أما بعد …أحبتي في الله …
مشيتم ؟! انطلقتم ؟! تحررتم من أسر الشهوات ؟؟ ماذا صنعتم ؟ هل يرى ما في قلوبكم من أحد غيره ؟ فهل طهرتم هذا القلب الذي يطلع عليه الملك ؟ وهل بدأتم رحلة التغلب على آفاتكم ؟ إننا في صراع شديد ، لكن " العاقبة للمتقين " وهذا درس الصيام " لعلكم تتقون " وهذا درس رمضان الأهم ، فاللهم نسألك قلبا سليما ولسانا صادقًا ، ونجدد الدعاء " اللهم اسلل سخائم صدورنا ، واغسل حوباتنا "
أحبتي في الله ..قال أبو سليمان الداراني : مَن أحسن في نهاره كوفىء في ليله ، ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره. ومن صدّق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه، والله تعالى أكرم من أن يعذِّب قلباً بشهوة تُركت له.
هذا واجبنا اليوم ، إيثاره سبحانه وتعالى بترك شهوة ، قد تكون الشهوة راحة أو تلذذ بمطعم أو مشرب أو زوجة أو أولاد أو أي نعمة
، ماذا لو رآك اليوم فباهى بك في الملأ الأعلى " يذر شهوته لي " طوباك !!!! وهنيئًا لك !! ويا لسعادة قلبك لو وجدت أثرها !!نريد أن نسير ساعة ساعة ، هذه ساعة الذكر نحسنها لنرزق ساعة التلاوة ، نحسنها لنرزق التقرب بالنوافل حتى يحبنا ، نحسنها لنكافأ بالمزيد من الفيض والمنن .
أحبتي .. أريد أن تتهجدوا الليلة ولو بسورة واحدة ، وهذا من باب تنويع الطاعات والقربات ، وهذا أقرب لصلاح القلب .في كتاب الزهد لابن المبارك قال محمّد بن كعب القرظيّ: «لأن أقرأ في ليلتي حتّى أصبح بإذا زلزلت، والقارعة، لا أزيد عليهما، وأتردّد فيهما، وأتفكّر فيهما أحبّ إليّ من أن أهذّ القرآن ليلتي هذّا- أو قال- أنثره نثرا . ( أي اقرأه بسرعة ) .
نسأل الله تعالى السداد .اللهم أخرج من قلوبنا كل ما لا يرضيك ، واستودع في قلوبنا كل ما تحب منَّا ، واصطفينا بحبك يا أحب من عرفت ، ويا أحن من وجدت
كتبه الشيخ هاني حلمي .