الحلقة الثانية من:
> الفيروس الخبيث <
فلما كانت هذه بعض صفاتهم
لذا حذرنا الله تعالى كثيرا منهم في كتابه العزيز بل فضحهم الله وعراهم لنا
كما تجلى هذا في سور كثيرة من سور القرآن فعلى سبيل
المثال لا الحصر:
سورة التوبة [ الفاضحة] وسورة المنافقين
وصدر سورة البقرة
وأوآخر سورة آل عمران
وفي منتصف سورة النساء وغيرها من سور القرآن
وكذلك حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الإتصاف بصفاتهم
قال صلى الله عليه وسلم
( أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) صحيح الجامع
وكذلك حذرنا منهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن تبعهم من أئمة السلف والخلف
> فقال :
عنهم الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
كما في صحيح البخاري:
( إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم،كانوا يومئذ يسرون، واليوم يجهرون )!
> وقال عنهم ابن القيم رحمه الله :
"بلية الإسلام بالمنافقين شديدة لأنهم منسوبون إليه وهم أعداؤه في الحقيقة يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد. فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه! وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها!
فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ألا إنهم هم المفسدون".
> ووصف الشيخ ابن جبرين العلمانية ( والعلمانية:
القناع المستعار للمنافقين )
فقال رحمه الله :
( فرقة العلمانية ،
التي يظهر منها الحب والوئام لأفراد الأمة لكنها تظهر أحيانآ خفايا تضمرها تنبىئ عن حقد وشنأن للدين الإسلامي وتعاليمه وتتنكر للحدود الشرعية وللعبادات والمعاملات الدينية وتجعل جل هدفها المصالح والشهوات النفسية وترى عزل الدين عن الدولة وترمي المتمسكين به بالتخلف والجحود والتأخر ولاشك أن هذه الطائفة أخطر على الأمة من المنافقين الأولين ومن كل الطوائف المنحرفة ).
_ _ _ _ _
فعلم من ذلك
خطر هذا الداء على كل فرد من أفراد الأمة
كما قال ابن القيم رحمه الله :
" أما النفاق:
فهو الداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئآ منه
وهو لا يشعر " .
فكان لزاما على كل مسلم كيس أن يتفقد قلبه ويتعاهده بين حين وآخر وأن يحرص على تطهيره من هذا الداء
ويحذر كل الحذر من أن يتصف بخصلة من خصاله
والتي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث قال:
( آية المنافق ثلاث :
إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان)
وفي رواية:
( وإذا خاصم فجر ).
وهذا الذي ورد في الحديث هو ما يسمى ( بالنفاق العملي )
_ _ _ _ _
لأن النفاق قسمان:
نفاق عملي ونفاق إعتقادي
فالقسم الأول /
هو النفاق العملي :
وهو نفاق غير مخرج من الملة ولكنه خطير على الإيمان وقد يذهبه
لذا خاف منه الصحابة رضوان الله عنهم
حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه _ الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة _
كان يسأل حذيفة هل ذكره النبي صلى الله عليه وسلم
مع المنافقين
فسبحان الله!!
فإذا كان هذا عمر فكيف بمن بعده
فلذلك كان لابد على كل عبد أن يجاهد نفسه ويحاسبها أشد المحاسبة قبل يوم الحساب
ويخشى على نفسه من الإتصاف بخصال المنافقين
وأما القسم الآخر من أقسام النفاق /
فهو النفاق الإعتقادي :
وهو نفاق مخرج من الملة يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر
وهو ما ركز عليه القرآن وحذر منه أشد التحذير وأمرنا بمجاهدة أهله كل على حسب إستطاعته
كما قال الله :
{ يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير }
فهو أخطر من النفاق العملي بكثير
لأنه محادة لله ورسوله وكفر بالله وبرسوله وبشرائع الدين
_ _ _ _ _ _
يتبع الحلقة الثالثة