بسم الله الرحمن الرحيم
مناهج عاطفية من القرآن:
السكن … الحرث … اللباس … الفراق
تحلم بغد مشرق تومض فيه الحياة بسنا رفيق .. سكن يجعل الحياة أسهل
في قلبه كما في قلبها دقات حب، وحلم برفيق، وارتشاف للأحلام اللامتناهية منذ ان كانت هي وكان هو، لذلك لم يهملا من قانون العالم الذي حكم السماوات والأرض، وسار به الكون كله باتساق، فقد جاء الشرع رؤوفا بقلبيهما .. رحيما بأحلامهما فشرع اول قاعدة للقرب ( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فجعلها سكنه كما كان سكنها.
في عينيه اتزان يشي بالهدوء، وبنهاية اليوم تكون عندها محطة الرحال حتى يسكن الجسد بعد تعبه والروح بعد جهدها .. بل حتى ترتاح المشاعر المتعبة التي ظلت تحلم بغد مشرق تومض فيه الحياة بسنا رفيق .. سكن يجعل الحياة أسهل .. والحلول أسرع ما دامت القلوب في أقفاصها تنام وادعة.
وبعد أن أسست البيوت وقامت تفاصيل الحياة اليومية تأتي قاعدة الحب الثانية ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم) لتظهر مع مرور السنين حينما تورق المشاعر، وتبدأ بواكير الأزهار تتفتح لتكون حديقته الغناء التي يتفيأ ظلالها حين تشتد هواجر الدنيا، فهي الحرث المنبت الذي يحتاج اليه الناس كلهم .. كبستان أخضر .. فيه ألوان الطبيعة الزاهية .. أزهار .. وأشجار .. وأطيار .. ربما تنام على ردائها .. نسائمه غنية بشذا الصباح .. وبرائحة العشب الصغير بعد هطول المطر .. وكأنها جنة الدنيا التي لا يجب ان يدخلها حتى يقدم لنفسه تقديرا وتبجيلا بل إجلالا، إذ هي الجمال في الدنيا، بل هي الدوح الذي تخرج منه الفروع الصغيرة.. أولاده صغارا .. أصحابه كبارا .. هذه الفروع التي يرويانها بالجهد والركض في أروقة الدنيا حتى يصير الغد لتظللهما في خريف العمر .. ذاك العمر الذي مضى وهما أقرب من القرب في سعة أو في ضنك .. لتكتمل مسيرة العمر بـ ( هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) فاللباس هو الستر عن العيوب .. وجمال المظهر أمام الناس .. ودفءفي الشتاء .. وراحة في الصيف.
ولكن ماذا لو .. كسر هذا الحب .. وانكسرت معه القلوب .. وكان الحل هو الفراق؟ هل من قواعد أخرى ترأف بهذه القلوب؟ ( إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وكأن قلب المرأة أرق وألطف، لذا حماه من انكسارات العنف .. أو ألم النفور .. بل حتى تظل ذكرى العشرة بينهما ذكرى منصفة، إذ كما خلت من الحب خلت من الكدر أيضا.
كلمات تقترب من القلب .. وتغني عن كل قصائد الحب .. بل لتجعل كل الأيام أعياد حب .. بل تكاد تكون خارطة الطريق لكل من تزوج ليرعى الأسس التي وهبها الله تعالى لكل قلب يحلم بعاطفة شيقة، فهي آيات يقرؤها قبل أن يتزوج .. ويجعلها أساسا بعد أن يتزوج .. صفات تشي بكثير من القواعد العاطفية التي ترتكز عليها أسرة أرادت أن تحيا بنظام الحب الذي وصفه الله تعالى ليسود العالم .. العالم كله .. وليس فقط زوجا وزوجة.
مما راق لي فنفلته لكن .