بسم الله الرحمن الرحيم
للأسف ..في مجتمعنا نجد الكثيرين ممن يتحدثون بأعراض الناس ..ويتهمونهم بالزنا فقط لمجرد الشبهة كموقف قد يكون بريئاً ..أو لعدم التزامهم الديني ..واكثرما يؤذي هذا الكلام هو النساء ..فانطلاق المراة بالتعامل مع الرجال دون تحفظ ..ودون التزام بالحدود التي وضعها الله في شريعته من حجاب وعدم إظهار المراة لزينتها ومفاتنها امام الرجال الغرباء..والاختلاط الشائع كثيرا الآن في مجتعاتنا والذي يعتبره البعض تحضر ..لكن كل هذه الاحكام وضعها الله حفاظاً على سُمعة المرأة وشرفها من ضِعاف النفوس ..ومن الجاهلين الكثُر الذي قد يلوكون سمعتها بالأكاذيب..وما زاد الأمر سوءاً..عدم إقامة الحد على أولئك الكاذبين الذين يستسهلون الكلام بهذه الطريقة المُسيئة و المُحرمة شرعاً ولا يعلمون حجم الذنب الذي يقترفون ..وقد ازدادت هذه الظاهرة في مجتمعاتنا فأصبح بالكلام المُحرم شرعاً كالتحدث في اعراض الناس ورميهم بالزنا في ظاهر القول او في باطنه ..نوع من التسلية والترفيه وللأسف يتكلم الناس ويبنون قناعاتهم الخاطئة على شبهات لا أكثر…
وتحريم الاختلاط في السهرات الاجتماعية ليس تخلف ولكنه صيانة للنفس وللسمعة من ضعاف النفوس الذين يتحينون أي موقف ليطلقوا العنان لظنونهم التي ليس لها حدود ..
لا يعرفون أن المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ..فالكلام الذي يُسيء إلى السُمعة يُقام فيه الحد أي "العقاب بالجلد العلني" وهو كالسرقة التي يُقام فيها الحد"قطع اليد"
فلماذا يستسهل الناس الخوض في الأعراض في حين يعتبرون السرقة حرام؟؟؟
في حين وضعت الأعذار للسرقة إن كانت عن حاجة ماسة أو إن كانت من حرز..في حين لم يُرخص أي عذر في الشريعة الاسلامية الخوض في الأعراض..حتى ولو رأى شخصاً ما الزنا بأم عينه يُجلد ثمانين جلدة إن لم يأتي بأربعة شهود رأوا ما رأه وهذا أمر شبه مستحيل..إلا فيمن جاهر بالزنا.. وإلا فلمن تكلم في العرض الجلد أي عقوبة تُقارب حد الزنا نفسه فلا يعفيه من الجلد إلا الشهود الاربعة وجاء في هذا آية واضحة في القرآن الكريم..
"والذين يرمون المُحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شُهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً ابداً و أولئك هم الفاسقون"4 سورة النور المُحصنات أي الحرة البالغة العفيفة
بل وزاد تغليظ العقاب تجريد من يتحدث بالاعراض فيرمي الناس بالزنا التجريد من حقوقه المدنية فلا تُقبل له شهادة بأي امر آخر ليُعرف أما م خلق الله بأنه كاذب ومُفترٍ والعياذ بالله..
وكل هذا التضييق على من يتحدث بأعراض الناس او يرميهم بالزنا بسبب أن عقوبة الزنا أصلاً شديدة الصعوبة فالجلد ليس عقاباً يُمكن تحمله فقد يتوفى الشخص تحت الجلد ويكون هذا الحكم بمثابة الإعدام أوالتعذيب حتى الموت وبحضور مجموعة من المؤمنين ليكون عبرة..فالزاني المُحصن ..أي المتزوج في السنة عليه الرجم بالحجارة.. والجلد للأعزب مائة جلدة.
"الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تاخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخروليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"2سورة النور
وتُرك باب التوبة مفتوحاً لمن أخطأ فبالنهاية كلنا بشر مُعرضون للخطأ ولكن ليس يشفع عن إقامة الحد شيء ولكن المغفرة من الله قد تأتي بعد إقامة الحد للزاني او لمن تحدث واتهم شخصاً بالزنى ولم يأتي بالشهود الأربعة
"إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم"3 سورة النور
هذا كان فيمن تحدث عن شخص بأنه زنى ..أما من سمع هذا الكلام من المسلمين فله حكم آخر..فالإثم يلحق بمن سمع أيضاً إن صدق ..
