:020:
تأثير متبادل بين هرمونات الغدد الصماء والجهاز العصبي
التركيب الوراثي للهرمون قد يؤدي إلى خلل في وظيفته لاحقًا
العلم توصل إلى تصنيع الهرمونات من خلال عقاقير أو حقن
زيادة الهرمونات في الدم قد تسبب حالات مرضية مختلفة
الهرمونات مواد مركبة، منها المعقد ومنها البسيط، تختلف من حيث مكوناتها. فهناك الهرمونات البروتينية التي يتألف بعضها من الأحماض الأمينية وبعضها الآخر من البروتين السكري glycoprotien، كما أن هناك الستيرويدية steroidal. تؤثر بعض الهرمونات على أعضاء محددة من الجسم فتغير في وظيفتها، بينما تؤثر أخرى على نشاط الغدد الأخرى، وتسمى الهرمونات الموجهة Tropic Hormones كما هي الحال في أربعة من هرمونات الغدة النخامية، تلك الهرمونات التي تنظم إفرازات قشرة الكظر والغدة الدرقية والغدد التناسلية.
تأثير متبادل :icon108:
ثمة تأثير متبادل بين هرمونات الغدد الصم والجهاز العصبي، فيزداد مثلاً إفراز الأدرينالين من الكظر في حالات الانفعال من غضب أو خوف بتأثير من الجهاز العصبي، كما قد تضطرب الدورة الشهرية لدى النساء. كذلك نجد أن الاضطرابات العصبية تؤدي أحيانًا إلى اضطرابات في وظيفة الغدد الصم، كما هي الحال في التسمم الدرقي ومرض السكري، إذ نجد أن عددًا لا يستهان به من مرضى السكري تظهر عليهم أعراض المرض بعد انتكاسة عصبية أو جسدية. من ناحية أخرى نجد أمثلة كثيرة عن تأثيرات الهرمونات على الجهاز العصبي مثل: توقف تطور الدماغ وانخفاض القدرات العقلية في أثناء القصور الوظيفي للغدة الدرقية مثلاً، والتغيرات الملحوظة التي تطرأ في نشاط الجهاز العصبي في سن اليأس لدى النساء إثر اختلال التوازن الهرموني السابق في الجسم.
يجري تنظيم إفرازات الغدد الصم من خلال عملية تسمى (التلقيم الراجع) Feed Back Mechanism التي قد تكون سلبية أو إيجابية.
سلبي وإيجابي
ـ التلقيم الراجع السلبي Negative feed Back، كتنظيم إفراز هرمون الدريقات Parathornone، هذا الهرمون الذي يزيد من نسبة الكالسيوم في الدم. ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الكالسيوم إلى تخفيض إفراز هرمون الدريقات، فتكون العلاقة بين نسبة الكالسيوم في الدم ونسبة إفراز الدريقات لهرمونها سلبية.
ـ التلقيم الراجع الإيجابي Poitive feed Back، كتنظيم إفراز أحد هرموني الفص الخلفي من النخامي، الأوسيتوسين Oxytocin عند الإنجاب، هذا الهرمون الذي يؤثر على الرحم مساعدًا في انقباضه. فعندما يبدأ رأس الطفل بتوسيع عنق الرحم وبالنزول، تنتقل إشارات عصبية من هذه المنطقة إلى الدماغ فتحث إفراز الأوسيتوسين من النخامي فيزيد هذا الهرمون بالتالي من حدة تقلصات الرحم دافعًا الطفل نحو الخارج ومؤثرًا في ازدياد الإشارات العصبية التي تؤدي إلى ازدياد إفراز الأوسيتوسين. وتتوقف العملية عند خروج الطفل من جسم أمه.
من ناحية أخرى تؤدي زيادة نسبة الهرمونات في الدم عن المستوى الطبيعي نتيجة فرط في عمل الغدد، أو نقص هذه النسبة نتيجة قصور في عمل الغدد إلى حالات مرضية مختلفة.
:015:
من ناحية أخرى نجد أن بعض السرطانات في مختلف أنحاء الجسم تعمل على إفراز عدد من هرمونات هذه الغدد وتسمى الهرمونات المنتبذة (ectopic Hormones) وترتفع نسبة هذه الهرمونات في الدم فتؤدي إلى خلل في وظائف مختلفة في الجسم، كذلك يعمد الطب إلى البدء بمعالجة هذه الحالات عن طريق استئصال التدرن ثم باستعمال العقاقير التي تعوق عمل الهرمونات الفائضة.
من ناحية أخرى قد يؤدي خلل في التركيب الوراثي لأحد الهرمونات فيؤدي ذلك إلى خلل في وظيفة هذا الهرمون، كما هي الحال في أحد أنواع السكري الذي يكون سببه وجود شكل محرف من أشكال هرمون الإنسولين Insulin ينتج عنه خلل في وظيفة هذا الهرمون فتكون النتيجة بالتالي ارتفاع نسبة السكر في الدم وإصابة المرء بداء السكري.
العلاج بالهرمونات :026:
توصل العلم منذ مدة من الزمن إلى تصنيع الهرمونات وتنقيتها بحيث أصبح بالإمكان معالجة حالات نقص هذه الهرمونات في الدم بإعطائها للمرء في عقاقير تؤخذ بالفم أو بحقنه بها. عملية التصنيع هذه لعبت دورًا مهمًا في معالجة عدد كبير من الأمراض، مثل السكري الذي كان يعالج بإعطاء المريض كمية من الإنسولين الحيواني المستخرج من البقر والذي يمكن استخراجه اليوم من الإنسان.
تجري معالجة نقص الثيروكسين (هرمون الغدة الدرقية) بإعطاء المرء ثيروكسينًا حيوانيًا أو ثيروكسينًا مصنعًا. من ناحية أخرى يُلجأ إلى استعمال الهرمونات التناسلية الذكرية في بعض أمراض الثدي والرحم لدى النساء، ولكن بدقة متناهية، لأن زيادة بسيطة في نسبة هذه الهرمونات في جسم المرأة قد تؤدي إلى خلل كبير في وظائفه التناسلية. كما تستخدم بعض هرمونات النخامي لمعالجة حالات العقم الذكري الناتج عن نقص في إفراز هذه الهرمونات. يعطى هرمون النمو، ولكن أيضًا بحذر شديد، في حالات تأخر النمو، هذا إلى جانب العديد من الأمراض والحالات التي تستعمل فيها الهرمونات، المصنعة منها والطبيعية المنشأ. 