العلاقة بين الآباء والأبناء الصحة النفسية … أصول التعامل حتى بعد المراهقة
البيئة العائلية هي أهم مبدأ تتمسك فيه الشعوب، ومع اختلاف عاداتها وثقافتها نرى وجوب الحوار بدءاً من العائلة والتي تبدأ بتربية أطفالهم منذ الصغر على طبيعة وبيئة ما تعلموه من آبائهم منذ عصور مضت وهنا انوه انه لكي يكون المجتمع واعياً ومتفهماً يجب أن أبدأ بأنه لابد من تربية الأبناء، والحرص على فهم نفسية كل منهم أمر يحتاج الى حرص وتفهم من قبل الآباء لذلك علينا الحرص في كيفية التعامل معهم، فكل جيل له رأي وتطلعات ومبادئ في هذه الحياة، وكل جيل له أخلاقيات وسلوكيات حسب الزمان والمكان.
بشكل عام نرى الآباء يسعون الى وضع العقبات أمام اندفاع الأبناء وتصرفاتهم، والبعض الآخر لم يعد أمر تربية أبنائهم ذا أهمية في حياتهم على الرغم من أن التربية تعد في أقصى الأهمية. فنرى بعض الآباء مشغولين في أمور الدنيا، والأمهات منهمكات في الأسواق ومحلات الخياطة، ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمور أبنائهما سوى بتوفير الغذاء والكساء0
اما ذلك الطفل، فيكون في رعاية مهملة، ويكون عرضة لانحرافات الدنيا أو في حضن الخادمة كما نرى في بعض مجتمعاتنا فيتلقى القدوة واللغة السيئة في حياته.
ان بعض الأطفال عندما يسمعون النداء للصلاة لا يرفعون رؤوسهم ولا تطأ أقدامهم أبواب المساجد الا في الأعياد أو أيام الجمعة، وكذلك الأمر لبعض الأطفال لا تطأ أقدامهم الكنيسة، وقد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم ولكن أين هي القدوة والتربية؟
ان الأب يعطي كل وقته في العمل ويعود الى بيته متعباً ومنهمكاً وينسى أمر أبنائه كما ينسى أنه سيُسأل في الآخرة في عمله مع أبنائه كما في الحديث الشريف: “ان الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه”.
كيفية التعامل مع الأبناء والتقرب منهم؟
– نبني داخلهم الثقة بالنفس بتشجيعنا لهم بقدراتهم.
– ممارسة بعض الرياضة من وقت لآخر واندماجك معهم باللعب.
– اجعل أبناءك يختارون ما يلبسون بأنفسهم فبذلك يروا كيف أنك تحترم قرارهم.
– ذكرهم بأشياء قد تعلمتها منهم.
– عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك بكلمة وأنت مشغول، يجب أن تعطي تركيزك الكامل له وانظر في عينيه وهو يحدثك وكذلك الأمر بالنسبة للأم.
– مشاركتهم في وجبات الطعام والجلوس معهم.
– الانتباه لهم بالهوايات التي يمارسونها ويجب أن تشعرهم بالافتخار بها كالرسم والموسيقا.
– وأخيراً حاول أن تنسى أخطاء اليوم الماضي والبدء بيوم جديد يحمل معه التفاؤل بالحياة فيرى ابنك أو ابنتك حبهم لك ولهم وأن تحضنهم ليشعروا بالحب والعطف تجاههم.
تعدد الآراء؟
بعض الأبناء يرون أن تعدد الآراء أمر صحيح وأن الاختلاف في الرأي لا يجعل هناك فرقاً، وهنا يأتي دور الآباء بتعليم أبنائهم التعبير عن رأي مخالف في بعض المواقف، فهذه الطريقة ستشجع الابن على التعبير عن رأيه وسيشعر بأن رأيه ينال التقدير.
فمن الممكن أن يختلف الآباء والأبناء بالرغم من أن الوالدين هما اللذان يحددان الى أي مدى يسمح للطفل بالمناقشة ولكن هذه الحدود لا يجب أن تكون صارمة، لان ذلك لايعطي مجالاً للأبناء بالاختلاف في رأيهم والتعبير عن أنفسهم.
ولا يجب على الوالدين أن ينظروا الى اختلاف الأبناء معهم بأنه تحد لهم فقد يكون ذلك مجرد تعبير عن الرأي.
منح الأبناء بيتاً آمناً؟
يجب على الآباء والأمهات عدم الاختلاف والخوض في مناقشات حادة فيما بينهم أمام أبنائهم خصوصاً في حالة وجود أطفال صغار، لأنهم في هذه السن لا يستطيعون أن يفهموا أن الأب يمكن أن يتجادل مع الأم دون كره.
وهنا يجب على الآباء والأمهات اخبار أبنائهم بأنها مجرد خلافات عادية بين الوالدين وأنهما مازالا يحبان بعضهما فهذا سيشعرهم بالراحة والأمان والطمأنينة0
نصائح عامة؟
ان الصراحة مطلوبة بين الآباء والأبناء خصوصاً في هذا الزمن، لأنه كثرت فيه الفتن وفتحت لهم العديد من المجالات التي لم تكن في مجتمعنا، واذا أعطي الأبناء الثقة منذ الصغر حلت أكثر المشاكل الناجمة عن جهل الأبناء وعدم انجرافهم وراء من ليسوا أهلا للثقة والنصح، وقبل أن يفوت الأوان حاولوا أيها الآباء استعادة أبنائكم وأن تملأوا أوقاتكم بوجودكم الى جانبهم بأعمالهم ودراساتهم وهواياتهم وتقديم المساعدة والعون لهم كلما احتاجوا لذلك وتلبية طلباتهم قدر المستطاع
بارك اللّه فيك حبيبتي
موضوع رآئع ومفيد
يعطيك العافيه ياقمر
لك ودي
لتواجدكم الرائع