السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
من يتبع سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) يجد أنه يجمع في غذائه بين الفائدة والمتعة والحمية. فنجد مثلاً، أن ما قرره الطب القديم والحديث، من أن إدخال طعام على طعام آخر يؤدي إلى سوء في الهضم، وظهور أمراض متنوعة، ولو بعد حين، قد أشار إليه الهدي النبوي في قوله: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه)، وقوله صلى الله عليه وسلم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع) أي لا نملأ معدتنا إلى أن نصل إلى حد الإشباع والتخمة.
وكذلك تناول أطعمة متعددة الأصناف، ومختلفة التركيب والإعداد.. يؤدي إلى عسر في الهضم، وتخمر كثير منها، وبقاء بعضها في المعدة دون هضم، وهذا أيضاً مما نجده في الهدي النبوي، في قوله: (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبة).
ولأن الإنسان بطبيعته البشرية التي تأبى أن تقتصر على هذا القدر من الطعام، خصوصاً مع توافر النعم والتنوع في الأطعمة والأطباق والوصفات، فقد قال عليه الصلاة والسلام (فإن لم يكن فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).
وقد قسم ابن القيم رحمة الله مراتب الغذاء إلى ثلاثة أقسام:
– مرتبة الحاجة: المعنية بقوله عليه السلام (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه) فإن لم يستطع ذلك ودعته نفسه إلى المزيد من تناول الطعام فإنة ينتقل إلى..
– المرتبة الثانية وهي الكفاية: بمعنى أن يكون ثلث للطعام وثلث للماء وثلث للنفس والحكمة في ذلك أن لبطن الإنسان سعة وطاقة فإذا امتلأت بالطعام لم يصبح هناك مجال لتحمل الشراب وبالتالي يؤدي إلى ضيق النفس.
– أما المرحلة الثالثة فهي الزيادة: والإفراط وفيها يوقع الإنسان نفسه في الخطر، ويضر بنفسه دون أن يشعر، وتصبح الزيادة والإفراط عادة لدى الإنسان، وتؤدي إلى ظهور الكثير من الأمراض وعلى رأسها السمنه وما تؤدي إليه من أمراض السكر و الضغط والشريان والقلب والمفاصل بالاضافه إلى الشعور بالإحباط واليآس لدى الشخص البدين، ومن ثم اللجوء إلى العلاج وطلب الوصفات والجري وراء صرعات الرجيم التي تفشل كثيرا ولتعود على صاحبها بخيبة الأمل.
بعض القواعد البسيطة في هديه الكريم قبل وأثناء وبعد تناول الغذاء:
1. الجلوس معتدلاً سواء كان على الأرض أو الطاولة لأنه أصح للمعدة، حيث ينحدر الطعام بسهولة وقد نهى عليه السلام أن يأكل الشخص ممتلئاً.
2. غسـل اليدين قبل تناول الطعام فقد روى عنه عليه السلام قوله "من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع والمقصود بالوضوء هنا غسل اليدين.
3. التسمية وإذا نسي فليقل (بسم الله في أوله وآخره)
4. الأكل باليمين سوء ذلك باليد أو إمساك السكين باليسار والملعقة والشوكة باليمين
5. البساطة في المأكل والمشرب وعدم الإسراف والتبذير.
6. عدم ملء الفم بالطعام وحشوه به وتصغير اللقمة والمضغ الجيد والأكل مما يلي الشخص.
7. عند الأكل باليد لا تنفض ما تبقى في اليدين من بقايا الأكل في الصحن نفسه، فإن ذلك يثير اشئمزاز الآخرين.
8. عدم إخراج صوت من الفم أثناء تناول الطعام سوء كان تجشؤاً أو صوت المضغ.
9. عدم الكلام والفم مملوء بالطعام لمنع تناثر الطعام بطريقة مقززة.
10. عدم مراقبة الإنسان للجالسين على المائدة وطريقة أكلهم مما يسبب ضيق وإزعاج.
11. حمد الله والشكر بعد الأكل فقد كان عليه السلام إذا أكل أو شرب قال الحمد الله الذي أطعمنا وسقنا وجعلنا مسلمين.
12. كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن النوم بعد الأكل.. ويذكر أنه يقسي القلب… ولم يكن ينام ممتلئ البدن من الطعام والشراب.._ابن القيم _
13. صح عنه صلى الله علية وسلم ((لا آكل متكئاً)) رواه البخاري…
14. غسل اليدين بعد الانتهاء من الطعام.
15. من الأفضل للجماعة أن يجتمعوا على الطعام، ولا يتفرقوا فإن ذلك من أسباب الألفة والمودة والاحترام وحلول البركة للجماعة والأسرة.
فعلينا جميعا أن نقتدي برسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – في جميع أفعاله
تقبلي مروري يا عسل