"لكل امرءٍ منهم ما كتسب من الإثم "11سورة النور
وهنا نجد أن بعض الناس..يسمعون هذا الكلام البشع فيقيسونه على أنفسهم ..فلا يتقبلوه ويستنكروه ..بسبب الإيمان الذي يسكن في قلوبهم..
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيراً ووقالوا هذا إفك مُبين"12سورةالنور والإفك هو أقبح الكذب وأفحشه..
وعندها يطلبون الشهود فإن لم يأتي من تحدث بالإثم بأربعة شهود فهو الكاذب ليس عند الناس فقط بل عند الله أيضاً.
"لولا جاءو عليه بأربعة شُهداء فإذ لم ياتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون"13
ويصف الله عز وجل فظاعة التحدث بأعراض الناس بأنه امر عظيم يستوجب العذاب العظيم والسبب أن الناس يتكلمون في امرٍ عظيم لايجوز لهم التكلم فيه لعدم علمهم به وبنفس الوقت لا يجوز الإستهانة به لأنه عند الله عظيم..
"ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذابٌ عظيمٌ*إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيمٌ"1415
وهنا يُعلمنا الله جل وعلا كيف يجب أن نرد على من تحدث في مثل هذه الامور و هذا من جمال القرآن أنه لا يتركنا نتوه بل يدلنا على طريق النجاة من كل مشكلة تواجهنا..
"ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتحدث بهذا سُبحانك هذا بُهتان عظيم"16
والبُهتان هو الكذب الشنيع الذي يبهت سامعه ويُدهشه.
هذا فيمن تكلم في أعراض المسلمين ..أما فيمن تكلم عن السيدة عائشة زوجة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ورماها بالزنا ..أوأساء إليها او إلى اي زوجة من زوجات الرسول فجزاؤه أعظم ..ألا وهو اللعن أي الطرد من رحمة الله ويكون عندها مثل إبليس ملعون ومطرود من الرحمة والعفو..
"إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعِنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ *يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون"2324سورة النور
لهذا أجمع العلماء على ان من سب السيدة عائشة او رماها بعرضها قد كفر لانه يُعاند ما جاء في القرآن الكريم.
وفي النهاية اُحب أن أنوه عن معلومة يجهلها الكثير من الناس ولا يعمل بها الكثير من الناس..ألا وهي حرمة تزويج فتاة شريفة عفيفة بكر أو ثيب من رجل فاجرأي مجاهربالزنا وكذلك الزانية لا يجوز لها ان تتزوج رجل مسلم شريف ..إلا إن تابوا فيحل عندها التزويج..وهذا قمة العدل الإلاهي ..
"الزاني لا ينكِحُ إلا زانيةً او مشركةً والزانيةُ لا ينكِحُها إلا زانٍ أو مُشركٌ وحُرم ذلك على المؤمنين" 2سورة النور
أتمنى أن ينتبه كل منا لكل كلمة يقولها وما تحمل من معاني مفضوحة او مغطاة بالظنون والإساءات المُحرمة لأشخاص قد يكونون احسن منا خُلقاً وديناً وإيماناً فقد علمنا القرآن أن الكثير من الناس قد يحملون قلوباً طاهرة مُضيئة بالإيمان ..ولو كان مظهرهم لا يوحي بذلك أكثر بكثير من اشخاص يُصلون ويلوكون بأعراض المسلمين ويخوضون فيها بالإثم ويزرعون الفتنة والفساد..ووصف مثل اولئك الناس بالفاسقين.
"إن الذين يُحبون ان تشيعَ الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون"19سورة النور
لايكفي أن نُصلي و نتظاهر بالتقوى كي ننجو من عذاب النار بل يجب أن يمنعنا إيما ننا من الخوض في اعراض المسلمين أو التصديق بها وإلا فلسنا مؤمنين إن لم نتعظ ونتوب.
"يعظكم الله أن تعودوا لمثله ابداً إن كنتم مؤمنين"17سورة النور
نقلت لكم ما عرفت ..أسال الله لي ولكم العفو والعافية ..والرحمة والغفران..
ندى السمان
تقبلي مرووووري
موضوع غاية في الاهمية