انها «تعين القارئ وتسهل له قطوف ثمار الكنوز النبوية الكريمة ومطالعتها».
وبدأ رفيع الدين بفوائد آية «بسم الله الرحمن الرحيم» التي عادة ما يستفتح بها القرآن الكريم عدا سورة التوبة بإيراد الحديث النبوي: عن ابن عباس ان ابن عفان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: «هو اسم من اسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر الا كما بين سواد العين وبياضها من القرب».
وعن سورة الفاتحة يورد الباحث الحديث الذي رواه البخاري: عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم». ويورد في فوائد سورة البقرة ومنها الحديث الذي اخرجه البيهقي: عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة».
أما عن آية الكرسي فيورد الفائدة التالية: عن أبي ربيعة الجرسي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: اي القرآن افضل؟ قال: «السور التي يذكر فيها البقرة»، قيل فأي البقرة أفضل؟ قال: «آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة نزلت من تحت العرش».
وعن سورة «آل عمران» نجد الحديث: عن اسماء بنت يزيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسم الله الاعظم في هاتين الآيتين». «وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم» وفاتحة آل عمران «الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم». كذلك في فضل وفائدة سورة الانعام يضمن الكاتب الحديث النبوي عن جابر قال: لما نزلت سورة الانعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الافق». ومن فوائدها: عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: «أنزل القرآن خمسا خمسا، ومن حفظه خمسا خمسا لم ينسه الا سورة الأنعام فإنها نزلت جملة يشيعها من كل سماء سبعون ملكا حتى ادوها الى النبي صلى الله عليه وسلم، ما قرئت على عليل الا شفاه الله».
ويتطرق رفيع الدين الى فوائد سورة يوسف، مستشهداً بالحديث عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا أقاربكم سورة يوسف فإنه ايما مسلم تلاها او علمها اهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت واعطاه القوة ان لا يحسد مسلما».
ويورد الباحث سورة الكهف كاملة في كتابه، ويستدل عليها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين. وكذلك الحديث: عن ابي الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».
أما خواتيم سورة «المؤمنون» وفوائدها فيقول الباحث ان قراءتها بالايقان في اذن المصاب تبريء المصاب، وتجلب المغانم مع السلامة، وسورة يس التي يذكر ان قارئها الذي يتلوها في ليلة ابتغاء وجه الله يغفر له تلك الليلة. واما سورة الفتح فكانت احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما طلعت عليه الشمس، واما سورة القمر فكان يقرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاضحى والفطر، واما السورة التي كبر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا فكانت «الضحى» واما السورة التي وصف قارئها بالفلاح فكانت (الزلزلة) والسورة التي تعدل الف آية كانت (الهاكم التكاثر) والسورة التي تعدل ربع القرآن وتبريء من الشرك هي (الكافرون) واما سورة الاخلاص ففوائدها تتلخص في أن الله ادخل رجلا الجنة لحبه لها، وقراءتها تعدل ثلث القرآن، ومن قرأها مائتي مرة غفرت له ذنوبه خمسين سنة، واما المعوذتان فقد رقي بهما النبي صلى الله عليه وسلم من لدغة العقرب، والتي كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى يقرأ بهما على نفسه وينفث.
وأكد المؤلف ان كتابه الاخير صدر برغبة من العلماء الذين ساعدوه باخراج الكثير من التراجم. ويشير الى ان سور القرآن منها ما يغفر لقارئه ذنوبه جميعا، ومنها ما هي امان لصاحبها، وامان للناس من الكوارث الارضية من طاعون واوبئة وزلازل وفيضانات وبراكين، ومن الآيات منها ما يؤدي الله سبحانه وتعالى بها ديون المديون، ومنها ما يوكل الله بقرائتها الملائكة تصلي على صاحبها صباحا ومساءً، ومنها ما ليس بين قراءتها ودخول الجنة إلا الموت.
نورتى صفحتى حبيبتى