بين عادل ومرام مشكلة قديمة، صحيح أنهما تصالحا وقررا طي صفحة الماضي لتستمر الأسرة ومن أجل سعادة الأولاد. لكن الحياة بعد تلك الحادثة المؤلمة بينهما لم تعد كالسابق. صار الاثنان يتشاجران على أتفه الأمور. لماذا لم تجفف أرضية الحمام بعد أن انهيت استحمامك؟ لماذا غيرتِ عن المحطة التي أتابع عليها المباراة؟ ألن تكفي عن متابعة المسلسلات التافهة؟ لماذا لم تحضر معك الخبز كما قلت لك؟ وهكذا يصير تفصيلاً بسيطاً، يمكن تجاوزه، مدعاة للخلاف والشجار وعدم التحدث لأيام.
مرام في الحقيقة لم تسامح عادل أبداً، وظل لديها غضب دفين تجاه ماحدث بينهما حتى وإن قررت استئناف الحياة. الجروح تحتاج إلى وقت حتى تبرأ على ما يبدو.
أما عادل فيدرك أنها لم تسامحه ولكنه لا يريد أن يظل في موقع المذنب في عينها، فيناكفها ويتشاجر معها على أي شيء ليثبت لنفسه أن هناك أمور أخرى تدعو للشجار غير خطئه القديم.
في هذه الحالة لابد من الوضوح والصراحة، وينصح أن يبتعد الشريكان عن بعضهما مدة أيام في نزهة أو سفر يخفف من حدة التوتر، على أن يلحق أحدهما بالآخر لقضاء أيام معاً يجددان فيها المشاعر الجميلة ويمحوان الذكريات السيئة.
وهناك حالات أخرى تشبه حالة عادل ومرام يكون فيها للشجار سبب ظاهري يختبئ وراءه شيء آخر، كفقدان أحد الزوجين للثقة في شريك الحياة أو شكوى أحد الزوجين من قلة الوقت الذي يقضيانه سوياً.
وإذا انتاب أحد الزوجين إحساس بأن شريك الحياة يفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، فمن الأفضل أن يواجه شريك الحياة بهذا الأمر ويطرحه للنقاش بكل صراحة ووضوح، وأن يحاول الارتقاء إلى مستوى أعلى من مستوى المشكلة لتضع يدك على السبب الحقيقي وراء الشجار.
ولا بأي من طرح السؤال التالي على شريك الحياة: لماذا يسبب لك هذا الأمر كل هذا الضيق؟. وعندما يبدأ شريك الحياة في توجيه الاتهامات تنصحه لا بد من ملاحقة أسبابه حتى النهاية.
وربما لا ينجح الأزواج في معرفة السبب الحقيقي للشجار من المحاولة الأولى. والتصرف السليم في هذه الحالة ألا يستسلموا لليأس والإحباط، وإنما مواصلة السعي لسبر أغوار شريك الحياة ومعرفة السبب الحقيقي وراء افتعاله للمشاكل على أتفه الأسباب في المرة التالية.